الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

قصيدة
على حافة الشرق
محمد العطوي
عقدت...
لن تعقد.. ما الفرق؟
فالبيعة عقدت من قبل
لهولاكو العصر على الشرق
ما الفرق؟
وقد خرجت من جسد المقتول الروح
بسكين الفرقة أو أعدم خطأ
بالشنق؟
ما الفرق؟
أن كان تأسف قاتله للورثة
أم كافأهم بقرار أسرع من برق؟
إن كان تراجع أو أقدم أو برر أو أنكر
ما الفرق.؟
عقدت
لم تعقد
لن تعقد جمل خرقاء!
كرؤوس تتمايل طرباً من غير غناء
تتهادى غرباً
كدلاء تبحث في جب الخيبة
عن ماء
من غير رثاء!
تتجاذب أطراف الكذب الأبيض
في ليل المقهورين التعساء
الوضع خطير يستأهل أن يستنفر
أهل الحل وأهل الربط
هذا ما تحكيه الحال
ويمليه الواقع بالضبط
لكن رؤى القوم تراوح في التيه
بين عبارات الحذف وصيغ التشبيه
في أروقة اللغة المترعة بجمل السخط
تعقد
أو لا تعقد... لا فرق
يكفينا موقعنا في قلب الأرض
وتوقعنا أن نقع رهائن أو قتلى
أو مشبوهين
في أيدي القوم الجبارين
أثناء تجشمنا وعثاء السلم الخاسر
أو تأدية الفرض
يكفينا أنا...
ننتفض.. نفاوض.. نتنازل كي نبقى...
فنكافي بالرفض!
بالأمس تهاوي كرسي لاشيخ المقعد
كشهاب في كبد الليل
كنداء أيقظ حد السيف
وأشعل حمحمة الخبل
أما الشيخ فقد آثر أن يلقى الله قرير العين
بريئاً من شبه الظن
وتهم الضعف
فتعانق والفجر بهاء ونقاء
وتوالى القصف
ورأينا كيف يكون الموت وساماً
حين يكون مع الله الحلف
يا شيخ عرفناك ضعيفاً
إلا من جذوة إيمان وإباء
ثكلتك الأمة حيث تناثر دمك الطاهر
في غزة
فتذمر ليل الجبناء
الموعودين بأوطان تنعم بالحرية
والديمقراطية
بقليل من حب وولاء
بقليل من أرض تسبى ودماء
بقليل من كذب ونفاق ورياء
دمك الطاهر قد أصبح
أكثر قرباً منا
يا شيخ الشهداء
ما قتلوك
لقد نثروك بذوراً تتجذر بالأرض
تورق أطفالاً
يستحلون الموت الأسى
حيث مضيت
رحبت بكون أعز بقاء
لم تبرحنا
لن تبرحنا
ما دمت كتبت بدمك الرفض بياناً
أعلن في كل سماء
ماذا أيقظ فينا موت الشيخ
وأهل الشيخ
ومن قبل ومن بعد مئات الشهداء؟
ماذا أيقظ فينا
ظلم السيدة العظمى
طاغية الخيلاء؟!
أن نعقد!
أن نعقد!
يكفينا عقداً خمسون سراباً
من تهدئة الوضع
وإرهاف السمع
يكفينا ما أشربناه
من حب النسر الجاثم فوق أمانينا
يهدبنا الحزن صباح مساء
يمنينا.. بزوال القمع
تكفينا أرواح شيوخ تصعد
بين بياض مصلاها
وفناء البيت الواجم كمراسم حزن
يكفينا أن دماء الأطفال تشكل منها
خارطة طريق
وجدار يفصل بين شقيق وشقيق
لا يعنينا بعد العقد
أو الا عقد
لن نفقد أكبر أو أقسى
من هذا الفقد
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved