مطالعات
علي فايع الألمعي في «ظل الحقيقة»:
قصص المجموعة تعمد إلى البساطة والتأمل الحالم
عبدالحفيظ الشمري
|
العمل القصصي الأول للكاتب علي فايع الألمعي وسمه بعنوان «ظل الحقيقة»، نضد فيه ثلاث عشرة قصة قصيرة.. حيث أطلت أولى قصص العمل الجديد للألمعي مراعية لأهمية ان تكون النصوص موجهة للقارئ.. في وقت شحذ فيه الكاتب همته لأن يقيم تلك الوشائج والصلات مع القارئ دون تدخل طرف آخر لنراه وقد عمد إلى البساطة والتأمل العفوي حتى أننا صافحنا «منصوراً».. بل شاطرناه شكواه ورأيناه يطنب في وصف هذه المأساة التي يقال عنها رموز المجتمع وأعمدة بنائه.. ها هو يكتب مقطعاً من قصيدة لينحني ويرحل نحو عوامل صمته الأخير.
تفرد الأبطال في قول الحقيقة
يفرُّد القاص علي الألمعي مساحة واسعة للبوح على لسان أبطال القصص من أمثال «معجب» في قصة «وصولي» وقبله «جابر» في قصة «الدماء الوارثة» وخالد في قصة «كومة تراب» وكذلك «عزيزة» والتي حملت عنوان القصة في المجموعة «ص 45».. حتى أننا نرى أن لكل بطل في هذه القصص حكايته التي ترتبط دائماً بحكايات الشخوص الآخرين.. لأن الكاتب برع في إضفاء حالة من الودِّ بين القارئ والعمل حيث لم يجعل من هؤلاء الشخوص أي اسم وهمي حتى أن القارئ يطالع وجه العم «أحمد» في قصة «المكان يتضجر» ويعيد في هذا السياق حكايات من سبقوه لتتحد في هذا السياق حالة البوح الإنساني الواضح.. ذلك الذي لا يقبل الجدل كثيراً انما نتفق معاً على أنَّ الكاتب جاء بهذه الشخصيات لتقدم رؤية واضحة وموحدة حتى وان اختلفت وجوه الأبطال، وتباينت مواقعهم بين الحقل والمدينة وموقع العمل وعلى الطرقات وفي قمم الجبال وأماكن أخرى.. فهم أبطال لا يكفون أبداً عن قول الحقيقة بوداعة وبساطة وعفوية محببة.
«ظل الحقيقة».. مقاربة حكائية..
لا تختلف القصص في هذه المجموعة عن بعضها من حيث التكوين والتجسُّد في هيئة خطاب السرد المتكئ على الحكاية دائماً.. لكن الكاتب ظل وفياً للغة السرد حتى وان حاول ان يبحث لنا عن مزاوجة للشعرية المنتقاة بما يورده من حكايات على ألسنة الرواة لكن هذا الوفاء للسرد ظل وفياً لصياغة شكل الحكاية.. بل ان هذه الحكاية أو تلك في هذه المجموعة أضحت مقاربة تعكس رغبة الكاتب في الربط بين حياتنا وحياة شخوصه.
قصة «ظل الحقيقة» والتي حملت اسم المجموعة تعتمد في لحظة استهلالها على هذه المقاربة المكانية التي ظل طرفاها ومن البداية «الرجل/ الأنثى» ليشكل الزمن حضوره في قصة «أمل» وحكايتها العاطفية التي ظلت تتوقد لكن على هيئة استحضار «مشوش» لروابط تلك العلاقة معه حتى انه وبوجود الشخصية الثانية في القصة «هدى» لم يستطع إيجاد معادل إنساني بارتباطها فيه لتأخذ حالة «الرؤيا» شكل الاستدراك العقلي لما ترنو إليه نفسه في ذلك البعيد الغائر في أعماق النسيان..
إشارة:
* ظل الحقيقة «قصص قصيرة»
* علي فايع الألمعي
* دار المنارة جدة 1424ه 2003م
* تقع المجموعة في «90 صفحة» من القطع المتوسط.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
