الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

تحمل عناوين للقراءة والتثقيف
الدرجة الرابعة ورزنامة ومتاعب صيف
في المكتبة المسرحية الخليجية يتداول حالياً بعض من المهتمين بشؤون المسرح خاصة المحبين للقراءة والتثقيف المسرحي من الفنانين المسرحيين، مجموعة من الكتب المسرحية ذات الصيغة الدرامية، أي النصوص المؤلفة للعرض المسرحي، ويأتي في مجموعة هذه المسرحيات المنصوصة (متاعب صيف) وثانياً (رزنامة) أما النص الثالث المتداول (الدرجة الرابعة) ومن خلال القراءة السريعة لهذه النصوص الثلاثة نقول:
نص (رزنامة)
* مسرحية (رزنامة) من الأعمال القيمة والبارزة التي أنجزها الفنان عبدالرحمن الضويحي، حيث أبرزت الكثير من القيم الاجتماعية التي تتضمن بعض المقالب الخفيفة لأشخاص متقاربي السن والدرجة الاجتماعية، وقد بذل المؤلف في تأليفها الكثير من الجهود والمعاناة لصياغتها كعمل شعبي، وحشد فيها شخصيات لها طابع هزلي ساخر يشبه الرسوم الكاريكاتورية. والمسرحية أثرت الحركة المسرحية خاصة في لونها الشعبي، كما أثرت المفردة والدراميات بشكل عام. لقد أبدع الضويحي في هذه المسرحية وحقق جميع أبعاد العمل المسرحي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.
مسرحية (رزنامة) عرضت في الكويت بتاريخ 21 يناير 1970 بإخراج مؤلفها المرحوم عبدالرحمن الضويحي، كما عرضت أيضاً بإخراجه في البحرين عام 1971، ولقيت الاستحسان والإقبال خلال كل عروضها.
مسرحية (متاعب صيف)
* في نص متاعب صيف استطاع المؤلف (سليمان الخليفي) خلق الصراع وتجسيد الحدث بتعميق هوة الأحداث والصراعات بين شخوصه.. وأشار إلى المجتمع بدقة وشجاعة مبيّناً ما للحضارة من زيف وجشع يعصفان أحياناً بالإنسان.
إن القيمة الحقيقية لهذه المسرحية تكمن في أنها مثال حي لأي ركنٍ من أركان الدنيا تجد فيه البشر: معاناة الإنسان، ملل الحياة ورتابتها، الفراغ والإحساس المطبق بالضياع.. إنها ملحمة لعذابات الإنسان في أي مكان وزمان.
وبلا جدال فإن المسرحية استطاعت بفكرتها المركبة تركيباً متصاعداً، أن تنزع قناع الزيف عن وجه الحقيقة الأسود وتقديم شريحة لذات الإنسان وحركته وأحاسيسه.. وقد صور الكاتب مأساة الضياع وأبرزها مكثفة ضمن أكبر شحنة درامية يمكن أن يحتملها النص دون اللجوء إلى أساليب المبالغة والمهاترة والحشو التي لا مبرر لها في الأحداث.
مسرحية الدرجة الرابعة
* أما الدرجة الرابعة لمؤلفها (عبدالعزيز السريع)، فتناولت قضية اجتماعية ربما تكون بسيطة تدور بين أي زوجين في أي مكان على سطح البسيطة ومن أي زمان، ولكن المعالجة الواعية للعلاقة بين الزوجين في تذبذبها مابين سيطرة الزوجة (ثريا) ومحاولة الزوج (وليد) إسعادها رغم محدودية إمكاناته، ورغبته في كبح جماح رغباتها، وخضوعه لصراعين: صراع مع رغبات زوجته التي تتجاوز حدود إمكاناته ومحبته لها ومحاولته إرضاءها، وصراع داخلي مابين محبته لزوجته، ورفض لسلوكها المتعالي وطلباتها التي لا تنتهي، إلى أن يحدث التحول ويرفض تصرفاتها السلبية مثلما يرفض الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية فيؤثر الهرب.
ولعل في وصف أحداث المسرحية بهذا الاختصار المخل انتقاصاً مما تحمله من عمق في معالجة العلاقة المتذبذبة بين الزوجين، وتصوير الصراع الدرامي سواء بين الزوجين أو مايدور في داخلهما من مشاعر وأحاسيس مضطربة من خلال حوار غاية في السلاسة والعمق في آن واحد، وهو مايميز عبدالعزيز السريع عن غيره من كتّاب المسرح من معاصريه، فسلاسة الحوار لديه وانسيابيته وكثافته، هي في الحقيقة مكمن قوة هذا الحوار، لأنه حوار درامي مشحون معبّر عن صراعات الشخصيات ومشاعرها وأحاسيسها بدون فذلكة وتقعير، ودون حاجة إلى تطويل وإطناب.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved