صدى لون
معارض المناسبات
محمد الخربوش
|
كنت ضمن اللجنة المختصة التي تشرفت باختيارهم لتحكيم مسابقة المعرض التشكيلي الكبير، الذي أقامته الرئاسة العامة لرعاية الشباب ضمن فعاليات الأنشطة المصاحبة لدورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى، التي تقام منافساتها وفعالياتها في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف.. أقول: كنت ضمن هذه اللجنة المكونة من توليفة متجانسة من الزملاء المختصين في الجانب التشكيلي، والذين من خلال معايشة شخصية بذلوا كل ما في وسعهم وما لديهم من خبرات ومدركات فنية وثقافية في سبيل الوصول الى نتيجة عادلة ترضي كافة الأطراف وكافة المشاركين.. مع يقيني التام أن رضا الناس غاية لا تُدرك، وبالتالي فإن المشاركين في هذه الفعالية التشكيلية الكبيرة انقسموا إلى ثلاث فئات في أسلوب المشاركة.. فهناك الفئة الجادة التي سعت بكل ما تملكه من إمكانات فنية وتقنية وفكرية وثقافية إلى أطروحات ومعطيات تتماشى مع لب الموضوع واستراتيجية الهدف من هذه المسابقة والتي تتواكب مع هذه البطولة، وبالتالي فهي وظفت أدواتها وعناصرها وتقنياتها وثقافتها المختلفة خير توظيف للوصول الى طرح هادف يستمد مقوماته ومعطياته من لزمة المسابقة (الإسلام سلام)، ومن هنا فقد جاءت النتائج جيدة ومتميزة مثل أعمال محمد سيام ودكتور عادل ثروت وعبدالرحمن الغامدي وغيرهم..
أما الفئة الثانية والتي قدمت أعمالا تتضمن ملامح وإيحاءات وعناصر تدخل في دائرة الهدف وجو المسابقة إلا أن الطرح كان ناقصاً ولم يشبع الموضوع والفكرة من المسابقة، وهي بذلك لم تقدم الصورة الأمثل للمشاركة، بل جاءت معالجتها للحدث وعلى استحياء وإيماءات تفتقر لجدية الطرح والدخول في صلب الموضوع (الموجة هذه المرة). وإن كانت عطاءاتهم أكدت على الدور الإنساني لهذا الدين العظيم ودعوته إلى الألفة والمحبة والتسامح، إلا أن الطرح كما أسلفت كان بحاجة الى معالجة جادة بشكل أكثر وأعمق تقدم للمتلقي الصورة الأمثل لتفاعل الفنان مع هذه المناسبة المهمة.
أما الفئة الثالثة والأخيرة، وهي الفئة التي شاركت للمشاركة فقط، فيتضح ذلك جليا من خلال الأعمال التي قدمتها هذه الفئة والتي جاءت بتواريخ قديمة قبل طرح المسابقة بزمن طويل، وبذلك فهي جاءت بعيدة كل البعد عن هدف المعرض والفكرة من إقامته، ولم تحمل في معطياتها أي إشارات أو إيماءات أو عناصر أو أشكال تخدم المسابقة وتتماشى مع الفكرة منها.
أملي أن يكون هذا المعرض إضافة جادة للساحة التشكيلية بما يحمله من أعمال فنية تعددت أساليبها ومدارسها وتقنياتها وخاماتها وعناصرها وأدواتها المختلفة، وأن يجد المتلقي في المدن الأربع التي استضافت الدورة كل الجديد والمفيد، وأن يقدم المعرض للضيوف الكرام من المشاركين في فعاليات الدورة إطلالة مشرقة لواقع الحركة التشكيلية السعودية ومسيرتها المزدهرة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
