الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th October,2005 العدد : 127

الأثنين 14 ,رمضان 1426

تعقيباً على(أدبي المدينة يحتفي بالشعر العامي):
من هو الأمّي.. وأين جهاز كشف الشهادات؟!
الجميل في تغطية (الثقافية) التي نشرت يوم الاثنين 7 رمضان، عدد (126)، حول الأمسية التي (احتفى فيها أدبي المدينة، بالشعر العامي..!) لأول مرة على ذمة المصدر، أنها كشفت بعض الأمور التي تدور خلف كواليس النادي، وتحتاج إلى شيء من التأمل.
وقبل الشروع في الحديث عنها، أشير بداية أنني كنت بكل فخر أحد شعراء تلك الأمسية الوطنية، التي دعيت لها من قبل رئيس النادي الدكتور عبد الله العسيلان مشكورا، وأجبت (شرفاً) بالمناسبة الغالية، لا (طموحا) بمنبر النادي، مع احترامي الشديد لجميع منسوبيه، الذي قدمت قبل معانقته، العديد من الأمسيات في مختلف مناطق المملكة، التي كان آخرها مهرجان الجنادرية (20). ولعل في تلك التغطية الكثير من النقاط التي تستحق الوقوف، والالتفات بكل هدوء:
* الملاحظ أنها لم تخرج للمجلة الثقافية باسم مراسل معين، وأن كان ذلك (جائزاً) صحفياً من جانب، فهو في جانب (آخر) قد يعني أن محررها لم يرد بشكل من الأشكال، أن يفصح عن اسمه لأسباب يحملها لنفسه.
* الواقف على ما نشرته ال(الثقافية)حول الأمسية، يمكنه أن يجد (نسخة) منشورة (إذا لم تحذف حتى تاريخه) على موقع أدبي المدينة الجديد، على شبكة الانترنت، وإن لم تحفل الأخيرة بالكثير من التفاصيل، التي خص بها مجلة االجزيرة الثقافية.
ومن خلال استخدام قانون (حساب الاحتمالات)، يمكننا حصر جميع الاحتمالات، لنصل إلى نتيجة مؤداها أن محرري تغطية (موقع أدبي المدينة، والثقافية) هما الشخص نفسه، على طريقة (اثنان بواحد) وأن اختلفت المعالجة، وفي حصر للاحتمالات أكثر، يمكن أن نعرف أنه (عضو) في النادي نفسه، وممن يتصلون ب(الثقافية) بطرف، ومن هنا تبدأ فصول المسرحية ولا تنتهي!
* الغريب أن (نسخة) من تغطية الأمسية قد خرجت بصورتها (القديمة)، وعممت على جميع الصحف حينها، ولكنها لم تنشر في أي منها على حد متابعتي، والله أعلم، إلى أن قامت (الثقافية) بذلك الدور.. وحسنا فعلت.
ولعل في ذلك دلالة (صارخة)، على حالة (القطيعة) التي يعيشها أدبي المدينة مع وسائل الإعلام المختلفة حوله، التي تحتاج في تصوري إلى إعادة نظر، وقراءة متأنية في الأسباب! ودلالة قوية أخرى تؤكد علاقة صاحبها ب(الملحق) بشكل فاعل.
وهنا مجرد (سؤال عريض) نفتحه بين يدي القارئ الكريم، حين يصبح صاحب التغطية السبق، هو (الخصم، والحكم، والجلاد) في آن واحد..! وهو ما لا يجوز مهنيا، إذا عرفنا أن أحد شعراء الأمسية، وهو الصديق العزيز بشير الصاعدي، يعد من أعضاء النادي، وأبنائه الأوفياء الذين شهد لهم (منبره) الكثير من الأمسيات الشعرية.
وأتصور أنه كان في غنى تام على أن تؤكد شاعريته، بمثل ذلك (التمرير الغريب) والمتكلف كثيرا، الذي أراد مراسل الملحق تمريره بشكل لا يمت للمهنية الصحفية، بأي صلة.
ولنقف بعد ذلك على جملة من (النقاط) التي وردت في التغطية، لمناقشة ما تحمله من تداعيات تستحق هي الأخرى كثيرا من النظر.
* يقول مراسل مكتب المدينة: (امتلأت قاعة المحاضرات بنادي المدينة... كما لم تمتلئ من قبل..) ويقصد طبعا (جمهور الشعبي) الذي احتشد على حد وصفه، وصفق بحرارة، وبدأت عليه (الحفاوة) البالغة، بحكم قربه من الذائقة، وخطابه للسواد الأعظم من غير المتعلمين.
ما جعله على حد قوله يحقق (تفاعلا) آنيا ومؤقتا. ولي أن أسأل هنا، ما سر ذلك (الحشد) الكبير الذي يحضر النادي لأول مرة..!، ألا يحمل ذلك في وجه (آخر) من العملة دلالة على (الكارثة) التي يعيشها النادي لسنوات، والتي تتمثل في (ندرة) الحضور، وعزوفه، بحيث لا يتجاوز في بعض المناسبات أصابع اليد الواحدة! وإذا سألت القوم عن السبب، ف(المبررات) نسخة مكررة منذ سنوات!
ترى من هو (غير المتعلم) في عرف صاحب التغطية، الذي نجح الشعبي على حد قوله في خطاب جمهوره وإلهاب أكفه في تلك الأمسية. وهل كان النادي مثلا بحاجة إلى وضع (جهاز) إنذار دقيق متخصص يكشف شهادات الحاضرين، وسلمهم التعليمي، ومدى تقبل ذائقتهم لما يطرح على منبره! وليته فعل ذلك، ليعرف مع تحفظي الشديد على مثل هذا التفكير، أن بينهم الأستاذ الجامعي، وطالب العلم، والمدرس، وغيرهم من (عباد الله) الذين نجح الشعبي على بساطته في جلبهم حين فشل غيره مع قوة وجاهته.
وهنا نستوقف كل صاحب وعي ليقف على تلك (العاجية) الواهمة، التي يتعاطى فيها بعض (المحسوبين) على تلك المنابر الثقافية، مع جميع أطياف المجتمع من حوله، فبدلا من فتح الباب لجميع ألوان الطيف، وتشجيعهم لتحقيق (المعادلة الحقيقية) لمفهوم الثقافة الشامل، تجدهم يصنفون، ويوصمون هكذا وبكل بساطة ب(غير المتعلمين) لماذا.. لأنهم تفاعلوا وتحمسوا للشعبي فقط.. يا للجريمة..!
أم قوله واصفا الشعر الشعبي بأنه (آني) و(أمي) مستشهدا بأحد آراء الهوميل، فتلك قضية أخال أنها اليوم باتت مستهلكة كثيرا، ولا حاجة لتقيؤها، بعد أن أصبحت (دقة قديمة) كان يتمسح بها البعض ذات يوم على طريقة (أنا موجود) ليس أكثر.
* ولعل الكارثة تكمن في قوله: (المرة الأولى التي يقتسم فيها الشعبي الوقت والمكان مع الشعر الفصيح) الذي يعتبر على حد وصفه (سبق) يسجل لأدبي المدينة.. ويبدو أن صاحب التغطية رغم عضويته (الأس) في النادي كما تبين لنا، لم يحسن قراءة تاريخ ناديه جيدا، الذي سبق له أن أقام أمسيات من هذا النوع، وفي أكثر من مناسبة وطنية.
وهنا أحيله إلى كتاب رفيقه في العضوية، الأستاذ محمد صالح البليشهي، صاحب الكتاب التوثيقي (مسيرة 25 عاما) لنادي المدينة، الذي ذكر من تلك الأمسيات الشعبية ما أقيم في تاريخ 27-3 - 1411هـ وضم مجموعة كبيرة من الشعراء الشعبيين، وأخرى في مناسبة (الذكرى المئوية) لتأسيس المملكة في تاريخ 23-10-1419هـ. والطريف هنا أن البليهشي معد الكتاب، هو نفسه (عريف) الأمسية، الذي صرح للجمهور ليلتها، أنها المرة الأولى التي يجمع فيها ناديهم (بين الشعبي والفصيح).. بحكم طبيعة المناسبة طبعا.. وكأنه يتنصل من (جريرة) ما.. ارتكبها النادي تلك الليلة، ولا تعليق أيضا هنا..! وأنا متيقن تماما بأنه لو تم فتح سجلات الأندية الأدبية، منذ بداية تأسيسها، فلن تخلو حتما من استقطاب مثل هذا (اللون) الذي له عشاقه ومحبوه في كل مكان.
ولي أن أتساءل بعد ذلك، عن سر الزج المجاني لقضية (امتناع) الدكتور محمد العيد الخطراوي عن حضور الأمسية بذلك الشكل، والجميع يعرف أن الخطراوي كان منقطعا عن فعاليات النادي، قبل انعقاد الأمسية بفترة ليست بالقصيرة. ويبدو أن قضية الشعبي هنا كانت مجرد افتعال ليس أكثر. وبالمناسبة فقد عرف عن الرجل تقبله للشعبي، وعدم تشنجه في الاستماع إليه.
حتى إن كان له (رأي) معلن فيه، وقد سبق له أن كتب فيه نصوصا، يعرفها الكثير ممن يقتربون من مياهه الإقليمية، ويبدو أن في هذا (الإقحام) ركلة غير مباشرة.. ولكنها لم تكن موفقة..! وأخيرا، أستغرب من عدم تطرق تلك التغطية مثلا، ل (تدخلات) عريف الأمسية الكثيرة، و(وصايته) غير المبررة على الشعراء، وابتساره من وقتهم، ووقت الجمهور، على حساب المشاركات الخارجية.. فتخيلوا معي أمسية يجتمع عليها العشرات، وبشكل غير مسبوق، يجبر شعراءها على تقديم (3) نصوص..وبس! وهنا فقط أستطيع القول إنني (لست) متحمسا على ذمة تلك التغطية في ال(ذود عن حماي) لإلقاء نص (غزلي)، ولكني سأكون دائما وأبدا، متحمسا كل الحماس للذود عن حمى الفكر، والوعي، والأدب، والجمال، حين يحاول البعض تقديمه مسلوقا على طريقته.
فاصلة:
سبق لي أن نشرت مقالاً في العزيزة ال(الثقافية) في أعدادها الأولى عن أدب الكاتب المسرحي (شكسبير) وذلك عن طريق (مكتب المدينة) بالطبع، ولكنه للأسف خرج مذيلا بغير اسم (العبد الفقير)، ولم يصحح إلا بعد جهد جهيد من قبل المراسل نفسه، والحمد الله أن المقال كان (موثقاً) نظرا لفوزه في جائزة (أفضل) مقال في إحدى المشاركات الصحفية.


خالد الطويل
kdtwil@hotmail.com
محرر ثقافي في صحيفة(الوطن)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved