الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

إصدارات
الجائزة
ملحمة البحث عن النفط والمال والسلطة من بابل إلى بوش

تأليف: دانييل يرغن
ترجمة: حسام الدين خضور دمشق: التكوين، 2004
***
مؤلِّف هذا الكتاب مرجع في القضايا الدولية وتجارة النفط، ويعمل رئيساً لمؤسسة أبحاث الطاقة في جامعة كامبريدج، ومحاضراً في مدرستي هارفرد وجون كينيدي، وقد أصدر كتابه (الجائزة) عام 1991، يحكي فيه تاريخ القرن العشرين والدور الذي لعبته فيه صناعة النفط، ونال عليه جائزة (بوليترز) عام 1992. في هذا الكتاب يحكي المؤلف قصة النفط من حفر البئر الأولى في بنسلفانيا عام 1859م، حتى غزو صدام حسين للكويت عام 1990 وعملية عاصفة الصحراء، مروراً بالحربين العالميتين وغيرها من النزاعات التي كان النفط المحرك الأساس والهدف الأسمى لها، كما يتعرض فيه للشخصيات التي لعبت دوراً في لعبة النفط والسيادة، مثل ونستون تشرشل وجورج بوش (الأب) وصدام حسين، وكذا ملوك المال ومقاولو صناعة النفط وشركاتهم النفطية الكبرى. ومع أن التاريخ المعاصر للنفط بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، غير أن القرن العشرين هو الذي تبدل كلية بظهور النفط، وعلى وجه العموم ثمة ثلاثة أمور جوهرية شكّلت الأساس لقصة النفط: أما الأمر الأول فهو صعود وتطور الرأسمالية والتجارة الحديثة، فالنفط هو أعظم أعمدة التجارة الدولية وأوسعها انتشاراً والصناعة النفطية هي أهم الصناعات التي نهضت في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر.
تتمثَّل المسألة الثانية في النفط باعتباره سلعة مرتبطة إلى أبعد الحدود بالإستراتيجيات الوطنية وبالسياسة والنفوذ الدوليين. لقد عززت ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولى أهمية النفط كعامل من عوامل قوة الأوطان، عندما أزاح محرك الانفجار الداخلي الحصان والقاطرات التي يسيرها الفحم الحجري، وكان للنفط دور مركزي في مسار ونتائج الحرب العالمية الثانية في كل من الشرق الأقصى وأوروبا.
أما المسألة الثالثة في تاريخ النفط فتلقي ضوءاً على تحول البشرية إلى (مجمع هيدروكربوني)، لقد غدا الإنسان بلغة الأنتروبولوجيين الإنسان (الهيدروكربوني) زوّدت أعمال النفط في عقودها الأولى العالم الصناعي بمنتوج أطلق عليه صناعياً اسم الكيروسين، وعرف بالضوء الجديد، الذي هزم الليل وزاد في طول يوم العمل.
تلكم هي المسائل الثلاث المتحكمة في قصة النفط، يؤرخ لها هذا الكتاب في أحداث ملحمية تركت أثرها في مجرى حياتنا، ويبيِّن ارتباطها بالقوى السياسية والاقتصادية والتكنولوجيا وإستراتيجيات رجال الأعمال، كما يبيِّن دور النفط في هذه الأحداث التي شهدها مسرح القرن العشرين، من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وما ترتب على ذلك من نتائج إستراتيجية ما زلنا نعاني منها في عالم اليوم.
فعلى صفحات الكتاب نصادف ملوك المال ومقاولو الصناعة، روكفلر وهنري يدتردنغ وكالوستي عولبنكيان وج بول غيتي وارماند هامر وت. بون بكنز وغيرهم. ومع ذلك، فثمة من لم يكونوا أقل أهمية من أمثال تشرشل وأدولف هتلر وجوزيف ستالين ومحمد مصدق ودوايت ايزنهاور وأنتوني أيدن وهنري كيسنجر وجورج بوش وصدام حسين.
يستحق القرن العشرين لقب (قرن النفط) بجدارة، ومع أن لكل قصة أحداثها وعقدتها، إلا أن ثمة فرادة في قصة النفط، إنها الشعور المعاصر نحو أحداث الحاضر. وفي الوقت نفسه تلك قصة تتحدث عن أفراد وقوى اقتصادية وعن تبدل تقني وصراعات سياسية ومواجهات دولية وعن تغير ملحمي حقيقي. يأمل المؤلف أن كشفه عن دور النفط اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وما ترتب على ذلك من نتائج إستراتيجية ينير لنا الماضي ويمكننا من رؤية الحاضر، ويسهم في استشراف المستقبل على نحو أفضل.
يقع الكتاب في (1100) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved