ألقاب.. وأسماء!
محمد الدبيسي
|
في عالم الألقاب.. والأسماء..
صور درامية.. وأخرى كاريكاتورية..
منها.. ما يمتقع «الوعي» أمامه ..«صمتاً»..!
ومنها.. ما يبعث أسى الصوت ..«رميم» الكلام..!
** والألقاب والأسماء.. في دائرة
المشهد الثقافي.. والإعلامي..
هي تلك «الحالة» التي لا تزال..
مستلبة.. لقانون «المُسَلمات»..!
في اطار مفهوم «إنا وجدنا آباءنا..»
** و«آباؤنا».. الذين درجنا عادة.. على
استسقاء.. معين معرفتهم.. وخبرتهم..
يوم أن شربنا تربية «احترام الكبار»..!..
** وأشير من هنا.. الى استقراء المكتوبات
في اطار المشهد المنوه عنه.. وكذا
الملقى.. على مسطبة المنابر..! لأجد «كنز» الألقاب.. والأسماء.. يدر فيضه.. ومناقبه.. وعلاماته..
** فالمفكر الكبير.. والباحث المعروف.. والمحلل..
والمعلل.. والرمز.. والعلاّمة..!
«هي» ثوابت الألقاب.. ورمزياتها..
ونعوتها المتعالية..
* أما الأسماء.. فأشتات الذوات..
اللامعة.. والمغبرة../ والقديرة والكسيرة..
والمضيئة.. والمطفأة../ والأصفار
الشمالية.. في نظام الأرقام..!..
والإمعان.. والتابعون.. وتابعوهم بلا إحسان..!
** ويدجن الخطاب الاعلامي.. المشاهد.. والمقروء.. هذا الطرح «الواهن.. المتخاذل» لتنأى الحقيقة.. خجلاً وراء الكواليس.. «كُتاب» الأعمدة.. والمقالات الصحفية.. ورؤساء التحرير المتقاعدون.. والتائبون من رذيلة الفكر.. والمُغيبون في أرذل العمر..! والمنعمون في ترف المال.. والجاه..!
** «كلهم».. مفكرون «كباراً».. بتمييز
أيديولوجي أحياناً.. ونوعي تصنيفي
أحيانا أخرى..! فهذا مفكر كبير «اسلامي».. وذلك سياسي.. والآخر باحث..!
«بعضهم» لم يؤلف كتاباً واحداً.. ولم يتميز بطرح صادق.. ولم ينطلق من وعي يحترم..!
** «ولكنه» «هذا اللكنّ ما أسقمها»..
مفكر وأديب.. وربما داعية وخطيب..!
ليلي الوصف الاستهلاكي.. «المعروف» مساهما بلونه في وضع آخر رتوش التماس و«الزيف» بين «المعروف.. والمنكر»..!.. وإن كنت لا أعلم معروفاً وكبيراً بماذا؟!..
** «أحدهم» وما أكثرهم وصل الى ذروة السلم الوظيفي.. «معالي».. استحقها من ادارته لإحدى الجامعات.. ليعليه «الوصف» أبداً.. بعد أن ترك كرسي «الإدارة».. ويهبط الى كرسي رئاسة أحد الأندية «الأبوية»
فيدخره لفكره ومزاجه.. فيقضي ويقرب ويلقي ويثبت..!!.. ولم يكتب مقالاً في حياته.. فضلا عن تأليف كتاب.. أو إلقاء محاضرة.. أو المساهمة في طرح قيِّم!..
** يقدمه مشرف أحد الملاحق الثقافية في ندوة صحفية.. ليلمعه على سهد أعيننا.. بما يلي: «أديب ومفكر، ورمز من رموز الثقافة والفكر في بلادنا..»!!..
يا لهذا الفكر الذي أضحى كله رموزاً..!.. ليستمرئ القارئ هذا التبجيل المناقبي.. ويصدق «الموصوف» استحقاقه
للصفات العليا.. التي يلقيها المحاور بمجانية صارخة..!
** فكيف والحال كذلك يشتكي مثقفونا..
من هوانهم على الناس..!.. وأعلم.. أن الصادقين لا تهمهم الألقاب والحقائقيين لا يفرحون بخيلائها..!!
ولكننا «ننفتح» حلوة ننففتح على العالم.. والآخر.. والداخل.. والخارج.. لنعرض أنفسنا.. و«ماهيتنا»..!
** فهل يطيق «الوعي» الذي ننشده.. والشفافية التي نتشدق بها.. مثل هذه المجانيات.. والترخص.. وشعارية المقدمات..؟!
** ألم نأنف بعد.. عن عروش الدعايات والادعاءات.. ووهم الأصوات الكرنفالية.. وصدى المنابر «الأجوف» الذي يكبّد الأصوات.. «الأصوات» الصغيرة..؟! والأضواء المؤقتة.. التي تكثف.. تكوين العتمة في تفكيرنا..؟!
ذلك المتلقي.. والمتابع.. الذي لا نراهن إلا عليه..!
ألم يأن لنا.. احترامه..؟!
** «الألقاب» عناوين الزيف.. أضحت
بتلك «الحالة» الغطاء الزاهي.. «المرقع» بفسيفساء وعينا وخطابنا الراهن..! وطنافس حفاوتنا الخرافية بالشكليات.. وبرموزها..! وبمن لا يستحق.. قبل من يستحق..!!..
** و«هكذا».. نتبادل الأدوار على المسرح..
بما يقتضيه المشهد.. غناء وبكاء..
وربما صمتاً..! و«تهريجاً»..! وغوغاء..
** وفي نهاية الفصل الأخير.. نتخلص
من الدور.. ولغته.. وأزيائه عندها فقط.. أخبروني سألتكم الله ماذا سنرى..؟!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
