قصة قصيرة
حلم امرأة
علي بن حسين الزهراني
|
|
في جوف الليل تبكي اسماء وتنتحب وكانت تهمهم بكلمات غير مفهومة.. أنت السبب.. كل ما أملكه ضاع.. ضاع.. علا صراخ صوتها وزاد حتى أفاق رجلاً من شدة صراخ ابنته فلم يستطع النوم فعندما قرب من زير الماء وإذا بصراخ آخر أقلقه وشده بدأ يتساءل: هل هذا صوت الجيران صوت امرأة ضربها زوجها؟ يا ترى ما حكاية هذا الصراخ؟! كان الرجل يتمتم بكلمات أشبه بكلمات تلك المرأة وكان ذلك الرجل فضوليا.. قرب.. ثم قرب وإذ ان الأمر لا يحتمل فقرر معرفة مصدر ذلك الصراخ؟! طرق الباب.. ثم زاد من طرقه للباب وإذا الصوت يعلو مع كل طرقة وفجأة سكن المكان لا ضجيج، هدوء غريب والصوت اختفى، لف الرجل حول نفسه وبدا ألف سؤال وسؤال في رأسه وبدا الليل ساكنا لا يسمع إلا همهمة أنفاسه وبدأ الخوف يدب في الرجل وفجأة وإذا الباب يفتح رويدا رويدا حتى كان الرجل يمسك قلبه كلما فتحت فتحة قصيرة كأنها أيام وإذا بامرأة طويلة نحيلة عيونها كحيلة فقالت: انقذني ارجوك والرجل أصبح كالصنم ولم يفق إلا عندما بدأت المرأة.. تسحب.. تسحب من أمام ناظريه حاول الرجل، وحاول ولكن هيهات دفع الباب بقوة في وجهه وإذا المرأة تصرخ من جديد والرجل يزداد حيرة وقلقاً وخوفاً شديداً فلما رفع رأسه فإذا المرأة تصرخ من أعلى البيت ويداها مبسوطتان وتهوي على الرجل تريد الانتحار؟! والرجل يدور حول نفسه ماذا يعمل؟! هل يستقبلها بيديه؟! هل يصرخ هو الآخر؟!.. ومع تلك الثواني المقلقة المخيفة المهيبة سقط الرجل تحت الفراش وابنته تصرخ أبي.. وزوجته تقول له اللهم اجعله خيراً «ما قصرت كسرت زير الماء»؟؟!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
