عامان من الإثراء!
عبدالفتاح أبو مدين
|
* إن الإصدار الأدبي الثقافي المستقل في مساحته وشكله، الصادر عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر، استطاع الاستمرارية الثابتة، بعيداً عن الهزات، محتفظاً بمستواه المعرفي منذ صدور أول عدد، وهذا يعتبر نجحاً، ويعتبر كذلك إنجازاً، لأن الملحقات الصحافية، وخاصة الثقافي منها، ينتابه القلق إن صح هذا التعبير، لأن الثقافة تعتبر مهيضة في حالات كثيرة من مسيرتها، ولا سيما في الصحافة، فيدركها الوهن تارة، وتزحف على مساحتها المحدودة مواد أخرى والإعلانات وما إليها!
* إن الإصدار الثقافي للجزيرة لم يهتز منذ بدأ، وينبغي أن أقول ما شاء الله، لأن كثيراً من الناس طالما يرى شيئاً جميلاً أو إنساناً معافى أو نجاحاً، فما أسرع ما يصاب بشيء من الحسد من نظرة تستكثر عليه نعمة العافية، فيستنكف أن يقول تبارك الله أحسن الخالقين.
* إن جهاز تحرير ثقافة الجزيرة، يتمتع باستقلالية ورعاية، وبطبعه يحب العمل والإنجاز والنجح تلقائياً، لأنه أحب مسؤوليته، لذلك فهو يؤديها عن حب، في زمن، وربما في كل زمن نجد الناجحين بعد توفيق الله هم الدائبون في أعمالهم، لأنهم عشاق لما أرادوا ووكل إليهم، فنراهم في سباق مع الزمن، وحق لهم النجح، لأن الحق سبحانه {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.!
* إن الإصدار الأدبي عن مؤسسة الجزيرة يوزع بانتظام مجاناً ثابتاً مستقلاً، لم تطرأ عليه ولله الحمد هزات، تجعله يضعف أو يستكين، ولهذا الثبات والنجح ثمن، إنها الجهود الدائبة الملتزمة بأمانتها وعطائها، والتطلع إلى النمو المتصل الذي يقود إلى الاستقلالية والنجح، وتقدير الجيد والمتميز، له أنصاره ومحبوه، من الكتاب الملتزمين، ثم القراء بهذا التواصل الجميل.!
* ولعل من أسباب نجح (ثقافة الجزيرة)، ما نسميه بالالتزام، فليس في هذا الإصدار عبث لا يفضي إلى شيء، سوى أنه يهز المطبوعة عند المثقفين الذين يحترمون أنفسهم، وينأون عن الصغائر أن تكون منهم أو ضدهم، وهذا مكسب وميزة في أي إصدار، لا يأبه بالخروج عن الآداب المرعية، ليتاح لأقلام تجنح إلى الإثارة والإساءة إلى الآخرين، لأنها وجدت مناخاً أعانها على التسلط والاتهام، وكل هذا ليس من الأدب في شيء.. ويحمد للجزيرة الأدبية هذا الترفع عن الصغائر في مسيرتها المنتظمة الطموحة، راجياً لها ولمنتجيها توفيق الله، وميزداً من الارتقاء بأدب وثقافة الوطن، لتظل قيمة مضيئة في الوطن العزيز الكريم.!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
