الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

كلا.. لم تؤدِّ الأندية الأدبية دورها..
كثير منا رأى وسمع ما عرضه التلفاز في قناته الأولى بعنوان (الأندية الأدبية هل أدت دورها؟)، وكان رأي الجمهور يتمظهر بالنفي، وقد أحدث هذا الاستطلاع حرقة موجعة في نفوس جيل الشباب بخاصة، ذاك الجيل الذي لا يجد من يشد من أزره في احتوائه، وفي احتضان إبداعه، ولنا في ذلك كبير عزاء لهم، ذلك أن المواهب الجديدة لا تفتأ تضمحل وتتلاشى في أدراج الرياح بلا حسيب أو رقيب، فذاك شاعر قد حيل بينه وبين ما يريد، وذاك قاص قد أُجبر على أن يكون نتاجه في غيابة الجب بلا مواربة، ونحن نبرأ من المتخذين لأسباب الإقصاء عضداً.
قد تكون الأسباب واهية لا يُعبأ بها، فهي ربما لحاجة في نفس يعقوب، وما رأينا في مشهدنا الثقافي من امتطى البحث عن أسباب المنع والإقصاء، سوى كتابات ناقدة موضوعية لا تريد إلا الإصلاح، فلم نلبث كثيراً حتى رأينا المنافحين عنها هم من يعتلون سدة تلك الأندية، وكم هو مؤلم حين يتصدى السجَّان لمسجونه بألسنة حداد لا لسان واحد، وكأن الأمر داخل في حيز الأمانة التي اسندت إليه، وما علم أن الشأن كله في إعطاء كل ذي حق حقه، حتى إذا بلغ السيل الزبى، وجدنا من يجتر الكلام اجتراراً وكأنه لا يعنى بالأمر برمته، بل يجعل الباحثين عن الحق ذوي إربة مغرضة، فيتظلع بالظلم البواح الذي وقع عليه، وهو يبدي قصور مداركه من حيث لا يعلم، وليت شعري لو وقف على تلك السلبيات التي أدين بها، لما كان حالنا كما اليوم.
ليس لعاقل حصيف أن ينكر دور الأندية الأدبية، وليس لعاقل أريب أن يقصي تلك النداءات الملحة من عامة المثقفين أجمع، فترى بعض القائمين عليها يروح ويغدو شأنه يفيد ما لصق به، وما هو مدان فيه، وما هو مجبر بالاستماع إليه، وحسب أن الأمر متروك له بلا منازع أو مدافع، ولو أنه اتخذ من المصلحة العامة شعاراً له، وميزة يعرف بها من غيره لما رأينا هذه التوجعات والأنات تظهر ما بين الفينة والأخرى على منابر وسائل الإعلام، ذلك أن كثيراً منهم قدَّم ما يُشكر عليه، ويُحسب له لا عليه، إلا أن العصر الذي نحن فيه يطالبنا بمواكبته، وباستقطاب من يحملون شعار التجديد والتحديث والتطوير، فمن الحق أن يُفسح المجال لهم، ومن الحق أن يدعوا تحت مظلة العمل المجدي النافع، وتحت مظنة الاستفادة منهم، كيلا نقف مشدوهين قبالة التقهقر بلا حراك يُذكر.
نتألم بلا حد حين نصعق بالممطالة ممن هم معنيون بالأمر، ونتألم بلا أفق حين نجد المعين قد أصبح حجر عثرة أمام كل ما هو من صلب وصميم مركزه الذي أوكل إليه، ووضع فيه، ومعني به، ونسي أو تناسى هاتيك البنود التي قَبِل بها، وتعهد بأن يتعهدها ويشد من ساعدها حين وضع في هذا المركز الذي هو فيه اليوم.
لست واجداً على واحد منهم، ولست باحثاً عن إدانة فأنا أتكئ عليها لأضر بها بعنف، وإنما يعزُّ عليَّ أن أرى حال بعض الأندية الأدبية تنهج هذا النهج الذي يصمها بعدم تأدية دورها كما يؤمل ويراد، ولا تثريب عليهم إن هم أخذوا بيد تقويم النفس وزيادة الجرعات، وإلا فإن الساحة الأدبية في بلادنا لا تعدم أن تجد الرجل المناسب للمكان المناسب، وأملي أن نرى غداً واعداً بلا رتابة تُحس أو تُلمس.


أحمد بن عبد العزيز المهوس
khlid71@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved