الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th September,2006 العدد : 171

الأثنين 25 ,شعبان 1427

محاولة للإمساك بمنافي روحك الموحشة..
عبدالله بن عبدالرحمن الزيد
يا عبدالله النَّاصِرْ..
أحسن المولى عزاءنا
في إشراقك..
في مباهجِكْ..
أعرفُ..
أن كلَّ كلمات الدُّنيا..
أن كلَّ عبارات الأرض..
أن أول نسيج الروح..
وآخر إجهاش القلب..
لن تأتي..
بعزاء استثنائي..
ولن تغني تكوينك المفجوع..
عن فقدان الوالد..
أدري..
لم يستطع أحد..
أن يمسك بمنافي روحك الموحشة..
لم يستطع أحد
أن يُقَارِبَ مواجع فقدانك النافرة..
أعرفُك يا عبدالله:
يوغل الحزن فيك..
حتى لا يحتمله الذين بقربك..
أعرفك يا عبدالله:
يُسْرف الفقدان
في إيذائك..
حتى تختفي منابت هجوعك..
أعرفك..
يبددك الأسى..
عندما تفقد كائناً يمكن تعويضه..
فكيف بك يا عبدالله:
وقد غاب أنموذجك الفريد
الذي لن يمر بهذه الدنيا مثله.؟!
يا عبدالله الناصر:
الوالد..
والدك..
والدنا..
راح.. واستراح
من دنيا الهم..
والنّصبِ..
والغمِّ..
والقهر..
والألم والتعب..
والِدُنا..
محمد بن حمد..
أَوْفى..
إلى رحمات الحبيب..
أَوْفى..
إلى جنات الخلد
والأفق الرحب
والاتساع الذي لا يحدّ..
بإذن الله..
وبرحمته..
أوفى والدنا..
إلى مقعد صدق
ورضا..
عند مليك مقتدر..
أوفى..
بمغفرة الله
إلى رفقة الصالحين..
وصحبة الخالدين..
فما أعظم لذته..
وهناءه..
وما أحسن خاتمته
ومصيره..
لكن..
أنت..
يا عبدالله..
أنت همنا
أنت حملنا
الذي أثقل صبرنا..
قل لنا..
كيف يمكن أن نواسيك؟
وكيف يمكن..
أن نكفكف من حدة حزنك وفقدانك..؟
كيف نستطيع..
أن نكون..
في حجم ألمك..
وعذابك..
ووحشة تكوينك..؟
كيف يمكن..
أن نستحضر في عزائنا
حقيقة انْجِدالِك بالفجيعة..
وحقيقة انْفِتَالك بحسرة الفقدان..؟
تلك..
هي..
معضلتنا معك..!
أبداً..
لن يستطيع أحد منا..
أن يَنْسَلَّ بجدارة..
إلى ذلك التماس
بينك وبين المأساة..
وتلك هي المأساة..
أبداً..
لن يستطيع أحد
أن يكتشف تلك المسافة الموغلة
في وقد الجحيم..
بين..
وبين المعاناة..
تلك هي المعاناة..
لذلك..
كبر هماً..
وحملاً..
أن نواسيك
وأن نُعزّي أنفسنا..
في مباهجك..
وانْثيالاتك
الباهرة..
وبرغم ذلك..
أستحضر الآن..
أنك..
ظل..
وشجر..
وكتاب..
وثمر..
وأن كل الذين يعرفونك..
يفيئون..
إلى رحابك..
وإنسانيتك..
دون أن يلحظوا..
أنك..
تتماسك..
على فرط قَّلَّ أَنْ يُحْتَملَ..
من الأسى..
والشقاء..
ومقت الألم..
إنه..
تكوينك.. أنت..
وحداتُك..
فواصلك..
ذرات وجودك..
التي خصك الله بها..
في ذكرى رحيل والدك..
التي لا تغيب عنها..
أطال الله بقاءك..
ولا حرمنا..
من وجودك..
لنفيء..
إلى فضائك..
لتمنحنا..
برغم أحزانك..
ذلك الصبر..
وتلك البشرى..
فلا ريب..
في أنك..
قد خلقت لذلك..
ولا مِرَاءَ..
في أنَّك..
تستأهلُ ذلك..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved