الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th January,2004 العدد : 44

الأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

توثيق الترجمة والتعريب
صدر مؤخراً عن مكتبة الملك فهد الوطنية كتاب توثيق الترجمة والتعريب للأستاذ علي بن سليمان الصوينع. يقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط ويتكون من ثلاثة فصول رئيسية: الفصل الأول بعنوان الإطار المنهجي، ويتناول مسار المنهج البحثي المتبع لدراسة توثيق الترجمة والتعريب بما يشمل عرض مشكلة الكتاب وأهدافه وأهميته وحدوده وتعريف مصطلحاته والإجراء المنهجي المتبع لجمع المعلومات وعرضها، ثم استعراض الإطار الفكري للموضوع في الأدبيات والدراسات التي تناولت مشكلة كتابة الأسماء الأجنبية بالحروف العربية ومشكلة الترجمات المتعددة في حقول الآداب.
الفصل الثاني: تناول فيه المؤلف الإطار التطبيقي أو الدراسة التوثيقية وهي صلب الكتاب، وبدأت بالتمهيد باستعراض الجانب اللغوي لمشكلة كتابة الأسماء الأجنبية بالحروف اللاتينية والقواعد المتبعة لتقعيدها، مع طرح أمثلة للمفارقات في تعريب الأسماء، ثم محاولة الربط بين القواعد اللغوية والقواعد التوثيقية لعلاج تفاوت كتابة أسماء المؤلفين بالاعتماد على قواعد الفهرسة ونظم الاستناد، وطرح المؤلف في هذا الفصل بعض الحلول والبدائل المستنبطة من أساليب التوثيق وأدواته المتبعة لنظم المعلومات واسترجاعها، كما تناول في هذا الفصل بالعرض والتحليل مشكلات الترجمة المتعددة باللغة العربية، وبيّن حدودها وأثرها في تنظيم المعلومات ومناقشة الحلول المقترحة لمعالجتها من أجل التغلب على معوقات البحث والاسترجاع في بيئة المكتبات والمعلومات العربية.
أما في الفصل الثالث: الإطار المرجعي، أو الحصر الببليوجرافي فقد قام المؤلف بحصر «115» اسماً من أسماء المؤلفين الذين ترجمت أعمالهم إلى اللغة العربية خلال أكثر من مئة عام من نشاط الترجمة والتعريب، وشمل الحصر ترتيب المؤلفين والتعريف بهم وتدوين الصيغ المتفاوتة لكتابة أسماء المؤلفين وتعريبها، إلى جانب حصر بعض الكتب المترجمة وتوثيق الترجمات المتعددة المنشورة في البلاد العربية حسب وفرة المعلومات عنها في الفهارس ومصادر التوثيق، وقد قام المؤلف بترتيب أسماء المؤلفين ألفبائياً باللغة العربية، مع ذكر مقابلاتها باللغة اللاتينية.
وفي نهاية هذا الفصل أورد كشافاً ألفبائياً لأسماء المؤلفين بالحروف اللاتينية.
أولى المؤلف اهتماماً خاصاً بنظم استرجاع المعلومات وخصائص الاسترجاع باللغات الطبيعية والاصطناعية ولغويات المعلومات العربية، وكذلك بقضايا الفهرسة والتكشيف، وله في هذا المجال دراسات رائدة.. ويأتي هذا الكتاب المتميز امتداداً لاهتماماته وخبرته العلمية والعملية، حيث عمل في مجالات التدريب والبحوث والاستشارات وإدارة المكتبات، بالإضافة إلى كونه يعمل الآن أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية، مما مكنه من الإحاطة بالمشكلات التي تواجه العاملين في ميدان تنظيم المعلومات واسترجاعها، تلك المشكلات التقليدية المعروفة في توحيد مداخل أسماء المؤلفين، وأسماء الأعلام المستخدمة نقاط وصول في الفهارس والكشافات التقليدية والآلية، وقد وجد المؤلف ان الأسماء الأجنبية المعربة تختلف أحياناً اختلافاً كبيراً وبدرجات متفاوتة.. ما بين الاختلاف بحرف واحد إلى عدة حروف في الاسم المفرد للعلم الأجنبي، كما وجد المؤلف ان درجات التفاوت في كتابة الاسم الأجنبي تصل إلى ثلاث صيغ مختلفة أو أكثر حسب أصل الترجمة، سواء كان الاختلاف في الحرف الأول، أو كانت الحروف المختلفة في وسط الاسم، وتتسع هوة المشكلة إذا ما أخذنا في الحسبان الكم الهائل من الأسماء الأجنبية في المجال العلمي والثقافي، وربما يصادف القارئ أو المؤلف عشرات الأسماء في بحث أو مقالة واحدة، وتصبح المشكلة أكبر وأهم إذا تعلقت بقواعد البيانات الببليوجرافية، ويرجع المؤلف المشكلة إلى ان بعض المترجمين العرب لا يلتزمون بقواعد ثابتة أو موحدة في كتابة أسماء المؤلفين ضمن بيانات المسؤولية في صفحة العنوان أو تدوين البيانات الأساسية للأعمال المترجمة بلغاتها الأصلية.
ويرجع المؤلف الخلل في كتابة الأسماء الأجنبية بحروف عربية لأسباب عدة منها: نقص المواصفات اللغوية، الافتقار إلى المراجع الاستنادية وأسباب ترجع إلى ضعف قدرات المترجمين أو الدوافع التجارية لإنجاز الأعمال المترجمة بسرعة دون تحكيم وتقييم.
ويهدف المؤلف من خلال هذا الجهد إلى دراسة مشكلات توثيق الكتب والمعلومات المترجمة إلى اللغة العربية وتشخيص بعض حالات الاضطراب في الترجمة والتعريب وبيان أثر ذلك على الاسترجاع في المكتبات وعلى الضبط الببليوجرافي للترجمات، وأجمل المؤلف الأهداف في التالي:
1 استعراض أبرز المشكلات اللغوية لكتابة الأسماء المعربة، وبيان أساليب معالجتها من النواحي التوثيقية حسب قواعد الفهرسة المقننة.
2 حصر نماذج لبعض الأسماء المعربة بالاعتماد على عينة من أسماء المؤلفين المشهورين في الحقول الأدبية، مع عرض بعض حالات التفاوت التي تقع في صيغ كتابة الأسماء الأجنبية.
3 سرد بعض حالات الترجمات المتعددة لبعض الكتب ودراسة مشكلات توثيق العناوين المترجمة واسترجاعها.
4 تقديم بعض الاقتراحات الفنية لتوثيق الترجمات وتطوير أساليب الضبط الاستنادي للأسماء الأجنبية المعربة.
وتكمن أهمية هذا الكتاب في المعالجة الموضوعية للمشكلات المعتمدة على خبرة علمية وعملية طويلة في مجالات التدريب والبحوث والاستشارات في مجال علم المكتبات والمعلومات وكذلك إدارة المكتبات حيث يعمل المؤلف كما أسلفنا أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية، مما جعله على دراية واسعة بالمشكلات التي تواجه العاملين في ميدان تنظيم المعلومات واسترجاعها، لذا جاءت معالجته مستندة لتلك الخبرة الثرية لتستكمل الجهود التي قام بها الموثقون في مسألة توحيد مداخل الأسماء العربية القديمة والحديثة ضمن قواعد الفهرسة والأدوات الاستنادية.. وتأتي دراسة موضوع تفاوت الأسماء الأجنبية المكتوبة بالحروف العربية كأول دراسة في هذا المجال تستعرض المشكلة وتحللها وتضع لها الحلول العلمية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved