الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th November,2003 العدد : 37

الأثنين 22 ,رمضان 1424

الدويحي .. وحكاية السرد
خالد أحمد اليوسف

قد نكون من المرحلة ذاتها، والتاريخ، والجيل أدبيا!!، لكن لم نكن من واد وسبيل واحد!!، ولم نكن من فكر واحد في كتابة القصة!!، ماذا أقصد بهذه الافتتاحية للحديث عن قاص وروائي وكاتب لابد أن تقرأ ما يكتبه في هذا النسق؟؟، في منتصف الثمانينيات الميلادية كنا نلتقي ونحن في وهج القصة القصيرة كتابة ونشراً ومتابعة ومنبرياً في منابر الأندية الأدبية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.. نلتقي بحماس الكتَّاب ونبض الإنتاج والعطاء وكل واحد يحمل عدته لحفر طريقه بطريقته الخاصة.. نادي القصة السعودي في عام 1408هـ تاريخ الانطلاقة ولم الشتات والبحث عن الصوت القوي الذي ينعشه.. أحمد الدويحي من أوائل الذين التقيت بهم في لقاءاتنا الأسبوعية في النادي، ثم هو من أوائل الذين رغبوا أن يكون إصدارهم الأول عبر النادي.. فكانت مجموعة البديل القصصية التي لم تأت الظروف على ما نريد لإصدارها، فصدرت عام 1409هـ على حسابه الخاص!!، استمر عطاء الدويحي ودخل تجربة الرواية من خلال ريحانة مبكرا للساحة السردية، واصل الإنتاج والنشر والوصول إلى القارئ بطريقته الخاصة.. قاصا وروائياً وكاتباً تحليلياً لكل ما يتفق مع ذائقته الخاصة، أقول هذا لكي أرجع إلى الافتتاحية وأربطها هنا.. الدويحي كاتب قلق، مثير، يلهث خلف الجديد من الإبداع ولهذا تراه قارئاً نهماً، يملك أدوات خاصة بقلمه، لديه إرث كبير يمتاح منه مكانياً وزمانياً وشخوصا وعادات لا حصر لها وتقاليد تتوارثها الأجيال حسب قدراتها، من هنا جاءت الكتابة التلقائية المتداخلة لديه، تشعر بالفعل أنك أمام حكواتي محترف لذا لا تحكم القصة أو الرواية في عالمه قانون أو نظام.. بل لا يعترف بالقواعد والتقنيات التي يضعها النقاد!؟، لأن كل ما يهمه حينما يلج في عالمه الخاص ويمارس الكتابة الوصول إلى نص يحمل أفكاره وسماته وبصمته السردية وهي:
1 تداخل الأحداث فالصراع في نصه لا ينتهي بين كل شيء يذكر!!، الإنسان، والحيوان، والجماد، بل حتى الأفكار والخيال والتوقعات و المستقبل وغيرها.
2 القضايا القبلية صغيرها وكبيرها لابد أن ترى لها وجوداً في كتابته، القصصية والروائية.. مقالاته يدخلها طرف من هذا.
3 الأسماء الذكورية والأنثوية، ودلالاتها المكانية تتضح صورة جلية في معظم كتاباته، ومن خلالها يكتشف القارئ التراكم الهائل لذاكرته.
4 الدويحي كاتب بيئي ينتمي إلى الوطن بكل تفاصيله، فإنسان السراة هو بطل معظم أعماله، بكل ما يحمله من إرث وتاريخ.
5 كثيراً ما يربك المتلقي في فهم كتابته نتيجة للقلق الطافح على مسار بعض نصوصه، فيقع في حيرة من تصنيفها والوصول إلى مبتغاه.
6 كنت فيما مضى ومن خلال متابعتي للدويحي أرى أن نصوصه القصصية هي بدايات روائية، أو ملخصات أو مختصرات لمشاريع قادمة، والأيام كفيلة لنا بهطول دويحي لروايات ناجحة.
ربما هذه بعض السمات التي توصلت إليها!، وبالتأكيد هي رؤية قارئ متابع للمبدع أحمد الدويحي، أما الناقد المتمكن فهو ما ننتظره ليكشف لنا عن جماليات وقدرات الدويحي الإبداعية في عالم السرد، وقد تكونت له مع الأيام حكاية طويلة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved