آخر السيوف.. وآخر الأوفياء
إبراهيم بن عبد الرحمن التركي
|
(1)
** و(الآخِر) لا تعني اليأس من (الغد) فإن عقرتْ رِحمٌ فسوف تنجب أرحام، وإن أعتم يوم فقد تضيءُ أيام..!
** لن تكونَ أرحامنَا.. ولا هي أيامُنا، فلعلها لجيل قادم يقرأ في رموزه سيفاً ذهبياً لم تسقطه غارات التتر والغجر، وقلباً وترياً يعزف أنغام النبل والصدق..!
(2)
** صدر الكتابُ أولَ الصّيف، ولأنه عن (نزار)، ولأنه من (عبد الله) فلم يَخِبْ التوقع في قراءةٍ مختلفة تستجيبُ لدقة أبي توفيق، ورقة أبي وجدي وبينهما مسيرةُ قلمين جمع بينهما الحُبّ ووحدتُهما الحَرب.. وتشابهها فالتقيا:
(هذا الصباح اكتشفتُ مجنوناً
آخر يشبهني..
بنوبات الصرع،
ونوبات الصبابة،
ونوبات الكتابة..)
** هكذا كتب (نزار) إلى (عبد الله)، فقد أعيا كليهما (قلب يدقّ في الجهة اليسرى لكل العشاق فيه نصيب) - كما أنشد شاعر عراقي معاصر- ثم اتفقا:
ما تبتُ عن عشقي ولا استغفرتُه
ما أسخف العشاق إن هم تابوا..
** لم تُسهدهُما علاقةٌ عابرة أو هوىً طارئ، لكنها العروبة:
أنا يا صديقة متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة وعقاب
أمشي على ورق الخريطة خائفاً فعلى الخريطة كلنا أغراب
ولكنهم العرب:
أنا منذ خمسين عاماً أراقب حال العرب
وهم يرعدون ولا يمطرون
وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون
وهو يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يمضغون
(3)
** حتى الكتابة عن (نزار) تصبحُ مجالاً لمن يتندر:
(ما زال الجفري يفلقكم كعادتِه بالكتابة عن نزار بمناسبة وبغير مناسبة..)
** لسنا فقط في زمن الهزيمة بل في زمن الجحود، يستكثرون على الغيمة أن تمطر، وعلى الوردة أن تزهر، وعلى المركب أن يبحر..!
** ولم يأبه (أبو وجدي)، بل لم تكفه المقالات فأتبعها هذا الكتاب/ الوثيقة الذي ضم رسائل من كبير شعراء العصر، وصوراً هي الأحدث لشاعر السيف والمرأة قبل أن تضمه ذراتُ الرّمل مطمئناً إلى أن حروفه لم تساومْ ولم تتغير.. مثلما لم يساوم أو يتغير (الجفري) الذي قدّم حضور الغياب لمن يسعون لغياب الحضور..!
(4)
** ليست هذه حكاية الوفاء الأولى لأبي وجدي، ففي تآليفه (وقد قاربت الثلاثين) وسومُ العشق يحملُها الصّدق للعمق، ويُورق بها الزمان والمكان.. وكتابه عن (زوربا القرن العشرين محمد حسين زيدان) ينضوي تحت هذا العنوان..!
** سلامٌ على الأوفياء..!
email: ibrturkia@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
