قصيدة للأطفال الكلب.. والتنين
|
يفاجئنا الكبير سعد البواردي .. بهذا النص ويقول: إنه (للأطفال) ..؟!
ومن يدري .. فهو لهم حقاً، وربما لغيرهم في زمن الكبار الذين تحولوا إلى صغارفشحّ الصدق وعزّ الوفاء.
الثقافية
(الكلبُ) يا بنيَّتي أوفى من الإنسان للإنسان
حقيقة معروفة من سالف الزمان
يحكون: أن شيخاً طاعناً في السِّن
أوى إلى فراشه ليستريح..
من بعد جُهْدِ يومه الطويل
أوى إلى فِراشِه في (خيمة) مثقوبة من لطمات الريح..
ونَامْ.. يا بنيتي..
وهَامَ في سما الأحلام
وكلبُه الأمين حوله يراقبُ الأغنامْ
لمَّا ينامْ
وفجأةً أحسَّ شيئاً أسْوَداً من حوله يسير
مُتَّجها كاللص.. يُطلقُ الصفير
إنه (التنِّين) يا بُنيَّتي بغدره المعهود..
أتَى لينهش المسكينَ.. إنَّهُ حقود
إنقضَّ مثلَ الرِّيحْ..
خَاتَلَ (التنين)
صَارَعَ (التنين)
هوى على (التنين) بالأنيابْ..
لاَ بُدَّ من تمزيقه حماية لمن أحب
حتى وإن فَقَد الحياة..
(البِرُّ) عند الكلب شيء
دُونَه كلَّ حياه..
الشيخ في شخيره.. مستغرقُ الأحلام
لَمْ يَدْرِ أن الموتَ حوله يُلامس الأقدامْ
حين أفاقَ من سباته..
وقامَ..
ماذا رأى..؟!
أوصالُ لحم أسودٍ مُمَزَّقَة
وجثةَ لكلْبه الأمين مُغرقة
كلاهما.. (الكَلْبُ).. و(التنين)
أَسْلَما الأنفاسْ..
لكي يعيش (الشيخُ)
كانَ (كلبه) الأمين أنبلَ الحراس
عن سيِّده.. عَشِقَ الرَّدى..
كان الفداء..
من أجلنا أعطى المثلْ
للمخلصينَ في العملَ..
ما أعظم الوفاءَ في حياة كلب مُخلصٍ.. رَحَلْ..
سعد البواردي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|