الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th January,2004 العدد : 44

الأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

نص
وطن وامرأة..!
عدنان كنفاني
وهل يقودني قلقي الكامن خوفاً متراكماً إلى صورة وطن يغيب.؟
أم إلى طيف امرأة في وجهها تفاصيل الوطن؟ ويشدني إلى تصورات تبدو ذات أمل ملتصقة بحقيقة.. ثم يصعقني اكتشافي بأنها سراب.؟
تُرى عن أيّهما أبحث.؟
وطن في امرأة.. أم امرأة في وطن..؟
وهل نبضت ينابيع شوقي بخفق جديد إلى امرأة غائبة.؟ ومضت تبحث عنها عبر تلافيف وطن سكن في ذاكرة.؟
أم هي رحلة لم تتوقف مذ بدأتُ أبحث عن وطن.. أخاله سيطفو ذات فجأة بين عيني امرأة؟
تكتسحني رعشات السؤال فترجف أطرافي.؟
ألف امرأة من رياح الوطن حولي.. خصيبات.. ثراؤهن جمال ودلال.. ودعوات توشك على الصراخ.. كيف لم تشدني واحدة منهن..؟
وآثرت بل ارتميت كعاشق غرير بين أحضان حب مستحيل جاءتني رياحه أخيراً على جناح نورس حملها وصرّها أمام لهفتي من أرض الوطن.. الذاكرة..!
وكم حاولوا وأرادوا ان يصوّروه لي ولأبنائه بأنه عين المستحيل.؟
ما أعذب الغوص في بحور المستحيل.! ها أنا ذا أغوص فيها حتى قيعانها.. ترفرف الأجساد فوق لهاث شوقي.. تقترب أكثر.. تكاد تلمس أصابعي.. فأعزف عنها..!
ولا أكفّ عن عشقي ل مستحيل..!
أرتمي مثل طفل نديّ في أحضان عذابات أعرف أنها لن تتوقف.. تروح وتجيء تحمل لي على جناح النورس ذاته ريح الوطن.. تقرّبه من حلمي.. وتبعد عن شوقي لهفة اللقاء!
وأعرف أنه مستحيل.. فاستمرئ عذابي.؟
أيهما.. امرأة في وطن؟
أم وطن في وجه امرأة؟
أمام أيهما أنا قعيد..؟
امرأة تذرف جسدها وروحها تحت طيّات لهاثي..؟
أم أمام عذابات اللقاء المستحيل بامرأة من فضاء بلادي..؟
أم تراني فتى لا أملّ حلم نشوة مستحيلة.. مع امرأة مستحيلة.؟
يااااه..
وأيّ قدر هذا..؟
جاءني على موجة من بحريّ الأبيض الغائب.. ثم ألقى أحماله فوق طيف حلمي..!
أكاد ألمس أصغر تفاصيله.. وكنت أحسبه يقيناً ذروة حب بين روحين تسكنان في حطام آدميين..؟
سحابة هو السؤال..!
سحابة عاقر أقامت حدودا شائكة بين روحين.. شَطَرتْهُما إلى نصفين لو جمعتهما ثانية ما تطابقا.!
فمن أين جاء الوهم..؟
جلدني السؤال فتحسّست جسدي.!
عجباً..! هل هو جسدي يهرب من أصابعي..؟
أم أنني الوهم..
دعني من السؤال.! واعبر معي إلى مصير الشطرين..!
سألقي بشطرٍ في متاهات مجرّات أعرف أن ليس لها قرار..!
وأتشبث بالآخر وأعرفه هو.. هو المستحيل..
أعشّقه روحي.. وأربّيه. أحسه يكبر.. يكبر..!
فهل تراه يكبر حقاً..؟
امرأة أم وطن..؟
يا اااااه..
وامرأة حلمي مستحيلة.. لكنّها ظلّ أمل..!
التقيتها ذات حقيقة.. أو ربما ذات حلم.؟ لم أعد أذكر..!
والوطن.. وطني .. حريص على حلمي.. يأتيني في وجه امرأة نبتت من أرضه..!
أكاد أسمع هديل موجات بحري الأبيض ينبض في وجهها.
كأنني لا أصحو من الحلم..!
فهل أجد فيهما ذات الأمل في اللقاء.؟
أم أواصل رحلة المستحيل معهما.؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved