الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th April,2004 العدد : 55

الأثنين 29 ,صفر 1425

إعلامي شهير.. وشاعر مغمور!!
د. عبدالله الحيدري *

محمد العبدالله الشبل
* يعود أصله إلى مدينة عنيزة.
* غادر والده عنيزة مع العقيلات.
* استوطن والده دمشق وتوفي ودفن فيها.
* والدته من عائلة سورية كريمة.
*استوطنت والدته الرياض وتوفيت ودفنت فيها.
* سمّاه والده (محمداً) وهو(الاسم الرسمي).
* وسمته والدته(ماجداً) فكان اسم الشهرة.
* له ابنة واحدة ..ويلقب بأبي راكان.
عندما التحقت بالعمل الإذاعي في عام 1406هـ كان الإذاعي الكبير ماجد الشبل شفاه الله ، قد غادر الإذاعة إلى التلفزيون، فلم أحظ بالتتلمذ على يديه متدرباً او مشاركاً معه في تقديم البرامج، وإنما كنت القاه بين آونة وأخرى في المناسبات التي تجمع الاذاعيين في فرحهم او في ترحهم.
ولقد لفت انتباهي ماجد بوصفه مذيعاً متميزاً من الطراز الأول: قارئاً لنشرات الأخبار، ومحاوراً للضيوف، وملقياً للشعر على وجه التحديد.. ولعلي لا أنسى إلقاءه لبيت الزركلي:
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً ألفت ولا سكنا
ودهشت مرة وأنا اطالع لقاء معه في جريدة الجزيرة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً انه لم يكمل دراسته الجامعية، ومع ذلك بز اقرانه وجيله بموهبته المتفردة وثقافته الواسعة.
ولقد عاصرت عدداً من مجايليه في الإذاعة من أمثال غالب كامل شفاه الله ، وابراهيم الذهبي ، وعوني كنانة رحمهما الله ، فأدركت أن هذا الجيل مختلف في تكوينه الثقافي وحسه الإعلامي عن الأجيال التالية التي ينقصها الكثير من المقومات الرئيسة لصنع الإذاعي الناجح.
وكانت فوائدنا من مزاملة هؤلاء وتتلمذنا على ايديهم لا توصف فقد زرعوا في نفوسنا حب العلم والتعلم وتطوير الذات والاهتمام باللغة على وجه التحديد ، وفوائد أخرى ليس هذا مجال حصرها.
ومن بين البرامج التي تعنى بقديم الإذاعة، كانت هناك برامج يعدها بعض الزملاء تعيد إلى الأذهان عطاء ماجد الشبل بحواراته المتميزة وبرامجه الشائقة، ومما أتذكر انني سمعت لقاء اجراه ماجد مع الشاعر الراحل عمر أبو ريشة، وكان لقاء في الغاية من الإمتاع والتشويق.
وبحكم اهتمامي بالأدب وبالبرامج الثقافية، فقد جذبني ماجد بإلقائه للشعر وكنت اتساءل بيني وبين نفسي عن سر تفاعل ماجد مع النصوص الشعرية، وهل يعني ذلك أن ماجد شاعر ايضاً ولم أتوقف كثيراًَ عند الإجابة إلى أن فاجأني الصديق الأستاذ احمد الخاني (الدكتور حالياً) ذات يوم من أيام شهر رجب من عام 1415هـ حينما كنت رئيساً للقسم الثقافي بجريدة المسائية برسالة تحمل لقاء مع ماجد الشبل..، ليس لقاء إعلامياً،وإنما دردشة أدبية كشفت عن شاعرية متوارية وقصيدة من نظم ماجد تعود إلى عام 1383هـ، فنشرت اللقاء في ملحق (إبداع) من المسائية بعددها رقم 3925 وتاريخ 281415هـ والقصيدة عنوانها (موعد) ومطلعها:
ذابت عيوني وهي تنتظر
هل كان ينسى موعدي القمر
ومنذ ذلك الحين عرفت السر، وأن الملامح الثقافية في عطاء ماجد الإذاعي والتلفزيوني: معداً ومقدماً للبرامج الثقافية، ومبدعاً في إلقاء الشعر، ومحاوراً بارعاً، كل ذلك يستند إلى ثقافة واسعة وشاعرية مدفونة!
وعوداً إلى قصيدة ماجد الرائية،والتي كتبها في سن الثلاثين،وتمثل نموذجاً من شعره، فالذي اظنه أنه لايمكننا في ظل غياب نماذج أخرى تقويم التجربة؛ لأنها مبكرة، ومن الإجحاف أن نظن أنها أفضل ما كتب، فلربما أنه يحتفظ بقصائد أخرى تكمل الدائرة حول شاعريته، فلعله يدفع بها إلى الصحف والمجلات لتأخذ طريقها ليقول فيها النقاد كلمة منصفة..
وبعد، فتحية ل(المجلة الثقافية) وللقائمين عليها، وفي المقدمة الزميل الإذاعي الأستاذ إبراهيم التركي، والشكر موصول للزميل الأستاذ محمد الدبيسي الذي ينهض بمهمة إعداد هذا الملف عن الإذاعي الكبير ماجد الشبل وفاء وعرفانا بما قدم للإعلام السعودي من بصمات مميزة ستظل عالقة في الأذهان.
وفي سياق تكريم ماجد الشبل نذكر بالشكر والعرفان وقفة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد الفارسي سلمه الله قبل أيام حينما قام بتكريم عدد من الإذاعيين القدامى، ومن بينهم الأستاذ ماجد شفاه الله، وهو تكريم يعتز به كل الإعلاميين، ويعده الإذاعيون على وجه الخصوص تكريماً لهم جميعاً بلا استثناء.


*رئيس قسم الإعداد بإذاعة الرياض
أستاذ الأدب غير المتفرغ بكلية اللغة العربية بالرياض

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved