الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

الأندية والملتقيات الثقافية.. واقع.. وتطلّعات
أسئلة الأدب..أسئلة الأدباء
مسيرة الإدارات الثقافية في بلادنا
خالد أحمد اليوسف

هذا الملف يتكامل مع قضية الأندية الأدبية التي طرحتها «الثقافية» في أعداد سابقة بهدف قراءة الواقع واستشراف الآتي متزامناً مع توصيات ملتقى المثقفين الأوّل.. فلعله يفتح نافذة ضوء.
لم تنل قضية ثقافية اهتماماً واسعاً وتواصلاً مثل ما نالته إداراتنا الثقافية، حيث سطرت من أجلها الأعمدة والصفحات والزوايا، وفتحت الملفات التي تكشف وتستعرض السلبيات والإيجابيات، والتطلعات والآمال والطموحات، وقد استمر هذا على مدى ثلاثة عقود ونيف، وما تزال في تصاعد إلى اليوم، وقد تركزت النقاشات والأطروحات حول الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بشكل خاص، ليس فقط على صفحات صحفنا ومجلاتنا، بل تجاوزها إلى الصحف العربية المجاورة والبعيدة، ولن ننسى ما عقد من مؤتمرات وندوات ولقاءات خاصة كذلك بهذه الإدارات (1)، والاستفهامات تترى حول ما قدمته ونفذته، وما تطمح إليه من مشروعات أدبية وثقافية، وما بقي معلقاً كالأحلام ونسي مع الماضي، وما لم ينفذ البتة أو يطرح ضمن عملها وهو كثير، من هذا المنطلق وقبل أن تطوى هذه الصفحات في سجل التاريخ أرى ضرورة المساهمة الفاعلة، والكتابة التفصيلية، بعدما أحدثت وزارة للثقافة والإعلام (2) ودمجت جميع الإدارات الثقافية فيها، وأنيط العمل الثقافي موحداً بهذه الوزارة.
المدخل التاريخي
بدأ العمل الثقافي في المملكة العربية السعودية موزعاً على كافة القطاعات التعليمية لارتباطه بالفعل نفسه (3)، ثم صدر المرسوم الملكي الكريم رقم م 16 في 234 1394هـ بناء على قرار مجلس الوزراء رقم 541 في 204 1394هـ القاضي بإنشاء المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب والهدف منه تشجيع النشاط العلمي والفني والأدبي، وان له ان يتخذ الوسائل الملائمة في سبيل تحقيق ذلك.
جاء نظام المجلس بثلاث مواد، الأولى: تختص بالأعضاء وعددهم تسعة يرأسهم وزير المعارف، المادة
الثانية: الأهداف وقد ذكر منها ثمانية وهي:
1 منح جائزة الدولة وهي جائزة مالية يحدد المجلس مقدارها وشروط منحها، وتمنح لواحد فقط من المبرزين في كل من المجالات الثلاثة العلمية والفنية والأدبية.
2 الترشيح لمنح أوسمة الدولة للمبرزين في العلوم والفنون والآداب في المملكة العربية السعودية.
3 منح جوائز مالية وتقديرية في حدود الاعتمادات المخصصة للمؤلفات السعودية الفائزة في مجالات العلوم والفنون والآداب، ويقرر المجلس الأعلى مقدار كل منها وشروط منحها.
4 طبع ونشر وترجمة الكتب وغيرها من وسائل العلم والفن والأدب.
5 إصدار مجلة دورية تعنى بالعلم والفن والأدب.
6 المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية والفنية والأدبية والتعاون مع الهيئات العاملة في هذه المجالات داخل المملكة وخارجها.
7 منح الإعانات في حدود الاعتمادات المخصصة لإجراء البحوث والدراسات في مجالات العلم والفن والأدب.
8 إدارة الهبات والوصايا التي تقدم من الأفراد أو الهيئات لتشجيع العلم والفن والأدب وذلك وفق شروط الواهبين والموصين.
المادة الثالثة اختصت بالنواحي المالية والإدارية.
في المرحلة ذاتها وحينما كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله مديراً عاماً لرعاية الشباب، وهي إدارة تتبع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فقد أصدر سموه القرار رقم 42 تاريخ 1911 13923هـ القاضي بالترخيص المبدئي للجمعية العربية السعودية
للفنون، وقد استمرت على هذه الخصوصية والعمل المباشر في مجالات الفنون لمدة أربع سنوات، حتى صدرت موافقة نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على تعديل اسم الجمعية تحت مسمى الجمعية العربية السعودية للفنون والثقافة وكان ذلك في 1831398هـ، وفي العام نفسه أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب قرارين، الأول
تقديم كلمة الثقافة على الفنون لشموليتها، فتصبح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والقرار الثاني اعتبار الجمعية ذات شخصية اعتبارية وترتبط به مباشرة، واعتبارها الجهة المعنية بالنشاطات الثقافية والفنية في المملكة.
وجاء نظام الجمعية مفصلاً مهامها وأعمالها، فيما يتعلق باختصاصها الفني ثم فيما بعد الثقافي الذي أضيف إلى عملها، وتكون النظام من ست وثلاثين مادة، توزعت على تسعة فصول، تضمنت هذه المواد: تعريفها، نشاطاتها، أهدافها، العضوية وما للعضو أو عليه من حقوق ومتطلبات، مهمات وصلاحيات مجلس الإدارة، بدلات الاشتراك، تعريف الهاوي ومهمة الجمعية نحوه، افتتاح الفروع في كافة مناطق المملكة، ثم هناك أحكام عامة.
أما حال الأدباء والمثقفين فلم يكن أقل من زملائهم الفنانين والمثقفين الآخرين، حيث رغب الكثير منهم إنشاء إدارات أو مؤسسات أو هيئات تعنى بالأدب وأهله، فكان لهم اجتماع تاريخي مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في شهر صفر عام 1395هـ، (وكان الاقتراح المبدئي إحياء سوق عكاظ، بصيغة جديدة، وبعد المناقشة كان الفوز لفكرة تقدم بها الأديب عزيز ضياء، وهي إنشاء أندية أدبية في أمهات المدن السعودية، وقد بارك سموه هذه الفكرة (4) فجاءت نتيجة الاجتماع بعد أيام بالموافقة على افتتاح ستة أندية أدبية في: جدة، الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الطائف، جازان، ثم تتالى افتتاح بقية الأندية الأدبية في: أبها، القصيم، الشرقية، حائل، تبوك، الباحة، الجوف، وقد صدر النظام (5) الخاص بهذه الأندية فيما بعد عند العمل الفعلي لها:
يتكون نظام الأندية الأدبية من
أربعة أبواب، تتفرع هذه الأبواب إلى ثمان وعشرين مادة، الأولى: قرار التأسيس، الثانية: الأهداف منها، الثالثة: شخصية النادي، الرابعة: شروط التأسيس، المواد من الخامسة إلى الحادية عشر: خاصة بالعضوية وشروطها، المواد من الثانية عشر إلى الخامسة عشر: خاصة بالشؤون المالية، المواد من السادسة عشر إلى الرابعة والعشرين: خاصة بالشؤون الإدارية، وما تبقى من موارد خصصت كأحكام عامة.
الأجهزة أو الإدارات
والواقع الثقافي
جاءت أوامر إنشاء الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب، والأندية الأدبية متتالية الصدور تاريخياً (1393، 1394، 1395هـ)، والحركة الثقافية تدار من قبل بعض الإدارات في وزارة المعارف، الجامعات، الإدارة العامة لشؤون الشباب التابعة لوكالة الشؤون الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، معهد الإدارة العامة، لذا اعتبرت هذه القرارات مرحلة إدارية جديدة، حيث خصصت لكل مجال إدارة مستقلة، مع عدم المساس أو تغيير مسار الخطط السابقة للإدارات والوكالات الثقافية (6) القائمة في تلك القطاعات، وحينما نعيد قراءة الأهداف التي من أجلها أنشئت هذه الإدارات الجديدة، نرى انها أهداف طموحة تجمع في منظومتها على استشراف المستقبل، والسعي إلى ان تكون حركتنا الأدبية في مصاف الدول المتقدمة ثقافياً.
فقد جاءت أهداف المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب واضحة مباشرة في إعزاز دور الأديب والعالم والفنان بالجوائز والأوسمة، وتحريك الموهبة لتكبر وتبرز وتقدر، ويطبع الإنتاج ويوزع، وتصدر مجلة تختص بهؤلاء بشكل دوري، وتتاح
الفرصة للمشاركات العربية والدولية كل في مجاله، ولم ينس النظام مساعدة المحتاج على بحثه ليتمه بنجاح.
أما النظرة الواقعية لهذا النظام، فتؤكد انه بقي في الأدراج (7) ولم ينفذ منه إلا المادة الخامسة التي تختص بإصدار مجلة دورية تعنى بالعلم والفن والأدب، حيث صدرت المجلة العربية عام 1395هـ عن وزارة التعليم العالي، بعد تأسيسها وتولي الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله هذه الوزارة، وهي مجلة شهرية ثقافية جامعة، ما زالت حتى الآن تصدر بانتظام واقفة صامدة، ليشهد التاريخ على مرحلة مهمة من العطاء الثقافي للوطن.
وما تبقى من مواد مهمة حفظت لتؤكد على العقلية المؤسسة للفعل الثقافي الطموح، وتتسرب مع الزمن إلى إدارات أخرى (8)، فتحاول تنفيذها بحسب ما تملكه من قدرة إدارية ومالية.
ننتقل إلى الجمعية العريبة السعودية للفنون التي لم تحدد نظاماً واضحاً، لكن كما ذكرت هناك نظام أو لائحة ربما صدرت للعمل بها داخلياً، عند استطلاعه أو استطلاعها نرى ان الجعمية قد نفذت كل النشاطات والأهداف المذكورة لأنها عامة في مجالها:
الفنون الشعبية والتراث الشعبي
الفنون الموسيقية والغنائية
الفنون المسرحية والإذاعية والتلفزيونية
الفنون التشكيلية على مختلف أنواعها وأساليبها
الفنون الإعلامية والثقافية والأدبية
هذه التفاصيل أعطت الجمعية بحبوحة من الحرية لتشمل كل شيء، وتتداخل مع الإدارات الثقافية الأخرى، خاصة بعد تحولها إلى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومعلوم ان الثقافة (9) اسم لكل ما يتم الحذق والفطن له من العلوم والمعارف والفنون، لهذا لم تدفع الجمعية شيئاً فيه من الثقافة والفنون إلا أعلنت أنها ستنفذه، ويدخل ضمن مشروعاتها الهامة في خدمة المثقف والفنان، ورغم هذا لم تستطع إنجاز كل شيء لأن قدرتها محدودة، وتنفيذ مشاريعها طويل الأجل
وبنظرة واقعية يجب طرح ما تم إنجازه من أهدافها المعلنة وغير المعلنة، من خلال سجلها التوثيقي (10) وغيره من كتب إحصائية وأدلة تعريفية وإعلامية:
1 افتتحت فروعها لها في إحدى عشرة مدينة ومنطقة، هي: جدة، الأحساء، الدمام، الطائف، الباحة، أبها، جازان، المدينة المنورة، القصيم، حائل، تبوك.
2 أحيت الجمعية من خلال المركز الرئيسي وكافة فروعها مئات المحاضرات، والندوات،
والأمسيات الشعرية والقصصية والثقافية العامة.
3 أصدرت عشرات الكتب الأدبية، والشعرية، والقصصية، والدينية، والتاريخية، والتراثية، والتوثيقية، والإعلامية، والمطويات الفنية.
4 أحيت وشاركت في كثير من الأسابيع الثقافية داخلياً وخارجياً.
5 أقامت عشرات المسابقات الأدبية، والفنية، وبرزت من خلالها أسماء في الشعر والقصة القصيرة والفن التشكيلي والمسرح.
6 كونت على مر الأحداث والمناسبات الثقافية، علاقات وصلات دائمة مع عدد من الجهات المماثلة.
7 حصلت على مقاعد دائمة، في كثير من الملتقيات والمؤتمرات العربية والدولية، كممثل للمملكة فيها أما الأندية الأدبية فقد استطاعت ان تنفذ الكثير من الأهداف المرسومة لها وهي:
1 عقد الندوات والمحاضرات ودعوة مشاهير الكتاب والشعراء والأدباء والقصاصين.
2 عقد حلقات للبحث والمناقشة في هذه المجالات.
3 تنظيم المناظرات ودراسات الكتب الأدبية والثقافية.
4 إصدار نشرة دورية أو مجلة تحوي روائع الأدب والثقافة النوعية.
5 إنشاء مكتبة وتزويدها بالكتب المنوعة الدينية والأدبية والثقافية.
6 إجراء البحوث والتأليف في الأدب والثقافة.
11 طبع ونشر ما يستجده النادي من إنتاج وتوزيعه، مما يساعد على دفع عجلة الثقافة في بلادنا ومما يشجع الأدباء الناشئين على مواصلة إنتاجهم وإجادته.
أما الأهداف السابع والثامن والتاسع والعاشر فلم تنفذ وهي استخدام السينما ضمن وسائلها، وعمل البرامج الإذاعية وإنتاج البرامج الثقافية، والانضمام إلى الروابط والجمعيات المماثلة في الدول العربية وقد شهدت مناطق المملكة التي تحتضن الأندية
الأدبية حركة عملية أدبية، ونقلة ثقافية على مستوى كبير، لهذا لا ينكر متابع أو مستفيد ما قامت به الأندية الأدبية من تنفيذ لأهدافها الثقافية وهي:
1 إقامة مئات الندوات والمحاضرات والأمسيات في كل فنون الأدب والثقافة، وتتفق في هذا كل الأندية الأدبية، وتجاوزت بعضها ذلك إلى المؤتمرات الأدبية المتخصصة، مثل ملتقى النص في نادي جدة الأدبي، الأدب السعودي خلال عشرين عاماً في نادي القصيم الأدبي.
2 عدت دوريات وملفات ومجلات الأندية الأدبية من أهم المراجع الأدبية ليس محلياً فقط، ولكن على نطاق عربي واسع، وتميزت دوريات نادي جدة الأدبي الثقافي على كثير من القطاعات والأجهزة والإدارات الثقافية أي أنه تجاوز ما يماثله من أندية أدبية.
3 أما المكتبات التي تحتضنها هذه الأندية فهي من أنوار المعرفة ومن معين الباحثين التي لا يستغنى عنها باحث أو دارس، وتميزت مكتبات أندية على سواها بحسن رعايتها وتزويدها وتنظيمها، كمكتبة نادي أبها الأدبي، ونادي جدة الأدبي، ونادي الطائف الأدبي، ونادي القصيم الأدبي.
4 ومن الأهداف التي رعتها الأندية المسابقات الأدبية في كل المجالات: الشعر والقصة القصيرة
والبحوث الأدبية، بل تجاوزت إلى تكوين مكتبة أدبية من حصاد ونتاج هذه المسابقات، مثل نادي أبها الأدبي، ونادي المدينة المنورة الأدبي. ومما يشكر لبعض الأندية الأدبية مثل نادي حائل الأدبي ونادي أبها الأدبي إقامة المسابقات من خلال الشبكة العالمية: الإنترنت، حيث إنها استفادت منها بشكل كبير، لسرعة الوصول، وسهولة المشاركة، وقلة التكلفة المالية والوقتية.
5 استطاعت بعض الأندية ممارسة أعمال ثقافية أخرى، حيث نشط نادي الرياض الأدبي المسرح بعروض مسرحية ناجحة، ونادي الطائف الأدبي بإقامة معارض تشكيلية لعدد من الفنانين المميزين.
6 تجاوزت حركة الطباعة والنشر في أنديتنا الأدبية التوقعات والتحديات، خلال هذه العقود الثلاثة واقترب عدد ما أصدرته من ألف عنوان أدبي وفني وعلمي وديني.
7 بدأت الأندية الأدبية بسنة حسنة، وعمل سنوي جميل وهو اجتماع رؤساء الأندية الأدبية وبعض أعضاء مجلس الإدارة، وقد ترتب عليها تبادل الإصدارات، تنظيم معارض دائمة لمطبوعات الأندية في كل ناد، ترشيح من يمثل الأندية في كل مشاركة محلية وخارجية كل عام، وهناك نتائج إيجابية غير ما ذكرت، تحمد لهذه اللقاءات والاجتماعات التي لم تنتظم ولم تستمر فيما بعد.
الإدارات الثقافية.. والمواد المعلقة
وبعد.. رأينا كيف اهتمت الدولة بالأدباء والمثقفين والعلماء والفنانين، وأحدثت من أجلهم هذه الإدارات للاعتناء بهم وبعلمهم وبالثقافة عامة والأدب خاصة، وكيف نجحت هذه الإدارات بإشرافها على الحركة الأدبية والثقافية، والنتائج الإيجابية الملموسة التي ظهرت خلال هذه العقود الثلاثة، وعلى كل المستويات المحلية والعربية.
إن تدقيق النظر في واقع أجهزتنا أو إداراتنا الثقافية، يدخلنا إلى طبيعة أي عمل إداري يتصل بنخبة أو بصفوة المجتمع الفكري، حيث لا بد ان يشوبه شيء من التقصير والنقص والإهمال!!، ليس مقصد
ذلك الفعل نفسه، لكن الطبيعة المختلفة، والتباين الواضح فيما يرضي أو لا يرضي، ومثل هذا المجتمع يحتاج إلى إمكانيات أكبر.. نظامياً ومالياً وإدارياً هنا لا بد ان نمر على ما لم ينفذ، ونذكره بالتحليل الصريح في كل الأجهزة أو الإدارات الثقافية المذكورة، وكما كانت البداية مع المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب، سنعود لنبدأ به رغم انه لم يمارس عمله وأعلن عن توقفه في الفترة نفسها، حتى جاء الأمر الملكي الكريم رقم أ 2 تاريخه 2821424هـ بإلغائه نهائياً مع المجلس الأعلى للشباب والمجلس الأعلى للإعلام.
أما الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي بحسب إمكانياتها المتاحة، استطاعت ان تنفذ بعض ما جاء في نظامها، أما ما لم تنفذه أو نفذته بتقصير واضح، وتكرر الادعاء بتنفيذه سأطرح منه ما يلي:
1 كثيراً ما تدعي أنها أنشئت مكتبات مقروءة ومسموعة ومرئية، والواقع خلاف ذلك تماماً حيث ان ما يوجد في المركز الرئيس وفروعها الإحدى عشرة، مستودعات كتب وليس مكتبات تقوم على أساس علمي متعارف عليه:
تزويد وفهرسة وتصنيف وترتيب وتكعيب، وتفتح للجمهور على فترتين، وتبحث عما يستجد في عالم الثقافة والفن، وهما ما يميزها عن غيرها من المكتبات المنتشرة في المملكة، أبداً الواقع يعلن أنها مغلقة، جامدة، لا أمل في الحياة والجديد والتميز.
2 ترى الجمعية ان ما تصدره من ملفات ثقافية هي مجلات ثقافية:
فهل يعقل ان التوباد التي عنونت بفصلية تعنى بالأدب والفكر والثقافة، وصدر عددها الأول في محرم 1408هـ سبتمبر 1987م وصدر آخر أعدادها الثالث والعشرون في رجب 1424هـ، أهي بهذه الطريقة للصدور وبهذه الصفة والحال مجلة فصلية، أم مجلة سنوية؟، أين بقية الأعداد وهي خمسون عدداً إن كانت فصلية بالفعل، الشاطئ عدد واحد صدر في عام 1417هـ، دارين عددان صدر الأول عام ذو القعدة 1414هـ، العدد الثاني صدر في 1417هـ، التراث الشعبي عدد واحد صدر في عام 1410هـ، الواحات المشمسة ثمانية أعداد وبعضها مزدوج صدر العدد الأول عام 1399هـ وصدر العدد الأخير 1420هـ، الستارة عدد واحد، الفنون التشكيلية عدد واحد ، أما مجلة الفنون التي لم تستمر فتارة ملحق لمجلة الجيل، وتارة تتوقف، وتارة تصدر من غير انتظام حتى الآن لم تعرف خطواتها، إذن الأجدر بالجمعية تحديد صفة وشكل مطبوعاتها قبل ذكر المنجزات غير الواقعية!
3 تذكر الجمعية في كثير من المناسبات انها أطلقت أول مكتبة متنقلة، وسيرت قافلة ثقافية في القرى والأرياف، يبدو ان تداخل العمل أعطى الأشياء أكبر من حجمها الفعلي، وما رأيناه في الواقع ان عربة (كرفان) صغيرة الحجم وضع بها عدد من مطبوعات الجمعية، ذهبت إلى بعض المناطق ليتم توزيعها على المواطنين، أما مكتبة متنقلة بهذا المصطلح فلم تتم أبداً، إلا من شركة أرامكو وفي كافة مناطق المملكة، ولمشروعها شهرة عالمية لأنه طبق النظام الفعلي للمكتبة المتنقلة.
4 تردد الجمعية منذ إنشائها: أخبار إنشاء صندوق الأدباء والفنانين، وفي كل محفل أو مناسبة يتم طرحه، والواقع بعيد تماماً عما يقال، حيث تتم المساعدات الإنسانية من قبل سمو الرئيس العام في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو من قبل سمو نائبه لبعض الحالات العلاجية وهي ليست بمستغربة على سموهما، ويعلن انها من الصندوق، لكن مفهوم الصندوق الحقيقي النظامي لم ينفذ ولم ير النور حتى هذه اللحظة
5 موضوع الجوائز والتكريم.. لك ان تتحدث ولا حرج أو تثريب عليك!!؟، حيث نقرأ كل يوم عن جائزة دون تنفيذ: أين جائزة أحسن كتاب سعودي؟، أين جائزة الأمير فيصل لثقافة الطفل السعودي وهي أكبر جائزة عربية؟، أين جائزة الأمير فيصل بن فهد للشعر العربي للشباب وقد عقدت لمرة واحدة!!؟، أين جائزة المفكر السعودي؟ أين جائزة الإبداع للصحافة الثقافية؟ أين جائزة الأمير فيصل بن فهد للقصة والرواية؟ هناك جائزة خاصة بنادي القصة السعودي عقدت لست دورات فقط!!.
أما التكريم فهو كسابقه، لم نسمع أو نطلع على مدى عقودها الثلاثة، إنها كرمت أو احتفت بأحد من رموزنا الثقافية إلا عدد قليل، رغم زخم الأخبار عن هذا المشروع، وبالرغم من ان ساحتنا الأدبية والثقافية زاخرة بقمم التفوق والإبداع والنجاح، وكثيراً ما تقرأ انها بصدد تكريم فلان وفلان من المثقفين، حتى ينسى الحدث والخبر ويفقد من الذاكرة!!، مع مرور الأيام
6 ثبت بصورة قاطعة ان الجمعية تتوجه للفن بكل صوره وأشكاله ومواقعه، بدرجة أكبر ومقياس واقعي ملموس لا يختلف عليه اثنان، ومطبوعاتها وأدلتها وكتبها تعطي الباحث والدارس الأرقام الواضحة الصريحة عن هذا التوجه، إذن كان الأجدر عدم خلط الأوراق والأعمال والطموحات والحفاظ على الثقافة الفنية، وليس الدخول في الثقافة بمفهومها العام!!، وبخاصة الثقافة الأدبية.
7 طرحت ونشرت كلمات حول منجزات الجمعية خلال
العقود الثلاثة الماضية في كثير من كتبها، وهو جميل ومن واجبها الاحتفاء به، إلا أن بعضهم قد جامل وغض النظر عن الأخطاء، والآخر صرح بتقصير الجمعية في مناشطها (11)، والقارئ أو المتابع سيلاحظ ذلك من الواقع الملموس، إضافة إلى ما كتب في كافة صحفنا المحلية، ومنبع ذلك كله حب الجميع للجمعية، وحلمهم لها بالأفضل وطرح السلبيات لا يلغي الإيجابيات الكبيرة.
8 أما في الجانب الإداري فمن المسمى: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تكون البداية، حيث إن مصدر اتخاذ القرار من رئيس مجلس الإدارة أولاً وأخيراً، أما القرار الجماعي من أعضاء المجلس الكرام فغير موجود، بل لا علم لهم بما يتم أو يخطط له في الجمعية من أعمال ونشاطات.
9 كان وما زال من الأخطاء التي قامت بها الجمعية، افتتاح هذه الفروع من غير استقلال إداري ومالي، حتى تحولت مع الأيام أقسام لإدارة واحدة، وكثيراً ما نسمع عن استقالات أو ابتعاد مدراء فروع، ومدراء أقسام في الفروع وفي المركز الرئيس بسبب هذه النمطية الإدارية المهيمنة، التي لا تعطي الفرع استقلالية وخصوصية مكانية وزمانية وأسلوبية، والبحث عن الإدارة الجديدة.
10 فقدان المصداقية في كل ما يصرح به من قول أو عمل أو خطط مستقبلية واستشرافية نتيجة عدم التنفيذ، والإصرار على الطريقة ذاتها في الأخبار والتقارير والخطط السنوية، إدارياً ومالياً.
وبعد الوقفة الأخيرة مع الأندية الأدبية، لنناقش السلبيات التي وقعت فيها ثقافياً وإدارياً، رغم اتفاقنا على نجاح بعضها في كثير من الأعمال، إلا أن هذا لا يعفيها، ولا بد من مراجعة هذه السلبيات ومنها:
1 من واقع النظام، المادة الرابعة تقول: (إصدار نشرة دورية أو مجلة...)، لم يستطع أي ناد أدبي ان يلتزم بهذه المادة مع بدايات إنشائها، لكن نادي الطائف الأدبي أصدر المحاولة الأولى سمي هكذا الملف السنوي
(12) عام 1397هـ، واستمر من غير انتظام أو تطوير، فقط غير المسمى إلى سوق عكاظ، بعده بعشر سنوات تقريباً أصدر نادي أبها الأدبي ملف بيادر: ثقافي، إبداعي في 1406هـ، واستمر حتى صدر منه أربعون عدداً، وأصبح دورية فصلية ثقافية إبداعية(13)، نادي جدة الأدبي أصدر أواخر 1411هـ كتاب نقدي دوري سماه علامات (14)، واستمر على خطته ومنهجه حتى الآن ليصدر منه اثنان وخمسون عدد فصلي، أما نادي المدينة المنورة الأدبي فقد أصدر ملف العقيق عام 1412هـ، واستمر سنوياً حتى الآن، نادي الرياض الأدبي جاء بعد نادي المدينة المنورة الأدبي ليصدر قوافل عام 1413هـ، ويستمر حتى الآن في تسعة عشر عدداً سنوي الصدور، ثم تتالت هذه الملفات السنوية: دارين الثقافية من نادي المنطقة الشرقية بالدمام، رؤى من نادي حائل الأدبي، البلد الأمين من نادي مكة المكرمة الأدبي، الآطام من نادي المدينة المنورة الأدبي، مرافئ من نادي جازان الأدبي، أفنان من نادي تبوك الأدبي.. وحينما نتأمل هذه المطبوعات، ونحللها علمياً ندخلها ضمن الدوريات الحولية، أو الكتب السنوية، ما عدا علامات التي انتظمت فصلياً وتخصصت في النقد التنظيري غالباً والنقد
التطبيقي في بعض أعدادها، فأين الأندية من تطبيق هذه المادة الصريحة؟، وإصدار مجلات أدبية بالفعل لاحتواء هذا الكم الهائل من الإنتاج الأدبي، الذي توزع على المطبوعات العربية بحثاً عن هواء ومساحة خاصة، وتقديراً وترحيباً بالمنتج المحلي.
2 شرعت المادة العاشرة: (الانضمام إلى الروابط والجمعيات الأدبية في البلاد العربية وتبادل المطبوعات والبحوث والكتب في هذه المجالات)، ونتيجة لإهمال هذه المادة فقد الأديب السعودي أهم وسيلة ربط وتواصل مع اخوته الأدباء العرب، ولم يوجد له مكاناً في كثير من المحافل الإقليمية والدولية، إلا بطريقته الخاصة وتحول إلى العلاقات الشخصية، لإيجاد مكان شخصي وليس أدبي وطني، وانتشرت الترشيحات للمشاركات الخارجية بالطرق الملتوية.
3 لا ننكر كما سبق ما قامت به الأندية الأدبية من نشر وطباعة وتشجيع لكتب الإبداع والمؤلف السعودي، وقد تجاوز ما نشرته الألف عنوان، لكن المادة الحادية عشرة حددت النشر في الأدب وهو الاهتمام الرئيس للأندية الأدبية، وكذلك أوجبت مهمة التوزيع على الأندية بل والعناية بها، والواقع خلاف ذلك، فبمجرد الاطلاع أو استعراض قائمة مطبوعات أي ناد سنجد الأكثر لغير الأب (15) حتى وصلت النسبة إلى النصف أو تزيد، وما تبقى النسبة الأكبر لأعضاء النادي أو ممن لهم صلة قوية بأعضاء مجلس الإدارة(16)، وما يحزن أكثر ان تكون من ضمن المطبوعات كتباً لغير الوطنيين الذي نص النظام على ملاحظتها والاهتمام بها، أما النقطة الثانية: التوزيع حيث نجد ان مستودعات الأندية تستنجد مما يتراكم على كاهلها من كتب قديمة أو جديدة، حتى أخذت بعض الأندية بحل ربما تراه حلاً، وهو توزيع المسؤولية بينها وبين المؤلف، فبدلا من المكافأة يعطى نسخاً من كتابه وهذا تهرب من النظام الصريح.
4 في الباب الثاني الخاص بالعضوية وشروطها، نجد ان
الأندية الأدبية قد أوقفت العمل بهذا الباب، ولم تمنح العضوية بعد الأعوام الأولى لأي أديب جديد إلا لمن يشاء مجلس الإدارة الكريم، حتى الفقرة الثالثة من المادة الخامسة لم تنفذ إلا لعدد قليل جداً على مستوى المملكة، وهي منح العضوية للاخوة العرب والمسلمين والصديقة !!.
5 من أهم ما تحدثت عنه الساحة الأدبية والثقافية منذ عقدين من الزمان، الانتخابات لمجلس الإدارة التي أوقفت نهائياً، من غير إبداء للأسباب والمببرات، أو تغيير للنظام الذي شرعها وأكدها في الباب الرابع، وقد خص بذلك في كل فقراته!!؟، وخلدت مجالس إلى الأبد، وفقدت الأندية أهم ميزة ثقافية لها، وترتب على ذلك فقدان الجمعية العمومية وهم الأعضاء الأدباء والمثقفين وصفوة المجتمع الذين بتضامنهم وتكاتفهم أسست الأندية الأدبية!!؟.
6 من التصريحات الغربية لافتتاح هذه الأندية، ان تكون المدن الثلاث لمنطقة مكة المكرمة ثلاثة أندية أدبية، وهي تستحق بالفعل، ويبقى للمنطقة الشرقية نادياً واحداً وهي المنطقة الواسعة الزاخرة بكل العقول المبدعة والمثقفة، فهل يستمر طلب الأحساء لافتتاح ناد خاص بها مجمد في إدارة الأندية الأدبية إلى الأبد؟؟، ثم هناك سؤال أخير حول هذه الإدارة التي تحولت مع الأيام إلى إدارة سيطرة واستحواذ وهيمنة على كل الأندية الأدبية بعدما كانت همزة وصل بينها وبين الرئيس العام، فقد كان مديرها يوقع تحت مسمى: مدير إدارة الأندية الأدبية ثم تحول إلى مدير عام الأندية الأدبية!!؟، والجميع يعلم ان أغلب رؤساء الأندية أعلى منه مرتبة كوضع إداري قبل النادي.. كيف؟ ولماذا تحدث هذه الفوضى الإدارية؟
خلاصة المسيرة
لا يختلف اثنان على الحرص الكبير الذي توليه دولتنا اتجاه أبنائها، والثقة الخالصة بهم وبعقولهم ومنتجهم الثقافية، حيث رأينا كيف رعتهم رعاية كاملة، ولم تدخر وسعا في سبيل إعانتهم ورضاهم وتفوقهم واستقرارهم، مما أدى إلى تفوقنا على كثير من الدول في رعاية الثقافة بكل أنواعها وأشكالها، وساهمت أغلب الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية في رقي ثقافتنا ورعايتها.
نخلص من ذلك وبعد ذكر الواقع التاريخي، ثم الواقع الفعلي، ثم ما لم ير النور والحياة، إلى ان جمعية الثقافة والفنون بفروعها، والأندية الأدبية، وغيرها من إدارات ثقافية، ان لكل ما ذكر الأثر الكبير على حياتنا الأدبية، وقد أجمعت على إيجابيات ونتائج رائعة أدبياً وثقافياً، وكان لا بد مع كل هذا من السلبيات فذكرت بعضها، واختم
بما اتفقت عليه:
1 تحولهما من أجهزة ذات شخصية اعتبارية كما هو وارد في قرارات الإنشاء إلى إدارات وظيفية جامدة، غير متطورة إدارياً ومالياً وعملياً، والتفصيل حول هذه واسع جداً، ويحتاج إلى بحث خاص.
2 لم تستطع هاتان الإدارتان جمع الأدباء أو توثيق الصلات والعلاقات الأدبية بينهم، بل زادت الفرقة شتاتا وضياعاً!؟، والسبب الرئيس تعطيل العضوية وهي التي تعني الانتماء إلى الجهاز أو الإدارة، وأقصد بذلك النادي والجمعية ومن ثم القطاع الثقافي الكبير، الذي يحتاج إلى أعضائه ومنسوبيه، لهذا علاقاتنا الأدبية وتفاعلنا دوما ينبع من علاقاتنا الخاصة والشخصية، وحضورنا شخصي جداً.
3 تداخلت الأوراق بين هاتين الإدارتين في كثير من الأعمال، حتى بلغت التكرار المقصود، والإفساد المحزن ومثل هذا كثير: فقد عنون نادي الشرقية الأدبي دوريته بدارين الثقافية وفرع الجمعية بدارين، وتم افتتاح نادي القصة بالدمام وجماعة السرد في نادي الشرقية الأدبي، وكذلك تم في جدة، إن ضحية هذا العبث الأدباء ذاتهم، فكم عدد كتاب القصة في المنطقتين حتى يكون لنشاطهم موقعان، النتيجة خلافات على الرئاسة والإدارة والتنفيذ.. والأدب والأدباء في خسارة دائمة!!.
4 لم تستفد ساحتنا الأدبية من هذا الكم الدوري لكل مطبوعات الأندية والجمعية، إلا بمطبوعة واحدة متخصصة بالنقد (علامات)، وأخرى متخصصة بالنص القصصي (الراوي)، وأخرى متخصصة بالترجمة الأدبية (نوافذ)، وأخرى متخصصة بالتراث (جذور)، أما البقية فهي نسخة واحدة لا فرق بينها!!، في المضمون والصدور والانتشار.
5 مر على المؤتمر الأول للأدباء السعوديين (1394هـ) ثلاثون عاماً، وواكب بدايات الأندية والجمعية، ورغم هذا لم تستفد من هذه التجربة الناجحة علمياً ومرجعياً وعملياً، بل مر مرور الكرام فأعادت الجامعة (17) التجربة مرت ثانية عام 1419هـ، وكان الأجدر للقيام بهذا العمل سنوياً هي الأندية والجمعية، تكاتفاً وتعاضداً مع جهات أخرى، وهو من أولويات عملها وأهدافها خدمة للأدب والأدباء.
6 أما النشر الأدبي فرغم ان المهمة الرئيسة لهاتين الإدارتين، هو تشجيع الإنتاج الأدبي للأدباء السعوديين، ونشره وتوزيعه وإيصاله إلى أكبر مساحة ممكنة، إلا أن الواقع عكس ذلك، والدليل هذه الهجرة الجماعية الى دور النشر العربية، حتى بلغت سبعا وأربعين بالمائة من المنتج العام، خاصة الكتاب
الإبداعي، بل لم ينفذ الأمر الكريم الصادر من المقام السامي القاضي بتشجيع الكتاب السعودي، واقتناء مائة نسخة من الكتاب ذي العلاقة بالإدارة ذاتها، ونفذ لمن له علاقة وخصوصية ومنفعة!!؟، أما البقية فقد تراكمت أعمالهم في مساكنهم وأصبحت عبئاً عليهم، أو سرقتها شركات التوزيع ولا يعلم عن مصيرها شيئاً.
7 خسرت الأندية والجمعية أكبر شريحة في المجتمع، وأهم ما تفاخر به الدول، انهم الشباب والعقول الجديدة الطليعية للمستقبل، حيث بذرت أمامهم الصعاب للدخول في دهاليزها ومكاتبها، فإما ان يكونوا على النهج والطريقة نفسها التي يسيرون عليها وإلا لا مكان لهم!!، أو لا يناقشون أو يحاورون أو يتطلعون.. وهذه فئة أخرى تريد من ينفذ فقط!!، أو تعطي فرصة محددة ومن ثم تختلق الأحداث والأعذار لكي يتم التخلص منها!!، فبقيت هاتان الإدارتان للشيوخ وكبار السن والتقليديين إلى الأبد!!، وهذا مصدر كره وحساسية من الطرفين لا داعي له.
في نهاية هذا الاستقصاء والبحث المفصل، حول الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وما اتصل بهما، أردت ان أصل إلى خلاصة الكتابة وهو وضع الأشياء في مكانها الصحيح، وكشف الحقائق الغائبة عن كثير من القراء والمتابعين لحركتنا الأدبية، والتطلع إلى مستقبل مؤسساتي بالفعل، قائم على أسس علمية نظامية قانونية.. لا مصلحة من وراءها إلا للوطن والمواطن.
مبتدأ النهاية
بدأت بكتابة هذا البحث أواخر شهر جمادى الآخرة، قبل أن أقرأ وأسمع عن إقامة ملتقى المثقفين السعوديين، وقبل ان تبدأ الكثير من الصحف والمجلات المحلية طرح الإشكاليات والواقع الراهن لهذه الإدارات، فكان اعتمادي الكلي على المراجع الرسمية والمطبوعة، والواقع المعاش، فترتب على ذلك التأني والبحث عن المعلومات من مصادرها، للخروج بكل ما أتمناه ويتمناه أدباؤنا، لهذا قد تنقص بعض المعلومات والبيانات التي يجب طرحها، لكن علمت ان هذا الملتقى قد كشف عن أوراق كثيرة، سأستفيد منها في كتابة أخرى.


16 شعبان 1425هـ
Kaym3@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved