الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

قراءة لمسرح الجنادرية «22»
عجلة المسرح السعودي تبحث عن المحرك الحقيقي لها

ندوات نقاش
كان المسرحيون كل يوم عقب العرض الثاني يعقدون ندوة نقاش ونقد للعروض المقدمة في كل يوم، وكثير من تلك الندوات النقاشية تتميز بالمهنية والحوارات النقدية الحامية الوطيس مما دفع بالعديد من الجمهور أن يبقوا عقب العرض الثاني ليشاهدوا تلك الجلسات النقدية التي يتحدث فيها المهتمون من النقاد والمسرحيون السعوديون، مما أثرى النشاط المسرحي وجعل من أيام المهرجان المسرحي ورش عمل مفتوحة ودورات تدريبية لنشر الثقافة المسرحية بين الجمهور العام والمهتمين من الشباب المسرحي صغار السن.
وقد تبارى كبار المسرحيين من مخرجين ومؤلفين وممثلين في تقديم آرائهم حول العروض المسرحية وكان مؤلف العرض ومخرجه محور التساؤلات والرد عليها وغالباً ما تراوحت ردود الموجه لهم التساؤلات بين الموافقة على الآراء النقدية أو ردها للحالة الانطباعية الأولية عن العرض المسرحي.
عطش مسرحي
في كل عام يثبت النشاط المسرحي تعطش الجمهور السعودي لهذا الفن المسرحي بالنظر لعدد الحضور لتلك العروض بالرغم من كون العروض المسرحية تقام خارج إطار المكان المخصص لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، ففي السابق كان النشاط المسرحي يقام داخل القرية التراثية بالجنادرية وتحديداً على صالة النشاط الثقافي بالقرية، إلا أن اللجنة العليا للمهرجان رأت أن يتم إخراجه من داخل ارض المهرجان فكانت النقلة الأولى له إلى صالة النشاط بالحي الدبلوماسي إلا أن صعوبة الدخول والخروج من الحي والحساسية الأمنية للموقع جعلت اللجنة العليا تنقله مرة أخرى ليستقر في الموقعين الحاليين وهما مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي بالفوطة ومركز التدريب الثالث بمجمع الريان مما افقد المهرجان عددا ليس بالقليل من جمهوره الذين كانوا يؤمونه في أرض المهرجان (القرية التراثية). ولكن ذلك النقل جعل النخبة من الجمهور هم من يأتون للحضور عطفاً على نوعية الجمهور الذي كان يمر على صالة عروضها المسرحية من قبيل التطفل ومشاهدة الجديد ضمن زيارته للقرية التراثية بارض الجنادرية.
ومع ذلك لازالت قاعات العرض المسرحي تغص بالجمهور الحاضر مما يعطي مؤشراً حقيقياً لمدى تعطش المجتمع السعودي لذلك الفن الإنساني الراقي والذي حرم منه لعدة أسباب يرى فيها المسرحيون أن ضعف الجهات الرسمية الراعية له تقف كأحد الأسباب لذلك الغياب ومنهم من يرى ضعف المتابعة الإعلامية له ولاقتصار التغطية الإعلامية على الفعاليات التي تتم داخل أرض المهرجان فقط.
ندوة مسرحية
على هامش النشاط المسرحي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة عقدت ندوة ثقافية مسرحية كان عنوانها ومحورها (مسرح الجنادرية والنظرة المستقبلية) والتي شارك فيها العديد من المسرحيين المهتمين بالشأن المسرحي من مؤلفين ومخرجين وحتى نقاد مسرحيين، وقدم خلالها العديد من المقترحات والدراسات ووجهات النظر لما يراه المسرحيون حيال المسرح بالجنادرية وكان من أبرز تلك الآراء:
1) حث الجهات المعنية بمسرح الجنادرية العمل على توفير قاعات عرض مسرحي مناسبة لمتطلبات العرض المسرحي.
2) تجاوز عثرة الشروط التي فرضتها لجنة المسرح على المشاركة في النشاط المسرحي لهذا العام نظراً لما لقيته تلك الشروط من استياء عام بين المسرحيين السعوديين على حد سواء.
3) المطالبة بإصدار مطبوعات مسرحية في كل دورة منها طباعة النصوص المسرحية الفائزة بجائزة من جوائز المهرجان، وتوثيق العروض المسرحية ليتم تزويدها للمكتبة المسرحية السعودية الفقيرة لذلك الرصد العلمي والحقيقي للفعل المسرحي.
4) دعوة النقاد والمسرحيين العرب لحضور فعاليات النشاط المسرحي للاستفادة من ارائهم وتجاربهم المسرحية، كما دعا المنتدون اللجنة المشرفة على المسرح بالجنادرية لدعوة عروض مسرحية عربية لتقديم عروض كافتتاحية للنشاط وفق شروط خاصة تتناسب مع الخصوصية للمجتمع السعودي، والهدف منها الاطلاع على تجارب المسرحيين العرب ونقل صورة حية وحقيقية عن المسرح السعودي للآخرين.
5) زيادة الفعاليات المصاحبة للنشاط المسرحي وحددت تلك الفعاليات بورش عمل مسرحي وندوات ثقافية مسرحية ومختبرات مسرحية للتجريب المسرحي على مستوى لغة الجسد والتقنيات الفنية للعرض المسرحي.
6) الدعوة لإيجاد معهد للفنون المسرحية لصقل المواهب المسرحية الشابة والتي تثبت حاجتها لتنمية مواهبها الدرامية من خلال أسس علمية وتقنية حقيقية.
7) زيادة التغطية الإعلامية للفعاليات المسرحية والدعوة لإيجاد مركز إعلامي للتواصل مع وسائل الإعلام والدعاية للعروض المسرحية والفعاليات المصاحبة لذلك النشاط.
وفي الحقيقة تلك المطالب هي مطالب المسرحيين منذ وقت بعيد داخل المهرجان بالجنادرية وخارجه، وكان المسرحيون ينادون بأهمية تولي المسرح من قبل وزارة الثقافة والإعلام بعد صدور قرار إنشائها فالمسرحيون يرون في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عقبة في طريق المسرح السعودي بالرغم من كونها المرجع الرسمي للمسرح والفن في السعودية.
تغطية إعلامية
يشكو المسرح السعودي من غياب الإعلام عن مشهده المسرحي في كل أنشطته المسرحية وخصوصاً في مهرجان الجنادرية إلا أنه في هذا العام تميز النشاط المسرحي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بتغطية إعلامية مرئية أفضل مما كان عليه في الأعوام الماضية بالرغم من غياب المسؤولين عن حضور فعاليات افتتاحه وختامه كما في بعض الأعوام السابقة، وكان النشاط المسرحي يغطى شبه يومي من قبل القناة السعودية الاولى وكذلك قناة الإخبارية من خلال رسالة يومية تواكب عروضه المسرحية وفعالياته، مما جعل عددا من المسرحيين يشيدون بتلك الجهود وفي الوقت نفسه يلومون الصحافة المكتوبة على تقصيرها في التغطية الإعلامية للنشاط المسرحي واقتصار التغطية الصحفية على بعض أنشطة العرض المسرحي وخاصة تلك التي توجه لهم دعوات لحضورها.
ولعل ذلك التقصير دفع المسرحيين خلال ندوتهم المسرحية للدعوة لإيجاد مركز إعلامي خاص بالنشاط المسرحي في المهرجان ليقدم الدعاية الإعلامية المناسبة له، ويشكل داعماً ودافعاً لحضور أكبر عدد ممكن من الجمهور وكما سيكون منبراً لإيصال صوت المسرح والمسرحيين السعوديين لمن يهمه الأمر.
رأي لجنة التحكيم
رأت لجنة التحكيم من خلال قراءتها للعروض المسرحية المشاركة في النشاط المسرحي عددا من المقترحات ووجهات النظر في ذلك النشاط المسرحي، وتلك الآراء عادة جرت عليها كل لجان التحكيم في المهرجان المسرحي تقدمها في نهاية النشاط المسرحي وقبل إعلان نتائج تقييمها للعروض المشاركة وإن كان في كثير من تلك الآراء تكرار وعدم تنفيذ إلا أن الحتمية الأخلاقية والفنية تقتضي تقديم تلك الآراء للجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني لعلها تجد لديهم أذنا صاغية، وتلك الآراء تم تلخيصها في النقاط التالية:
1) كان من المفترض وجود عروض صنفت خارج المسابقة أن تكون داخل المسابقة.
2) مراعاة التجهيزات الفنية المناسبة للعروض المسرحية في صالات العروض المسرحية.
3) تزويد لجنة التحكيم بنصوص مكتوبة للعروض المسرحية لتتمكن من قراءتها قبل العرض المسرحي بوقت كاف.
4) قدرت اللجنة جهود وزارة الثقافة والإعلام على تغطيتها فعاليات النشاط المسرحي والعروض المقدمة خلاله.
5) دعت لجنة التحكيم لاقتصار العروض المسرحية المشاركة على أثني عشر عرضا مسرحياً فقط.
6) رأت اللجنة ألا تتجاوز المدة الزمنية للعرض المسرحي عن سبعين دقيقة.
7) ترى لجنة التحكيم تكثيف الدعاية الإعلامية للنشاطات المسرحية بالمهرجان المسرحي. وبالعودة لتلك الآراء فإن لجنة التحكيم تضع أصبعها على الجرح المسرحي الذي يؤلم المسرحيين في كل دورة من دورات النشاط المسرحي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، وهي هموم طال انتظار علاجها والوقوف على مسبباتها إلا أن الأمل لايزال يحدو المسرحيين للنهوض بالحركة المسرحية السعودية من كبوتها بل من سباتها على حد وصف بعض المسرحيين لها.
الفائزون بالجوائز
أعلنت لجنة التحكيم للعروض المسرحية بالنشاط المسرحي عن تقييمها لتلك العروض فكانت نتائج تقييمها على النحو التالي:
ذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي لمسرحية (بس يابحر) لفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
أما جائزة افضل نص فكانت لمسرحية (جبا يا هووه) لفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة لمؤلفها المسرحي محمد السحيمي.
وجائزة أفضل ممثل للفنان المسرحي بادي التميمي عن دوره في مسرحية (جبا ياهووه).
وكانت جائزة أفضل إخراج مسرحي من نصيب مخرج مسرحية (عليهم عليهم) لإدارة التربية والتعليم بعنيزة ومخرجها الأستاذ علي السعيد.
لم يسمع من أي من المسرحيين نقده أو اعتراضه على تقييم لجنة التحكيم ولكن البعض رأى أن العديد من العروض المسرحية التي تقام كعروض مسرحية خارج إطار مسابقة المهرجان المسرحي تتفوق فنياً ومسرحياً على عروض شاركت ضمن المسابقة، ويبقى الجدال مستمراً حول شروط لجنة الإشراف على المسرح بالمهرجان لعلها تعدل عن تلك الشروط في دورات المهرجان القادمة.
لا يزال المهرجان المسرحي بالجنادية يعاني كذلك من مقاطعة شبه تامة من قبل أسماء فنية ودرامية سعودية بارزة ولها ثقلها الفني في مجال الدراما السعودية والعربية في جميع دوراته المسرحية الماضية. الغريب في الأمر أن أولئك الفنانين السعوديين لا يفتأون في التباكي على المسرح السعودي في أغلب لقاءاتهم الإعلامية بما يعكس صورة غير حقيقية لوضعه البعيد تماماً عن المسرح السعودي والذي كان له الفضل الأول والأخير في بروزهم إلى سطح الدراما السعودية في خطواتهم الأولى نحو النجومية وعالم الشهرة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved