الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

رؤية تشكيلية
قراءة تطبيقية في القصيدة الحديثة
تأليف: محمد السيد إسماعيل
القاهرة: هيئة قصور الثقافة 2004
***
يضم الكتاب مجموعة من الدراسات التي تتناول (الشعر) كجنس أدبي للدراسة.. ثم القصيدة الحديثة على وجه الخصوص موضوعاً، مع الحرص على تناول أجيال متتالية، يمثل كل شاعر مدرسة فنية. أهم ما يجمع بينهم أن تقدم الدراسات قراءة نقدية تهتم بجوانب العمل الإبداعي مع إبراز التأثيرات المتبادلة، وربما هذا هو ما يبرر عنوان الكتاب (رؤية تشكيلية).
(مناخ بلوتولاند وغاياته)
ديوان د. لويس عوض
الفترة التي صدر فيها هذا الديوان، فترة اضطرابات سياسية في مصر أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية بالقرن الماضي. وخلال نفس الفترة كان الانفتاح على العالم الثقافي بالشرق والغرب مرتفعاً، وهو ما انعكس على الثقافة بمصر. فكان النقد المتبني المذهب الواقعي، وذاك المتبني مذهب (الفن للفن).
وإن كانت إرهاصات التجديد الشعري بدأت قبل تلك الفترة، ربما تأكدت معها. فقد كتب (عباس العقاد) مزهواً (أحد أقطاب مدرسة الديوان) يقول:
جددت أوزان القصيد فزاد في الميزان وزنا
وقد كتب بما يقترب من الشعر الحر فيما بعد يقول:
(شبران من هذا البناء
بيني وبين المال والدنيا العريضة والثراء
ليس بأقصى في الرجاء).
وجاء غيره.. حتى صدر ديوان (لويس عوض) الذي سجل في مقدمته: (لقد كتبت تجارب هذا الديوان بالفصحى والعامية.. وربما كانت العامية أقوى من الفصحى من حيث القيمة الفنية.. وقسم من قصائد الفصحى بالشكل التقليدي، وأخرى في إطار قصيدة النثر. وبقراءة القصائد يلاحظ شيوع نظرة التشاؤم وفقدان الثقة في قيمة (الفكر) و(السياسة) و(الشعر).
ففي القصيدة الأولى (قصة تقدمية) تتحدث عن ثلاثة فرسان (الفكر)، (السياسي)، و(الشاعر).. يطرح الشاعر الصورة للفرسان الثلاثة، عن المفكر يقول:
(مستوثق لا يخطئ الرماية إن أدركته الظلمة السماء
وخشى الكبوة في مضيق تفجرت من تحته الأضواء)
وعن السياسي يقول: (راكبه كالمعقل المنيع صلب القناة مستعز الرأس
أخيل في صلصلة الدروع يغبطه على مضاء البأس)
ثم يأتي الشاعر الذي يعد مفارقاً عن الاثنين لأنه ينتمي إلى مسرح الأحلام..
(هيا فقد برمت بالرمال صحت عزيمتي على التجوال
أرتاد روض الحب والخيال أحط عند بابه رحالي
وأنشد الحارس بعض قالي فان رثى فؤاده لحالي)
تتوالى القصيدة ليصبح الشاعر هو الذات الباحثة عن المعرفة ويماثل (الروح):
(لكنني نهضت من منامي يأكلني الفضول شر أكل
وفي الدجى الكثيف يا غرامي أوقدت شمعة تنير ليلى
من لهجة (الخطابة) إلى لغة (الحياة)
محمود دريوش
يمثل محمود درويش ظاهرة استثنائية في مسيرة الشعر الفلسطيني المعاصر. تتمثل تلك الخصوصية: الوفاء لطبيعة الفن، دون التخلي عن قضية وطنه. فقد نجد السخرية، والمفارقة مع النقد والرمزية.. فيقول كثلاً:
(يمثل دوري الأخير، وكان وحيداً على مسرحه
يرتب مالا يرتب من جوفه متعبة
لقد أطفؤوا النور وانصرفوا واحداً واحداً خلف أرزاقهم
وما زال يلعب في دمه وهو يحسبه رغوة العتبة
تقمص دور الشهود ودور الشهيد ولم يبلغ الانكسار ولا الغلبة
وحيداً يرمم ما انهار منا ومنه ومن آخر الخشبة
ألا بد من مسرح يا أبي؟
فقال: ولا بد من شاعر في الطريق إلى قرطبة
وحيداً.. وحيداً يسير إلى قرطبة
ووحدي أصدقه حين يكذب، مثلي.. أما أكذبه).
تنأى القصيدة عن طبيعة الهجائية السياسية الفاضحة على نحو ما عليه القصيدة عند (مظفر النواب) و(نزار قباني) كما تنأى عن طبيعة قصيدة المواجهة السياسية كما عند (أمل دنقل).. وان اشتركت مع الجميع في الطبيعة السياسية لها.
(سليمان الملك) وتجليات (الذات) الشاعرية
محمود سليمان
يؤسس الشاعر (محمود سليمان) رؤيته الفنية في ديوانه (سليمان الملك) على مجموعة من (الرموز) الدلالية التي تظل دائرة حول هذا الأصل (التراثي). مع قدر من الرموز (على قلتها فاعلة في الديوان). عنصرا القصائد (سليمان الإنسان الشاعر) في مقابل (بلقيس الملكة الواقع الزوجة) و(المملكة القاهرة الخلق والمغايرة).
في الوقت الذي تتجلى فيه (بلقيس) كحلم يطارده الشاعر:
(لكن (بلقيس) ظلت على شفة الغيم،
لؤلؤة يشرئب لها القلب)
فرغم ما تبدو عليه (بلقيس) هنا من (إشراق) و(تعال)، نراها تتجلى في القصيدة نفسها رمزاً للشيخوخة والعجز:
(والعفاريت تأتي ببلقيس فارغة من أريج الطفولة)
أو تظهر في (صورة) ثالثة متحدة مع عناصر الطبيعة:
(ثم وجه لبلقيس في البحر،
ثم يمام... وضوء تشعب في الغيم)
وفي (صورة) أخرى تتحد مع (الذات) الشاعر وتصبح بشعة منه:
(قالت له الريح بلقيس في القلب،
أطلقتها وهي لحمك)
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved