الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

نص
هكذا.. لونتُ صوتي بالهجير!!
سعود بن سليمان اليوسف
كم يغسل الوقت انتظاري موعداً يأتي كرائحة الصدى لمُبللٍ بجفاف موعدك الشهيِّ؟ أنا هنا.. قلمي لطلعتك العزيزة مترعٌ حبراً أغنّْ
ورقي به النحل افتتنْ
والجوّ مكتنِزٌ بأسئلةٍ، حفيف لَحُوحها يكسو بساتيني جفافاً.. لم يدعْ فيها من الثمرات إلا شادياً غنّى على غير الفننْ!
فمنحتَ إحساسي جواز تغرُّبٍ، وحشدتَ في سفني سؤالاً صارخ الألوان، حين أجدتُ عزفَ الرفض.. حين رقصتُ فوق مجامر المألوف مشبوبَ الرؤى! لوَّنتُ صوتي بالهجير.. غمستُ في صوت الرعود سكون حنجرتي، محوتُ بمعجماتي كلَّ لفظٍ هامس الأصوات، استوحي من الأضواء لي لغة كجرأة صرختي!! رددتُها، فإذا لألوان الصدى شيء خفي الكُنه، لكن ظلُّه يحوي الفلكْ!
وعلى صدى الألوان حين مزجتُ إنسانيتي معها وُلدتُ شذا وتفكيري فراشات ولا شيء يحدُّ مداركي، حتى لقد أدركتُ أني في الأنام الظلُّ لك..
صوتي أنا وأنا حروفي اللاهثاتُ مجاهراً بتفرُّدي.. لا شيء يشبهني سوى ظلي الذي أنهكتُه بترحُّلي، مترجّلاً عن صهوة الأبواق، إذ عقروا خيول حناجر الشعراء، إذ غنّيتُ للإنسان جرّحتُ الجِراحَ، وإنني لا أبتغي تجريحه، لكن ليعرف كيف تضميد الجراح، وكيف يحتمل الأسى! وطّنتَني في وحدتي متغرّباً كمشاعري، كمشاعري متمرّداً، فأعَزُّ ما أهديتَ لي حريةٌ سيفٌ على الكلمات ثملَّه صهيلُ تجاوزي صحراءَ تفكيري! وها أنذا أجازف بالحياة لأسألك.
ما للقصيدة بيننا جسداً يتاجر بانهيار عفافه شعراؤنا؟ (هتكتْ أنوثتَها) شفاهٌ جاثياتُ الفِكْرِ حين تلمّظَت بمدائح.
تَرِفاً تَرَبَّع فوق عرش اللفظ، إن الشمس أكبر من مسامرة المغيب، لأن أعمى
قال: إني لا أرى إلا الحلكْ
عّلمتني أغنيّة الخيلاء، ثم أمرتني: ألا أمارسها معك!!
وإذا أتيتَ، أتيتَ مكتظّ الملامح بالغموض، أتيتَ منتهكاً لتفكيري، تعذِّبني برقصي فوق أوجاعي، ولو لم تأتِ كانت متعةُ المنفى!! ولكن صرتُ يشبهني الورى!!
تأتي متى؟ فأنا الذي يشدو وليس صدىً هناك ولا أُذُنْ!!
تأتي متى؟ فأنا انتظارٌ كالبكاء وليس ميعادٌ!! أنا طعم الحنين إلى الرجوع ولا وطنْ!!
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved