|
سكين الصحافة ومقبرة النقد
|
قرأت في المجلة الثقافية العدد «22» جمادى الاولى من عام 1424هـ مداخلتين مثيرتين شدني فيهما روعة الطرح، وأعجبني فيهما صدق المضمون، بل ألهبتا مشاعري، ونكأتا جراحي وجراح الكثيرين ممن ذبحوا بسكين الصحافة، ودفنوا في مقبرة النقد.
اولى هاتان المداخلتان كانت لأخي الكريم الأستاذ صالح بن محمد الراشد بعنوان «لم أيقظت المارد..؟» أما الاخرى، فكانت لأخي الكريم الاستاذ ممدوح القديري بعنوان «المؤلفون وجوقة المنشدين» وكلا المداخلتين كانتا تصبان في مصب واحد وهو ذلك الدور الذي يمارسه المحررون والنقاد في تهميش كثير من الاقلام الواعية المتألقة، وتجاهلهم لحجج اوهى من بيت العنكبوت، وبين التهميش والتجاهل ضاع كثير من الابداع، وغيَّب كثير من المبدعين.
وفي هذه المداخلة على مداخلتي الأخوين الكريمين أحب أن أطرح بعض الأسئلة ربما كان لها صدى عند المهتمين بالصحافة والنقد، أو عند المشتغلين بهما:
أولاً: ما مقياس النشر عند محرري الصحف، هل هو شهرة الكاتب ام جودة المكتوب؟
ثانياً: هذه المنابر أعني الصحف ما هدفها ورسالتها؟ وهل هي وسيلة بناء أم معول هدم؟
ثالثاً: سمعنا كثيراً عن النقد والنقاد فأين هم هؤلاء النقاد؟ هل اكتفوا بالتسمية، ونسوا ما وراءها مما يناط بهم؟ وهل النقد ابراز لمواطن الجمال والقبح، والقوة والضعف في العمل المنقود وفق ضوابط ونظريات يعرفها النقاد أم انه مدح وثناء وتعداد للمحاسن تفرضه تلك العلاقات والوشائج بعيدا عن الموضوعية التي يقوم على أساسها النقد؟ وهل هو نقد للكاتب ام نقد للمكتوب؟
رابعاً: أين نحن من وعي الكتابة، وامانة النشر، ومصداقية النقد..؟
أخي صالح، أخي ممدوح، لكما مني باقتا فل جنوبية على تلك الاطلالة الرائعة، وذلك البيان الصادق، فما خطه قلماكما تعرية فاضحة لواقعنا الصحافي والنقدي، ونحن في هذه الظروف أحوج ما نكون الى الصدق والواقعية، وفتح المجال لكل قلم واع غيور على دينه ووطنه وامته بعيدا عن التهميش والتجاهل، واستغلال هذه المنابر دون تضليل او تزييف، فالأمة لن تنهض من كبوتها، ولن تعود الى سالف عهدها الا اذا ارتفعت نسبة الوعي عند ابنائها، وصارت الأمانة نصب اعينهم، والحق منهجهم فيما يقولون، وفيما يفعلون.
وأخيرا: ما أكثر السكاكين، وما أكثر المقابر، فهل نحن بحاجة الى اضافة سكين الصحافة، ومقبرة النقد؟؟!
ومضة:
يَفنَى الفتَى ويُضَمُّ في جَدَثٍ
ويَظلُّ ما أَبقاهُ مِنْ ذِكْرِ
++
عيسى بن علي جرابا
شاعر سعودي / عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
