الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th January,2004 العدد : 44

الأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

خواطر مرسلة
من قديم أوراق الأديب الراحل
عبدالله بن إبراهيم الجلهم رحمه الله أعدها للنشر أ.د. عبدالكريم الأسعد
رسالة المعلم..وواجب الطالب

عندما نستعيد شريط الماضي أجيالاً عديدة مستوحين ما وعته صحائف الأيام الخالية من حصاد ورشاد؛ لوجدنا رسالة المعلم منذ فجر التاريخ وإشراقته بارزة ماثلة، ولو حللناها تحليلاً واقعياً وإنسانياً واجتماعياً لألفيناها رسالة الإصلاح والبناء، ومنار الهداية والرشاد والضياء.. شاء الله وجلت مشيئتة أن يمن بها على المعلم التقي المصلح لترفع قدره وتعلي مكانته وموقعه بين الناس.. ليكون أداة أمينة تبني العقول وتهذب وتزكي الأرواح وتنمي القيم والمدارك والمواهب وتزيد في رصيد الأمم أجيالاً نيرة تعتز بكرامتها وشيمها وأخلاقياتها وتخدم أمتها ووطنها وفاء بالجميل لها، وبالتفاني والولاء لمطامحها وشؤونها.
ورسالة المعلم في غاياتها الجليلة ليست محدودة ولا مسلوبة كما يتوهم بعض الغافلين بحيث يقتصر مداها على تلقين الطلاب وريقات مسطورة تحتوي على منهاج قاصر فحسب ولكنها أجلُّ شأناً وأبلغ أثراً وعمقاً من هذا المفهوم.. فهي رسالة جيل مقبل، ومرتجى مجتمع طامح وأمل حياة جديدة، تتطلب من القائمين عليها التضحية الفائقة واللبوس اللائق والتأهيل السليم.. ومن هنا تلتقي مناهل التربية الحديثة بنظرياتها ومصطلحاتها مع المنهج الإسلامي المصلح لتلتقي مع رسالة المعلم لقاء الرائد الأمين ليمتزج بها وتتحد معها وتقوى أثرها وتوجيهها، لتسير في خط مستقيم نحو مكانها الصحيح ومقاصدها التربوية الصالحة..!
والتربية الحديثة التي تخدم مطالب المجتمع وتؤازره، جعلت من المعلم أداة بناءة ومصنعاً للأجيال الصالحة المدركة لواجباتها والمؤمنة بحقوق أمتها ووطنها، وطالبته بأن يعي أهميته ووجوده في المجتمع، وأن يقدر احتياجات أمته وتطلعاتها وأن يكون أميناً على جيلها يعده إعداداً صالحاً لمواجهة المستقبل، ويوجهه توجيهاً سديداً للحياة العسيرة أو اليسيرة المقبلة بحيث يكوِّن لها مجتمعاً صالحاً قويماً يقود سفينتها إلى برّ النجاة والأمان..!
ونعود إلى ساحة الأمل الكبير الذي ننتظره ونتطلع إلى سلامة تربيته وحسن توجهاته وإيمانه بخدمة أمته وهو «الطالب» الغرسة الطيبة للمجتمع والثمرة المأمولة للحياة والمستقبل بإرادة الله وهديه فنستنهض عزمه وعزيمته ونترقب سعيه وجده ومثابرته وندعوه دعوة صدق وحب وحنان مباركين له بذله ومخلصين لخطاه أن ينهض بواجباته وأن يقدر الجهود والبذل من أجله وأن يكون عند حسن ظن أمته ووطنه بمستقبله وعطائه.. ندعوه أن يعطي طلب العلم والإيمان حقه، وأن يمنح بلده ومجتمعه جهده ونضاله وأن يجعل من دور العلم التي تضمه وتحتضنه مراتع خصيبة صالحة للتزكية النفسية والتثقيف العقلي والإدراكي والتهذيب الخلقي والإبداع والابتكار.. وليظل كما يُراد منه ويُرجى صادق الوعد مع عقيدته وقومه، أبي النفس والمنزع، موفور الكرامة والعطاء..!!
وبهذا الهَدي والإيمان، من المعلم في رسالته ومن الطالب في واجباته تبلغ الأمة مرادها وتنهض من كبوتها وسباتها، وتصل بعون الله وفضله إلى مواقع العزة والسيادة، ومراتع السعادة والريادة، ومشارف العلو والتمكين.


عبدالله ابراهيم الجلهم
عنيزة 1374ه

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved