«الموت»..!
محمد الدبيسي
|
نعم.. هو ما اسعى.. إلى تأمل
تكوينه..
ليس بكونه حقيقة كبرى.. استأثر
الله سبحانه.. بتحديد أوانها..!
ولكن بكونه.. مناسبة «ثقافية صحفية»..!
تأخذ أوصافاً عدة.. وسمات متشابهة..
لاينزع عليها «الكفن» من بياضه شيئاً..!
** «الموت» يارعاكم الله.. بكونه ساعة
نتذكر فيها من تحين «ساعته» من مثقفينا..
أولئك.. الذين نحيدهم في خانة.. اللا حضور..
والإهمال.. ونستمرئ معهم الدعة..
وخدر الآنيات..
وثالث المستحيلات..!
** فنحن «مشغولون» بالعموميات..
والخصوصيات.. أو الجدالات.. والسجالات
والمماحكات.. والاسقاطاءات.. والإلغاءات
وغيرها من المتشاكلات.. والمتباينات
الحسنات.. والسيئات!
** نسدلها.. ستاراً ملوناً.. على ضحالة
الذات.. وتكلس المروءات..!
فما ان يعلن الناعي.. موت «مبدع»
شُغلنا عنه بوجوده..
وحضوره..!
** حتى تهب الأقلام تنعي.. والكلمات
تنتحب..! والدموع تتسابق
في المحاجر..! كلها .. تؤبن «الفقيد»..
وتذكر مآثره..!
ناهيك .. عن بطولة «مجيدة» لآخر
لقاء أُجري مع «الراحل»!
وآخر ما تفوه به «رحمه الله»..
** ثم.. يخلق الله له «أصدقاء أبراراً»
خبروا تفاصيل حياته.. وهموماً تشغله..
وأماني تمناها.. و«خصوصيات» أسرَّ
لهم بها.. قبل أن تخطفه يد المنون..!
ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
** «شاعر بائس» يحاول ان يحرر
مقطوعة «صدئة» عبر «رسائل الجوال»..
ينعي فيها موت مبدع.. بعد مضي شهرين
على وفاته..
ويدعي صداقته..!
** وهي حظه العاثر.. إيغالاً في بناء
«البرستيج» المزعوم.. لذات.. فقدت
مقومات الحضور الحي.. لتنعي الميت..!
في صياغة هي «الموات الدائم»..؟..
** هاهم «المثقفون» في أصقاع بلادنا..!
منهم المريض.. والسائل.. والمحروم..
وقد استبقوا رصيداً من الحضور
«الماهي».. وجوداً.. وإنجازات..
من يحفل بها..!..
** ومن يحرر حضورها في مشهد الأحياء..
من يسيل ماء الوفاء.. على جدب
زواياهم المقفرة..!
ومن يزيح غبار التجاهل المتعمد
عن مصابيح فكرهم..
** لننتظر موتهم..! ليكون للتأبين
«سيموطيقاه» المعبرة..!
ونتراصف.. في صف العزاء.. بكلمات
هي الجحود.. والنكران..!
وهي الموت المصفد في أغلال الحياة..!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
