الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th November,2003 العدد : 37

الأثنين 22 ,رمضان 1424

الشاعر السوري ممدوح عدوان:
كل الثقافة المكتوبة إنشائية.. والإصغاء للبيئة خيار فني في الرواية
الأزمة الثقافية وتراجع الشعر أزمة العالم كله
علينا أن ندخل التاريخ.. لكن لا نسجن أنفسنا فيه

* حوار عبدالكريم العفنان:
شهرة ممدوح عدوان تأتي من كونه شاعراً كبيراً منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وله في الشعر سبع عشرة مجموعة شعرية منها مجلدان صدرا عن دار العودة بيروت 1982، لكنه يحمل سلة كبيرة من فنون الكتابة، وإلى الشعر كتب الرواية والمقالة الصحفية، إضافة إلى السيناريو التلفزيوني الذي زاده شهرة على شهرة باجادته فن الاثارة النابعة من اختياراته المميزة، فكتب حتى اليوم ستة عشر مسلسلا، منها أربعة تاريخية.
إلى ذلك عُرف كمترجم ثقة، ومن ترجماته (تقرير الى غريكو) لليوناني نيكوس كازانتزاكيس، و(تلفيق إسراءيل التوراتية)* للباحث كيث وايتلام، وأخيراً (الإلياذة) للشاعر الاغريقي هو ميروس.
وممدوح عدوان فنان مطارد بالوقت، فيعمل لعشر ساعات في الظروف العادية، ويجد وقتاً لدروسه في المعهد العالي للفنون المسرحية، كأستاذ، ووقتاً للعائلة والأصدقاء، حتى تساءل كثيرون: متى يكتب أو ينام..؟
التقيناه في دمشق، وكان هذا الحوار:
أصغي إلى البيئة
* للرواية عموماً بعدان: إنشائي وأخلاقي، هل شكَّل الجمع بينهما خياراً فنياً في روايتك «أعدائي»، أم أن موضوع الرواية فرض ذلك؟
أولاً: كل الثقافة المكتوبة انشائية، وكنت في «أعدائي» أريد الوصول الى صيغة لايصال الحكاية، وهذا فرض عليّ المفردات والحوار وطريقة بناء الشخصيات، لأن عارف «بطل الرواية» كان خائفاً في أعماقه.
وفي الاساس أرى أن العرب لم يكونوا في الزمن الذي تتحدث عنه الرواية «الحرب العالمية الأولى» يعرفون ما يريدونه، وهم لا يزالون كذلك، والصهاينة نفذوا مشروعهم وحققوا إنجازات على أرض الواقع، والمخلصون من العرب، مثل (عارف وابنه إبراهيم)، لم تكن لديهم رؤية واضحة.
ولذلك اخترت الاصغاء للبيئة كخيار فني للرواية، وإذا استمعت الى حكواتية القرى في المضافات وهم يتحدثون عن الآخرين، أو عن شخص عادي ويتبناه أحدهم وهو يروي له أو عنه، ستعرف الصعوبة التي واجهتها ككاتب ملتزم، وذلك بسبب وجود شخصيات يهودية، فأنا ضدها في المبدأ، لكنني أخلصت لها في الرواية، كشخصيات، وأخرجتها من النمطية التي يتعامل فيها العرب مع العدو، فهم آدميون مثلنا، وعندهم شعراء ومشاريع، ويعشقون ويتزوجون لكن أولئك عملوا على مشروعهم، ونحن ليس لدينا مشروع لنعمل عليه، وما زلنا خاضعين لرد الفعل، وهم ينفذون ما يريدون.
أزمة الثقافة
* كروائي ومتابع للرواية العربية والأجنبية، هل ترى أن الأزمة الثقافية في الشعر والمسرح تطال الرواية العربية، وهل الازمة في الثقافة العربية وحدها؟
الأزمة موجودة في العالم كله، وليس في العالم العربي فقط، بمعنى تراجع الشعر وتقدم كتابات أخرى، وهذا مفهوم غير جديد، فقد كان المسرح والشعر في الآداب الأوروبية سابقين للرواية، وعندما تقدمت الطباعة تعزز وجود أنواع أدبية أخرى.
الآن وفي العالم كله هناك تراجع للشعر ومكانته، وحين ترجمت كتاب (الشعر ونهايات القرن) للشاعر المكسيكي أوكتافيو باث، الذي صدر عن دار المدى في دمشق، لفتني قول باث: لم تمر مرحلة إلا وكان الشعراء يشكون من قلة القراء، وحتى في القرون 17 18 19 في أوروبا، أي في زمن الحداثة الاوروبية، لم يكن رامبو وفيرلين وبودلير يطبعون أكثر من 150 نسخة من كل كتاب، ولاقوا صعوبة في بيعها حتى بعد عشر سنوات من صدورها، فالأزمة دائما موجودة، هذا أولاً.
ثانياً: من أسباب استفحال الازمة أن العصر قدم فنونا جديدة، وعندما نقول إن الشعر ديوان العرب، فهذا لا يعني، على الاطلاق أن العرب كلهم شعراء، ولا يعني أنهم كانوا، كلهم يتذوقون الشعر، لكن الشعر كان سجلا لأيامهم، والسجل له وظيفة في النسب والتاريخ والمفاخرة والإعلام .. أما الآن فقد كثرت التخصصات، وأخذت من الشعر بعض وظائفه السابقة، وبالتالي قلّت أعباء الشاعر، وستظل تقل أعباؤه حتى يصبح الشعر شعرآً فقط، فالقارئ سابقا كان يتابع قصيدة نزار قباني التي تتناول فضيحة سياسية، أما الآن فالتلفزيون هو الاقدر على تصوير ذلك، وحتى قصيدة نزار الغزلية كانت نوعا من التفريج عن الكبت عند القارئ، وهناك في عصرنا فنون جديدة تظهر وتحقق للقارئ العادي متعا كان يبحث عنها في الشعر، ولم يعد مضطراً لذلك الآن، وفي هذا حدث تحولان، فالشاعر تخفف من أعبائه، ولم يعد تسجيل التاريخ من وظائف قصائده، فانصرف لفيضه الداخلي،.. والقارئ لم يعد يتابع الشاعر من أجل التاريخ أو الفضيحة الاعلامية والسياسية، فكتب التاريخ والاعلام، إذن، خففت من أعباء الشعر، وإذا دققنا قليلا سنجد أن كثيرا من القصائد التي انتشرت سابقا كانت تحمل سرَّ الموقف الاضافي، وليس بسبب حمولتها الشعرية، وخذ قصيدة محمود درويش، أو قصيدة نزار مثلا، وأما القول بقيمتها الشعرية فيحتاج الى نظر.
المسرح والعصر
* كتبت حتى اليوم ستاً وعشرين مسرحية، وبعضها قدم على خشبة المسرح.. هل ذلك لايمانك بمكانة المسرح كأبٍ للفنون، وهل لا يزال المسرح أباً للفنون؟
يمر المسرح بما يمر به الشعر نتيجة انتشار وسائل الاتصال الحديثة، التي قدمت للقارئ أو المتفرج بديلا عن المسرح، وهذا أثر على جمهوري السينما والمسرح، خاصة في البلدان النامية التي لا تمتلك أرضية ثقافية متينة.
المسرح في أزمة لكنه لا يموت، وهناك اغراءات للممثلين ليتجهوا الى التلفزيون، وقد خف بهاء المسرح الذي شهدناه في الستينات والسبعينات، لكنه موجود، ونلاحظ اليوم أن قرار خروج أحدنا من بيته الى المسرح في يوم شتائي بارد هو قرار مدهش بوجود التلفزيون والكمبيوتر الذي يتيح مشاهدة الافلام والمسرحيات والاسترخاء، ولذلك يكون ذلك القرار خاصا بالمهتمين بالمسرح فقط ومثله مثل الشعر هنا.
الفارسة والشاعر
* في مسرحيتك الاخيرة تماهيت مع الماغوط في مسرحيته الشعرية (العصفور الاحدب)، فمسرحت عمله بطلب منه، هل كونك جعلتنا غير قادرين على التمييز بينك وبينه في المسرحية يعود الى حرفية أم إلى (تناص) أو (تلاص) كما ذكرت في مقدمة المسرحية؟
لو كنت ممثلا أنا ممدوح عدوان، وأردت تمثيل شخصية خالد بن الوليد، فسآخذ الكلام المكتوب وأفهمه بصفتي خالد بن الوليد وليس بصفتي ممدوح عدوان، وأتبنى كلام الشخصية، وعندما أمثل الدور على المسرح يجب أن يصدق الناس أنني خالد بن الوليد، وفي المسرحية بذلت الجهد نفسه، فأخذت كلام الماغوط وكتبته على طريقتي، وبالتالي كان المزج بين لغتي ولغته إلى درجة ان القارئ لم يميز بين شعر الماغوط وكلامي لولا حفظه لشعر الماغوط، وهذا كما أرى تميز، ولأن الجو الثقافي وسخ قلت في مقدمتي تناص وتلاص، فاعترفت أنني أسرق، لكنني أخذت زبدة كلام الماغوط ولم أتركه شعراً، بل ذوبته ومسرحته، وحتى أخرج بمسرحية جيدة كان لا بد من اضافات أشبكها في كلام الماغوط لأتوحد مع لغته بتشابه أو انسجام، وكل قصة الفارسة الموجودة في المسرحية لم ترد في (العصفور الاحدب) لكن دمج حكاية الماغوط مع حكايتي أنتج (الفارسة والشاعر) حتى ان القارئ لن يميز بين عقليتي وعقيلة الماغوط سوى من المقاطع التي يحفظها من شعره، وهناك شيء أساسي، وهو أن عقلية الماغوط في الشعر تعجبني، فنظرته الى الاشياء وطريقة تعامله مع اللغة سهلت عليَّ دمج أسلوبه في أسلوبي.
* وهل ستُقدم المسرحية على الخشبة؟
نعم ويفترض أن تعرض في شباط/ فبراير فهي مدرجة في موسم المسرح القومي، ويخرجها محمود خضور.
ازدحام شعري
* في تجربتك الشعرية الطويلة 17 مجموعة، كيف تنظر الى ذلك بعين الناقد، وهل واكبت قصيدتك تطور وعيك؟
أعتقد ذلك لكن المسألة بحاجة الى ناقد محايد، وبالرغم من مشاغلي الكثيرة ما زال الشعر شاغلي الاول، ولديَّ الآن مجموعتان، وسابقا كانت منابر النشر قليلة، وكان سهلا على القارئ متابعتها، أما الآن فتصعب متابعة قصيدة ممدوح عدوان، أو غيره لكثرة المنابر، وتأخذ الصدفة هنا دورها، وأظن كمعيار شخصي أنني صرت أكثر هدوءا لكن أكثر حدة وهذا يبدو متناقضا فالحدة تحتاج صوتا عاليا لكن القصيدة والحالة الوجدانية تفرضان شروطهما.
* وما هي إذاً مكانة الفكرة الى اللغة في قصيدتك، وهل تنطلق من احداهما؟
انطلق من الوجدان الذي قد لا يتحرك لعشرين حدثا، ثم يهتز لحدث واحد، وقد يكون في ذلك تراكم يفجره حدث تال، يضاف الى ذلك اختيار اللغة والتفعيلة، وكلها سلالم توصل الى النقطة الاساسية، وهي التعبير عن الوجدان، والشاعر يصبح أكثر قدرة على اللعب مع القصيدة كلما ازدادت قناعاته واهتماماته وأدواته، وبالتالي سيجد الفكرة والكلمة التي تعبر عن وجدانه وتحرك وجدان القارئ، لكن هذه ليست كل القصيدة، فالقصيدة هي الفيض الذي يعبر عنه شعريا، والقصيدة هي اشتعال وومضة، ثم يأتي دور الشغل الكثير عليها.
البطل والتاريخ
* تناولت في مسلسلاتك التاريخية (الزير سالم المتنبي) فترات تاريخية واعلاما، لماذا التاريخ وما هي القصدية التاريخية والفنية منه، ولماذا الاسقاط إن حاضرنا موفور المشاكل؟
أولا : يجب الاخلاص للتاريخ في المسلسل التاريخي والسؤال: لماذا أكتب في سنة 2003 مسلسلا عن الفرزدق، وهل سأكتبه الآن كما كنت سأكتبه عام 1980؟ سيختلف الأمر، لأنني نضجت أكثر، ورؤيتي للواقع من حولي تجعلني أسقط أشياء من المسلسل رغما عني.
ثانياً: أنا فنان ولست مؤرخا، و(استخدم) المادة التاريخية ولا أؤرخ لها، واعتمد قدر الامكان على الوثيقة، ولا مانع لدي ان أخرج على الوثيقة لاقدم دراما حقيقية.
كتبت أربعة مسلسلات تاريخية، و«12» عملا معاصرا فالمسألة ليست هروبا من الرقيب، لكن المسلسل التاريخي يكتب بطريقة مختلفة عن المسلسل المعاصر.
* في كتابك (الزير سالم بين البطل والتاريخ) تذكر ان أحد أهدافك تحفيز الجيل الجديد لقراءة سيرة الزير هل هذا خيار فني كامل أم رافد للقراءة؟
هي وسيلة بديلة وعصرية، فقد جربت تشجيع أولادي أو أولاد أصدقائي أن يقرؤوا الكتب التي أهديها لهم، ومنها سيرة الزير، فلم يتجاوبوا، لأن المنطق المكتوب في السيرة لا يلائم ذائقتهم، وبما اننا نملك الادوات الحديثة، ولم يعد لدينا حكواتي، فالتلفزيون هو البديل الذي يقدم رؤية معاصرة، وهذا يفرض علينا ان نعيد النظر في القصة، لنرى أين الوثيقة والدراما ونقدمها، وحسب معرفتي فقد انقرضت المقاهي التي تقدم أبوزيد الهلالي منذ عشرات السنين، وحتى الكتب التي تحكي قصة الزير لم تعد موجودة سوى على الارصفة، ولايهتم بها سوى الباحثين، وعندما قدمنا مسلسل (الزير سالم) اكتشف جيل بكامله الشخصية وبدأ بالبحث عن الكتب التي تروي قصته.
* أحد أهدافك المذكورة في الكتاب نفسه هو التسلية، ودرامياً، تحويل أبناء الذاكرة إلى أبناء الالهام، وعن بريخت تنقل (حال الشعب الذي يحتاج الى ابطال اتعس من حال الشعب الذي لا أبطال لديه)، هل لتاريخنا تلك الوطأة على حياتنا بما فيه من أبطال كثيرين؟
كل تاريخ هو حمل على الظهر، وتاريخنا حي منذ الجاهلية، وقبل ذلك كان الفينيقيون والسومريون والبابليون، وأرى أن علاقتنا بالتاريخ من زاوية الابداع يجب أن تكون وفق الصورة «ندخل تاريخنا ولا نسجن أنفسنا فيه» وندخله لنعرفه جيدا، ثم نعود لنعيش حاضرنا وعصرنا بمعطياته، ولا يجوز أن نطوي صفحة الماضي وكأنه لا يعنينا، ويجب أن نوظف الوسائل المتاحة من أدوات بحث ومقارنات وأدب مقارن وتاريخ مقارن، من أجل قراءة تاريخنا على ضوئها، ولنطلع بوعي على تاريخنا، لكن هذا لا يغنينا بحال من الاحوال عن معالجة الواقع، ولا يجوز اغفال هذه القاعدة، فأنا مؤمن بالمقولة: الشعب الذي لا تاريخ له لا مستقبل له، ثم ان مسلسلاتي التاريخية حملت اسقاطات على حاضرنا العربي، وقد لمسها كثيرون، وبشكل فاضح، وهذا معروف عني وعن أعمالي عموماً.
خيانات الترجمة
* ممدوح عدوان معروف كشاعر أولا، ثم كروائي ومترجم وسيناريست، لكنك لم تترجم شعراً؟
في ترجمة الشعر خيانة للاصل، وقد قرأت ترجمات كثيرة وتساءلت: إذا كان الذي بين يدي هكذا، فكيف النص الاصل؟! حتى ولو أعجبني النص العربي.
* الترجمة أصبحت علما، وتُدرَّس في معاهد متخصصة في الدول المتقدمة لكن الترجمة الى اللغة العربية ما زالت متخلفة كثيراً؟
هذه الحالة يتحسسها المترجم، وأحيانا المؤسسة والحالة خاضعة للعرض والطلب، فصاحب دار النشر هو الذي يطلب، وعندما يشعر بأهمية كتاب ما ثقافي، أو سياسي، أو كتاب في الطبخ أو الابراج، أو الرياضة، سيطلبه، فالمحدّد هو تجاري أولا، بمعنى أن هذا الكتاب مربح أو غير مربح، وتوجد مؤسسات توازن بين هدف الربح والهدف الثقافي العام في تلبية حاجات المجتمع، وأرى كمتابع ان الكتاب المترجم هو الاكثر رواجا، ودور النشر تميل الى ذلك فهناك احساس عام في المنطقة اننا لا نعرف شيئا عن العالم: كيف يفكر وكيف يعيش؟ ولذلك هناك رغبة في قراءة السياسة والتاريخ والاقتصاد، لكن حركة الترجمة بطيئة ولا تلبي ذلك لعدم وجود مؤسسات قوية تتصدى لذلك، ووزارة الثقافة في سوريا، مثلا لا تطبع اكثر من 40 كتابا سنويا!
* هذا مع أن دور النشر تلقى دعماً من دور نشر أوروبية؟
هناك سفارات أو مراكز ثقافية أجنبية تسعى لنشر ثقافتها، وتقدم دعما لدور النشر لتحقيق ذلك لكن هذه المؤسسات لها أهداف أخرى تجعل الناشر يتردد في قبول هذه المساعدة، ولنفترض ان مؤسسة عرضت دعما لترجمة كتب فرانكوفونية، وهو ليس توجه الدار المعنية، وكان عدد الكتب أربعة، وكان اثنان منها فقط جيدين فهل أطبع الكتب الاربعة، وخاصة انهم يدفعون لي ما يزيد على التكلفة! من هنا يأتي الشك والخشية، فتقديم هذا الدعم له أهداف واغراءات تثير التساؤل.


* هي الدولة التوراتية تمييزاً عن الكيان العنصري «إسراءيل».

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved