الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 17th April,2006 العدد : 149

الأثنين 19 ,ربيع الاول 1427

وداعاً عبدالسلام العجيلي

*محمد عبدالرزاق القشعمي:
قرأت نهاية الأسبوع الماضي خبر وفاة الأستاذ الدكتور عبدالسلام العجيلي -رحمه الله- الذي جمعني به الأستاذ الشاعر خالد بن محمد الخنين الملحق الثقافي السعودي بدمشق - سابقاً -؛ فقد كانت فرصة طيبة أن ألتقى بالأستاذ عبدالسلام العجيلي في نهاية فصل صيف 2004م في مطعم (اللوتس) بالروضة بدمشق أثناء إقامة معرض الكتاب الدولي، وفي الوقت نفسه كان مجمع اللغة العربية بدمشق أثناء إقامة معرض الكتاب الدولي، وفي الوقت نفسه كان مجمع اللغة العربية بدمشق يعقد اجتماعاته الدورية، وكان أحد فرسان المجمع هو الأستاذ والسياسي والشاعر والطبيب عبدالسلام العجيلي، إذ حضر من (الرقة) حيث يقيم إلى دمشق لحضور الاجتماعات المذكورة.
لقد أمضينا ساعتين، حيث تناولنا طعام الغداء بدعوة كريمة من الأستاذ الخنين، وسبق أن قرأت للعجيلي الكثير سواءً في الصحف أو الكتب وبالذات مذكراته التي طبعها مؤخراً رياض الريس فأصدر الجزء الثاني قبل الأول، فقال: إن الجزء الأول سيصدر بعد أيام.
كنت أستغرب خفته وسرعة بديهته ومرحه وهو يحمل على كتفيه أكثر من خمسة وثمانين عاما، إذ عرفت أن مولده كان عام 1918م ببلدته المفضلة (الرقة) الواقعة على شاطئ الفرات بين حلب ودير الزور، ونال الشهادة الابتدائية (السرتفيكا) في عام 1929م انتقل بعدها لإكمال دراسته في حلب لعدم وجود مدارس أو معاهد عالية في بلدته، ثم التحق عام 1938م بجامعة دمشق فدرس الطب.
وقال إن محاولاته الأولى مع الكتابة كانت مزيجاً من التعبير عما في النفس والتقليد لما كان يقرأ، وكانت محاولاته الأولى مع حصوله على الابتدائية إذ ألف تمثيلية حول ما كان يجري ب (الرقة) من أحداث تاريخية، أما الوظائف التي تقلدها فقد دخل مجلس الشعب نائباً عن الرقة عام 1947م.
كما تولى ثلاث وزارات هي : الثقافة والخارجية والإعلام عام 1962م. وكان من أهم ما يذكره هو المشاركة في حرب فلسطين عام 1948م وتطوعه وهو نائب في المجلس ضمن جيش الإنقاذ.
لقد كانت الهزيمة مرة وقاسية عليه - كما على غيره - إذ هجر السياسة وطلقها كممارسة فعلية - ولكن الانفصال وما لحقه من انقلابات وفترات حرجة دعته للعودة للوزارة.
يفخر العجيلي أن صفته الأدبية أكثر عند الناس وأشهر من صفاته السياسية وغيرها، ولهذا نجده يقول :( الكاتب هو رجل أفكار، وقوة هذه الأفكار نجعل رجل السياسة ينقاد وراءها لتوجهه إلى المواقع الصحيحة..) (1)
وكما قال عنه نزار قباني : أروع بدوي عرفته المدينة، وأروع حضري عرفته الصحراء.
ونجد إبراهيم الجرادي يقول عنه :( لقد اتسعت ممارسات عبدالسلام العجيلي الابداعية واشتملت وسائله على صورها المتعددة، وازدادت غنى بمسلكيته الإنسانية الكبيرة، ومعارفه، وسبل اطلاعه وتنوعها، وعمق ذلك تجربته الحياتية وتعدد مساراتها، فاغتنت بذلك وشائج الذات الإبداعية بعناصر موضوعاتها وأشكال تعبيرها، فإذا كانت حرب فلسطين، والعمل الطبي، والكراسي الوزارية، وحياة البداوة، والرحلات شرقاً وغربا، صورا للحياة، فإن الشعر والرواية، وأدب الرحلات، والقصة، والمقامة، والسياسة، تعبير عنها، وموقف منها، وفي كل هذا وذاك، ظل الخطاب الأدبي عند العجيلي كلغته، وسيلة مؤثرة.
بعد أن عدت للمملكة، كتبت له للتواصل وطلب الحصول على مؤلفاته القديمة وغير المتوافرة في المكتبات وقد أجابني مشكورا بخطاب يحمل تاريخ 20-10-2004م (مرفق صورتها).
رحم الله الأستاذ القدير عبدالسلام العجيلي الإنسان متعدد المواهب والقدرات وعزاؤنا لأبنائه وأصدقائه ومحبيه، على أمل أن يعوضنا الله بأمثاله من الرجال الوطنيين المخلصين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved