الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

الخطاب الروائي عند غسان كنفاني
دراسة أسلوبية

تأليف: منار حسن فتح الباب
القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2003
***
تعنى هذه الدراسة بالمضمون والبناء الروائي للأديب الفلسطيني غسان كنفاني الذي استشهد في حادث سيارة فجَّرها إسرائيليون بعبوة ناسفة في بيروت في الثامن من يوليو تموز عام 1972، عن عمر يناهز السادسة والثلاثين.
ترى المؤلّفة أن الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني يحرض على الاستشهاد في سبيل الآخرين، وهو لا يتبنى هذا الفكر (الاستشهادي التحريضي) بشكل خطابي مباشر وإنما بشكل فني يؤثِّر بعمق.
وتقول إن روايات كنفاني ممارسة إنسانية عميقة الجذور في علاقة الإنسان بأرضه، حيث يكتسب أهميته من استيعابه الصراع اليومي في فلسطين كي يتخطاه إلى آفاق إنسانية رحبة.
ورصدت الدراسة الأرض والمرأة وجدلية الثبات والتحول في محوري الموت والبعث، مشددة على أنه لا يوجد موت نهائي في الخطاب الروائي، ومن هنا كان خطاب غسان خطراً على الصهيونية لأن هذا الفكر الذي تتبناه أسلوبيته يحرض على الاستشهاد في سبيل الآخرين باعتبارهم بداية مكملة.
وتقول المؤلّفة إن دراستها تصب في بوتقة الخطاب النقدي الحديث المواجه والمضاد لحركة الخطاب الصهيوني النشطة التي تحاول باستمرار النيل من التراث الفلسطيني بالاستيلاء عليه أو تشويهه.
وتعتقد المؤلّفة أن فكرة إحياء الماضي لم تلح على ضمير عربي بقدر ما ألحت على الضمير الفلسطيني، وإبداع كنفاني غني بدلالات ذات ثلاثة أبعاد هي الإنسان والمكان والزمان.
وتؤكِّد المؤلّفة أن الخطاب الروائي لكنفاني حين يخرج عن اللا وعي والتداعي نجده يعبر بشكل مباشر عن توحّد الأرض والمرأة دلالياً كما هو ملاحظ أيضاً في اللوحات التشكيلية لغسان كنفاني ومنها رسمه لامرأة فلسطينية تمثِّل وجه الأرض وتحمل فأساً.
وقالت إن النقد العربي ظلم الإبداع الفلسطيني عموماً بحصاره في دائرة المقاومة متغافلاً عما يتمتع به من دلالات إبداعية ذات أبعاد إنسانية وحضارية.
وأضافت أن المأساة الفلسطينية أغرت كثيرين على كتابة الشعر والقصة ظناً منهم بأن التعاطف مع القضية الفلسطينية وحده يشفع للإبداع متوسط القيمة وبمرور الوقت لا يبقى إلا الأعمال التي تصمد لاختبار الزمن بما تحمل من قيم إنسانية عولجت بمستوى فني راق.
وكان كنفاني في حياته القصيرة 1936 1972 غزير الإنتاج، ومن بين ما صدر له في حياته ثلاث مجموعات قصصية هي (موت سرير رقم 12) و(أرض البرتقال الحزين) و(عالم ليس لنا) وثلاث مسرحيات هي (الباب) و(جسر إلى الأبد) و(القبعة والنبي)، فضلاً عن عدد من قصص الأطفال والناشئة.
وله ثلاثة كتب في أدب المقاومة هي (أدب المقاومة في فلسطين المحتلة) و(في الأدب الصهيوني) و(الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال) كما ترجم مسرحية (صيف ودخان) للكاتب الأميركي تينسي وليامز.
ومن بين ما وجد من أوراق بعد استشهاده، ثلاث روايات غير مكتملة هي (الأعمى والأطرش) و(العاشق) و(برقوق نيسان).
وفي محاولة لفك رموز عالم اللغة الشعرية المكثفة وتيار الوعي المتدفق في الخطاب الروائي، عمدت الباحثة إلى تفتيت دلالات النص وتتبع خصائصه.
توصلت الدراسة إلى نتائج منها التقاء نتائج الدراسة الأسلوبية الإحصائية للخطاب الروائي مع نسق الطابع العام المشكِّل لحضارات منطقة الهلال الخصيب، وهو النسق الزراعي القائم على الجدل والدوران في ثلاثية متميزة: حياة، موت، حياة أخرى، كما كشفت عن تطابق النسق البنيوي للموروث الكنعاني القديم مع مثيله لدى غسان كنفاني، وهذا كشف مهم فيما يتصل بأدب غسان كنفاني، إذ ركَّز كل الباحثين على سيرة حياة كنفاني كأديب ومناضل بالدرجة ذاتها. يقع الكتاب في (448) صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved