الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th July,2005 العدد : 115

الأثنين 12 ,جمادى الثانية 1426

قصيدة
مسافرون في الزمن المسافر
شتيوي عزام الغيثي
مسافرون دونما سفر
مسافرون نحن في مدائن الضجر
مسافرون ضيَّعوا أوراقهم
وضيَّعوا انتماءهم
وضيَّعوا حقائب السفر
مُكوَّمون نحن في أقفاصنا
منوَّمون نحن في فراشنا
مُعلَّقون مثل القرط في آذان غانياتنا
نخبِّئ الأشياء عن عيون أصدقائنا
ونسرق القمح إذا
طالعنا القمر
* * *
غريبةٌ هي الأمور حولنا
غريبةٌ هي الأمور
لا أحد يفهم ما يدور حوله
لا أحد يعرف ما تكتمه الصدور
وكلما حاولتُ أن أكتب ما يجول في خواطري
وكلما حاولتُ أن أكشف ما تستره دفاتري
أبتلع الحجر
* * *
تشابهت أيامنا مثل جرائد الصباح
كل الكتابات التي نكتبها
شبيهة الأفكار
كل الحكايات التي نقصُّها
عديمة الأدوار
لا أحد يعرفنا في هذه الديار
لا أحد يعرف ما أسماؤنا
لا أحد يعرف ما أشكالنا
لا أحد يقدر أن يضمَّنا
في دفتر الزوَّار
فلا الذين يأكلون الخبز يعرفوننا
ولا الذين يأكلون المال والدولار
ولا الذين يسكنون في الخيام
يعرفوننا
ولا الذين يسكنون في المدر
* * *
منكمشون نحن في محارة الأيام
لا أحد يزورنا
لا أحد يرغبنا
كأننا مشوَّهون خوَّفوا
الأطفال في الأحلام
لا أحد يقبلنا في هذه الأيام
فلا بنات نجد يقبلن بنا
ولا بنات الشام
ولا الذين يشترون الذئب يبتغوننا
ولا الذين يشترون عندنا الحمام
نبحث عن زاوية تسعدنا
نبحث عن شاحنة تُقلُّنا
إلى مدينة الأحلام
شفاهنا مقلوبة
أوراقنا مثقوبة
فما الذي نصوغه في زمن الأقزام؟
لكننا نسير دون أن نعرف ما طريقنا
كالمبتدا يتبعه الخبر
* * *
مُبرَّؤون نحن من دائرة الإحساس
عيوننا تشكو من النعاس
أنوفنا تزكمها الأنفاس
أفخاذنا تقيَّحت
من كثرة الجلوس والجُلاَّس
* * *
خمسة آلاف سنة
ونحن في شتائنا
نسير في عواصف الصحراء
تشتمنا قرطبة
تشتمنا غرناطة
تبكي علينا دائماً
نافورة الحمراء
فلو بكينا
ما الذي ينفعه البكاء؟!
ولو حملنا السيف في أكُفِّنا
تنخلع الأعضاء
إن نحن إلا كالنخيل دونما ثمر
* * *
نسطو على متاحف التاريخ والأدب
نسمع عن عنترة وأنه
من العرب
لكننا نجعله يخسر في زماننا
لكننا نجعله يُهزم في راياتنا
وأنه ليس سوى يعشق في أيامه
جارية من العرب
نسطو على متاحف التاريخ والأدب
نسمع عن شعر أبي تمام
في معتصمٍ
وأنه قد أشعل النيران
بالبيوت والحطب
لكننا لا نعرف المناسبة
وليس نعرف السبب
نسطو على متاحف التاريخ والأدب
نسمع في تاريخنا عن رجل
يلقِّبونه صلاح الدين
لكننا نحسبه متاجراً
يلعب بالقصور والخيول والعبيد والذهب
نسطو على متاحف التاريخ والأدب
نسرق من تاريخنا
كل الذي يمكن أن ندفنه
بين الحفر
* * *
أسأل نفسي دائماً
ما سبب الآلام في ضلوعنا؟
ما سبب الأحزان في قلوبنا؟
ما سبب الأحزان؟
أتيه في شوارع المدينة
أبحث عن إنسان
أبحث كل ليلة
عن خبزة أغمسها
في الشاي أو في سكَّر الإيمان
أبحث عن براءتي
وعن رفاق حارتي
في ملعب الصبيان
لكنني أرتدُّ عن حماقتي
وأترك الأمور
للقضاء والقدر
* * *
ما أضيق الأشعار
في زماننا
ما أضيق الحروف
تغيِّر الزمان في زماننا
وأصبحت تحكمنا الظروف
تغيَّرت أحوالنا
تغيَّرت آمالنا
وأصبحت أشعارنا مرصوصة
على الرفوف
لا أحد يريد أن يقرأها
لا أحد يقدر أن يلمسها
لا أحد يسمع ما تبوحه الحروف
هل أصبحت أشعارنا
نوعاً من السيوف؟!
كل الذي نعرفه
بأنها أنفاس كل شاعر
يخنقه الضجر
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved