الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th January,2004 العدد : 44

الأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

سفينة وأميرة الظلال
الرواية الثانية للأميرة مها الفيصل

صدرت الرواية الثانية لسمو الأميرة مها بنت محمد بن فيصل بن عبدالعزيز بعنوان «سفينة وأميرة الظلال» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عمان/ بيروت وقد صدرت الرواية الأولى لهذه الكاتبة عن الدار نفسها بعنوان «توبة وسُليَّى».
وتعد الرواية الجديدة امتداداً لمنهج الرواية السابقة، ومن صورها قولها: «....وجدتها تجلس على بساط ممتد ما رأت عيني قط أحسن من هذا البساط، وأجمل من تلك الفتاة.
كان البساط مختلف الألوان، دائم التجدد، فلا يصيبك ملل من طول تأمله ولا من تأمل تلك الفتاة والنظر إليها، لغرابة البساط ولتمام حسن الفتاة.. ولملاحة في عينيها، لكن ما شدني أكثر كان وشمة حزن معلقة كنجمة متلألئة بين العين والوجنة.دمعة.. تشع نورا وكأنها من الجوهر....»ص5
تقع الرواية في 154 صفحة من القطع المتوسط وعلى غلافها الخلفي نجد آراء لنقاد من المغرب ومصر والأردن والسعودية. يقول صلاح فضل «...تضرب هذه الرواية الممتعة بجذورها الغائرة في قلب الأسطورة العربية، تستصفي حكمتها البليغة وتستقطر نورها الرائق لتقدم أمثولاتها الرمزية للحياة، بنماذجها الغنية وظواهرها الملغزة، موظفة أساليب وتقنيات فنية جديدة.. مما يجعلها إضافة نوعية مدهشة للسرد العربي الحديث تنبع من تراثه الخصب لتكسبه نضرة الروح المتجدد الأصيل...».
أما سعيد يقطين فقال: «... فتكون العوالم العجائبية والغرائبية محفزة لتجسيد مختلف الأبعاد والأفكار التي تتوارى خلف حبكة النص، ومحققة بذلك متعة سردية خاصة وفرت لها الكاتبة كل مقومات الانسجام والاتساق سواء على مستوى السرد أو الشخصيات أو اللغة أو الأسلوب، وينجم عن كل ذلك نص كثيف وموح وعميق الدلالة....»
ويكاد يكون في أقوال النقاد إجماع على أن الرواية نمط جديد في الرواية العربية من حيث العوالم الأسطورية ولا محدودية الخيال والرمزية واللغة التي تشبعت بالتراث فاغتنت وأغنت المتلقي بتعدد إيحاءاتها. تقع الرواية في ثلاثة وعشرين فصلا كل منها معنون بعنوان، أول ما يسترعي الانتباه فيها اشتراك عوالمها الأسطورية وأفلاكها الروحية ولغتها الرفيعة وأحداثها العجائبية في الإشارة الرمزية البعيدة التي لا تجعلنا نتوقف عند فهم واحد وقراءة واحدة.
تبدأ الرواية بحدث يبدو بسيطا وهو وقوف الراوي الرئيس «سهل» أمام أميرة الظلال وقد كان الراوي راويا شاهدا على الأحداث ومشاركا فيها وهذا ما ضمن للرواية التمدد الطبيعي والنسج المحكم فلا نجد فيها أحداثا زائدة أو حشوا لغويا فكل ما في النص يخدم الأبعاد الرمزية والأهداف التي أرادها النسيج الحكائي فسهل «الرواي» ينقلنا معه إلى الشخصيات ونعيش معه الأحداث عبر فضاء مكاني وزماني متنوعين فقد بدأت رحلته في العوالم العجائبية الملغزة التي لا تلبث أن تتوضح ألغازها وما غمض منها مع سير الأحداث.
وهنا لعبت حنكة الروائية في استخدام اللغة دورا هاما في صنع الحدث وتطويره ففي حوار سهل مع الحسناء الجالسة على البساط تطلب منه كلا من قصور الماء ومداد من دخان وطوق من رمال ورسائل من هواء، حين قالت:«....إن قلت وسمعت ولم تأتني بما أريد فهو الموت المحقق....» فخرج الراوي طالبا حل هذه الألغاز بعد أن كانت وجهته البحث عن مدينة العلم، فبين هذين الخطين تتجلى قدرة الكاتبة في نسج المتن الحكائي الذي عكس خيالا طليقا وحنكة فريدة في التعامل من العمل الروائي كإبداع فيظل التشويق مصاحباً للقارئ لا يفلته إلا عند النهاية كما عبر عن ذلك إبراهيم العجلوني في رؤيته «لتوبة وسُليَّى»: «...ولقد وجدتني أقرأها في نفس واحد دون انقطاع، ما كان لشيء أن يجتالني عنها حتى أنهيتها...».
وعندما ينتهي القارئ يجد نفسه في حيرة ودهشة وتأمل بعد أن تحرك وتعايش مع العمل على مدى الخط السردي فكل شخصية من الشخصيات رمز وكل حدث يؤدي إلى رمز موح عبر فضاء مكاني متنوع فمن المدن الى القرى ومن الفلوات إلى الواحات ومن الكهوف والآبار إلى البحار وعبر زمان متنوع فمن الزمن الواقعي إلى النفسي إلى الخرافي، أما العوالم فهي بين المادة والروح والبسيط والمركب والحقيقي والمزيّف والوضيع والرفيع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved