الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

لماذا نطالب بوجود رابطة للكتَّاب والأدباء؟؟
خالد أحمد اليوسف*
أخذت فكرة المطالبة الوطنية لعدد من الأدباء في بلادنا لإنشاء جهاز مستقل، يعنى ويهتم ويدير الثقافة والأدب في التصاعد إلى درجة واعية حريصة على وجوده، وعلى تكوينه بحرص ودراسة كاملة، لهذا كان من الضروري ذكر بعض المراحل التي لم تأت من فراغ، حيث إن التجارب الواقعية في حياتنا الثقافية تلح بين يوم وآخر إلى البحث عن الطرق الجديدة، لإدارة أعمالنا المنبرية ونسقنا المماثل ومشروعاتنا ونشاطاتنا الأدبية التي لا تحد.
والدراسة التي نشرت لي بعنوان: أسئلة الأدب.. أسئلة الأدباء ..... (1) في العام الماضي توضح الكثير من الإشكاليات الإدارية الثقافية لدينا. وقد تأخرنا كثيرا عن الركب، برغم كل ما تم إنجازه!!، لأن الواضح لنا نحن المثقفين أن دولتنا ورجالها الأكارم الواعين للحركة العربية والعالمية لا يرضيهم هذا الواقع، ولا بد من فعل إداري جديد لتغيير وتطوير الواقع الثقافي.
إن الإصلاحات الإدارية الجديدة التي برزت بوضوح في بلادنا، وهي تحويل عدد من الإدارات الحكومية إلى الإدارة المستقلة والخاصة: الخصخصة كما تسمى تجعلنا نتوقع المزيد من التحرك في سبيل الحياة المدنية الفعلية، وهي اشتراك المواطن في العمل الإداري المستقل، والجمعيات أو الروابط المستقلة هي مكمل للعمل الحكومي، بل ويقومان بعمل واحد كل بحسب مقدرته، والإشراف العام والمراقبة عليهما من الدولة، لهذا بدأت الفكرة لدينا المطالبين بإنشاء الرابطة (2) بعد عدة لقاءات ومكاتبات سابقة، وبدايتها من قبل الأستاذ/ محمد منصور الشقحاء الذي لم شملنا، واستطاع مع مرور الأيام جمع الأصوات وتكوينها من مختلف مناطق المملكة وعلى اختلاف الفنون الأدبية، وهي بعد محاولات كتابية سابقة من الشقحاء تعود إلى أواسط التسعينيات الهجرية وما تلاها، وكلها تطالب بهذه الرابطة، ثم ما أجمع عليه عدد من الأدباء للمطالبة عبر الصحف (3) بفصل نادي القصة السعودي عن جمعية الثقافة والفنون، كما هو الحال في الدول العربية الأخرى التي تعطي الاستقلالية لكل الأجهزة الثقافية، هذه كانت مقدمات الطلب ذاته تاريخيا وواقعيا.
طبعا إذا رجعنا إلى المعجم لكي نتفق على تسمية علمية نظامية تسير مع مطلبنا سنجد أن معجم المصطلحات القانونية لجيرار كورنو وترجمة منصور القاضي، قد عرف الجمعية: على أنها اجتماع أشخاص تجمعهم وحدة وظائف أو مصالح يعقد بشكل منتظم للتداول وفقا لقواعد موضوعة من أجل اتخاذ قرارات معينة أوالاضطلاع بمهمة محددة.
أما الاتحاد فهو شكل مؤسسي يمكن أن ينتج عن الاتحاد. وهو اسم يعطى في الغالب للتجمعات أو لتجمعات التجمعات. وله تعريف آخر: اتحاد النقابات وهو شخص معنوي مكون من تجمع النقابات (تجمع مؤلف حصرا من أشخاص معنويين متحدين برباط يسمى رباط انضمام، ويمكن أن يكونوا عموديين حسب فروع النشاط يجمعون، على المستوى الوطني، النقابات المنتمية إلى الفرع عينة (فتكون التسمية عندئذ إلافات) أو أفقيين ويجمعون نقابات من فروع مختلفة في إطار منطقة إقليمية واحدة. أما الهيئة فهي مجموع مراكز عمل ومصالح متمفصل بعضها مع بعضها الآخر بحيث تتم المشاركة في الاضطلاع بالوظيفة مجموع أجهزة سيناط بها وظيفة معينة.
أما الرابطة فهي تجمع أشخاص منظم إلى حد ما يسمون مشاركين وليس شركاء ويتحدون من أجل هدف معين استنادا إلى حق إنشاء الرابطات وضمن حدوده باعتباره من الحريات العامة.
بهذه التعريفات نصل إلى صيغة ومصطلح قانوني ممكن أن يطلق على هذا الجهاز: رابطة أو هيئة أو جمعية، وأجزم أن الجميع يؤيد: رابطة لشمولية التعريف والمضمون، أي رابطة الكتاب والأدباء.. من غير تخصيص السعوديين لأن بلادنا أنعم الله عليها بوجود عشرات الجنسيات المقيمة للعمل، ومن بينهم الأدباء الذين يرغبون الحصول على العضوية والتفاعل مع نشاطها، ثم نحن أولى من الروابط العربية التي تمنح العضوية للسعوديين وهم ليسوا من الدولة نفسها، بل وعلينا مسؤولية تاريخية ومكانية لاستيعاب كافة الشرائح والعقول النيرة من عرب أو غير عرب ومسلمين لضمهم إلينا ولرابطتنا، من غير الدخول في العمل الإداري أو الانتخاب والتصويت، ولكي لا ننزلق في الاسم الفضفاض هي رابطة: لكل كاتب ومنتج في أي مجال أدبي، أصبح له موقع في الساحة الأدبية من خلال كتاباته الإبداعية أو النقدية أو التاريخية في الأدب، وطبع له أكثر من عمل أدبي.
ورغم كل هذه الخطوات الإيجابية نقرأ ونسمع بين وقت وآخر من يستفهم: لماذا قامت فئة معينة دون غيرها بالمطالبة ؟ ولماذا هم..؟ رغم أنهم لا يمثلون كل الشرائح والفنون الأدبية؟ وتسرب الخوف من سيطرة فكر دون آخر على مسار هذا الجهاز!؟ ؛ وحقيقة لا أدري ممن التخوف والذين يقومون وقاموا على المطالبة بهذه الرابطة أو الجمعية أو الهيئة من العاملين في الدولة، ولديهم إلمام وعلم بأنظمتها وتشريعاتها بصورة كاملة، وهم كذلك ممن اكتووا بالبيروقراطية الإدارية المقيتة التي أخرت ساحتنا الثقافية كثيرا، وليعلم الجميع أن بداية التفكير في الإدارة الثقافية كانت مع بداية التسعينيات الهجرية، أي أنه مضى على ذلك خمسة وثلاثون عاما، فكان لا بد من التقدم إلى الدولة لطلب الترخيص بالعمل الرديف المستقل الأهلي الذي يساند الإدارات الرسمية في تسيير حياتنا الثقافية (4).
يقوم نظام الجمعية أو الرابطة أو الاتحاد على الانتخاب كما أسلفت ومن المؤكد أن الأصوات لن تذهب إلا إلى العقول النيرة والعاملة والمنتجة، الشخصيات المعروفة بعملها وحيويتها وإخلاصها لهذا الكيان، الشخصيات الدؤوبة الذين يقدمون العمل على كل شيء وأول ذلك أنفسهم، والمدة الزمنية معروفة: سنتان أو ثلاث، هي عمر مجلس الإدارة أو المكتب التنفيذي الذي سيسير دفة الحركة في الجمعية أو الهيئة أو الرابطة.
نحن كما وضحنا في النظام والمطالبة، مجموعة مثقفة يهمها العمل الجماعي المنظم المخطط له مسبقا، وهؤلاء العشرة سينتهي دورهم بمجرد قيام الجمعية أو الرابطة أو الاتحاد، لأن العمل سينطلق من الجميع وليس منهم فقط، أي أن صدور الموافقة هو الإعلان نفسه عن الدعوة لتكوين جمعية عمومية من كافة الشرائح الأدبية في المملكة، وكل من تنطبق عليه الشروط سيكون عضوا في هذا الكيان ويحق له الانتخاب والترشيح بمجرد حصوله على العضوية.
إذن نحن مجموعة مؤسسة ومطالبة فقط! ليس لنا خصوصية معينة ونحن كالآخرين، وليس لنا أفضلية على أحد، الفيصل في هذا العمل من أجل الوطن.
أما النظام العام للرابطة فمن المؤكد أنه سيخضع للتحليل والنقاش من الجمعية العمومية، إذا لم يصدر مجلس الشورى الموافقة على ما تم رفعه من تفصيلات نظامية. وقد استطعنا الاستفادة من التشريعات السابقة في بلادنا، والنظام الوطني واضح للجميع، نظام شرعي مستمد من الإسلام وهو يكفل للجميع حرية التعبير كتابة وحديثا وتنفيذا، هذا ما تعودنا عليه من ولاة أمرنا، وهذه الجمعية أو الرابطة أو الهيئة لن تحيد عن هذا المنهج، وهو سبيلها الذي ستسير عملها عليه، والجميل أن خطواتنا سبقها خطوات وطنية صريحة: الحوار الوطني، الانتخابات، الباب المفتوح، الجنادرية، مؤتمر المثقفين الأول، وآخرها قرار ولي العهد حفظه الله إحالة كل القضايا الصحفية والفكرية والثقافية إلى وزارة الثقافة و الإعلام، لمنع اللبس في الأحكام وتوحيدها، بعد صدور نظام الطباعة والنشر.
إذن الأنظمة كفلت لنا كيفية صنع البيئة الثقافية فيما بعد، والتفاؤل موجود بحول الله لنجاح هذا الجهاز الطموح، والمؤمل وضع خطة موسمية متجددة لجميع الأعمال المنبرية والطباعة والنشر والمهرجانات والمعارض وكذلك المجال الاستثماري البيع والشراء فهي بحاجة إلى الدعم بكل الوسائل المتاحة، المشاركة في اللقاءات الثقافية العربية التي لم يكن لنا حضور فيها سابقا بسبب غياب هذا الجهاز، المنافسة على التكريم والتقدير لكل المميزين، تنشيط المسابقات لكل الفئات، إكمال ما لم تستطع الأجهزة الثقافية الحكومية تنفيذه، والمجالات الأدبية واسعة.
هذه بعض الطموحات التي أدرك أهميتها من خلال الواقع الثقافي، والعمل الذي يتكرر ذكره كثيرا، وأصبح مطلبا حضاريا هو التعاون والتكافل الاجتماعي والدولة رعاها الله حينما ترى نشاط الجمعية أو الهيئة أو الرابطة قد سار على ما تتمنى في خدمة أبناء الوطن المثقفين، ستمد يد العون للتكاتف مع القطاع الخاص ورجالات المال والاقتصاد والثروة لمساعدة كل من ثبت حاجته للدعم، وهذا واقع نراه في كثير من المحافل والمواقف الوطنية التي لا تقبل المراهنة أو المساومة. وأرى أن هذا العمل لا بد أن يخطط له بعد دراسة دقيقة، لكي لا تتحول إلى جمعية تعاونية فقط، وإنما على حسب الحاجة المقصودة.
يهمني في الأخير أن يتم التكاتف والتعاضد مع هذا المشروع الثقافي الوطني الجماعي، فهو مظهر من مظاهر التقدم والرقي والتسابق إلى الصفوف الأولى حضريا وعصريا، وهناك دول أخرى أتت بعدنا بمسافات زمنية طويلة (5)، ولكنها سبقتنا في إتاحة الفرصة للمشاركة الإدارية الثقافية المستقلة، ثم ليس المهم في هذا الموضوع والمشروع من المتقدم بالطلب ؟؟ ومن سبق من ؟؟؟؟، لكن العبرة في النتيجة وفي خروجه للجميع بالصورة المبتغاة كنظام ثابت يخدم كل الفئات، والدولة هي الراعية والمشرفة والمتابعة لكل الأعمال من خلال التقارير والوقائع المكتوبة والمسموعة والمرئية.
1 أسئلة الأدب.. أسئلة الأدباء: مسيرة الإدارات الثقافية في بلادنا، الجزيرة: ملحق المجلة الثقافية، ع 81 (4 رمضان 1425هـ) ص ص 1215
2 تمت الكتابة إلى وزارة الإعلام والى مجلس الشورى من قبل التالية أسماؤهم: محمد منصور الشقحاء، حسين علي حسين، خالد أحمد اليوسف، سلطان سعد القحطاني، ناصر سالم الجاسم، علي أحمد زعلة، إبراهيم محمد شحبي، عبد الله متعب السميح، إبراهيم طالع الألمعي، طلق المرزوقي 3 ذكر الأستاذ / محمد الشقحاء أن أول خطاب رفعه كان في عام 1396هـ حينما كان في نادي الطائف الأدبي إلى مقام الرئيس العام لرعاية الشباب، كذلك نشرت الصحف المحلية عدداً من الاستطلاعات والحوارات والاستبيانات خلال السنوات الماضية عن وجود أجهزة ثقافية مستقلة، ولم يمر حوار أو لقاء أدبي مع أحد الأدباء إلا طرح هذا الموضوع، خاصة بعد تكرار أخطاء كثيرة في المشاركات الخارجية والنوعية المشاركة والقدرات الأدبية المطروحة فيها.
4 كان ذلك مع صدور الأمر الملكي الكريم رقم 16/ م في 30 4 1394 هـ حيث أنشئ بموجبه المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب،
5 في بداية الستينيات الميلادية ومع استقلال عدد من الدول العربية أنشئت حسب نظام الجمعيات ذات النفع العام جمعيات وروابط الأدباء والمثقفين، وقد تتالت هذه الروابط وكان آخرها اتحاد الكتاب والأدباء في اليمن الشقيق.


* عضو مطالب ومؤسس للرابطة

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved