بهذا الدرس من دروس الحب النزارية كان صوته يأتينا ممزوجاً بدموع الفرنسية ماري ماثيو وأنينها ليحلق بنا (حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر) كما يقول الشاعر وبإحساس ندر عند الشعراء فما بالك بالملقين؟! |
وعندما جاء صوته بعد سنوات على فرس سابح وهو يتلو معلقة عنترة: |
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك ان كنت جاهلة بما لم تعلمي |
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوعي وأعف عند المغنم |
تشابهت عندي الصورتان في علو الهمة والعفاف، كلٌّ منهما فيما خُلق له..؟ |
ماجد (الشبل باسمه الأسد بطلعته وحضوره) نبتة خضراء في قلوبنا وإحساس جميل في وجداننا.. ولست أميل الى قول ذلك الصديق الذي يثمَّن مشواره الإعلامي بالقول: لقد استطاع ماجد أن يزرع صورته في كل بيت.. والحقيقة انه لم يزرع صورته في كل بيت بل زرع محبته في كل قلب فكم من الصور المزروعة في دورنا عبر شاشات التلفزيون لم تلق حظها من الحب ولا نصيبها من التقدير..؟ في مشواره الطويل والرائع كان الأستاذ يمهد الطريق لزملائه ولا يوصده.. ويصنع نجاحاتهم ولا يعرقلها..؟ ويؤثر ولا يستأثر ويعف ولا يتكالب واثقاً من نفسه لا يبحث بحث الهزيل عن عبارات الاطراء والمديح فقد حصد من المجد ما يكفيه بملكته وسيرته حتى استقام له الاسم تعريفاً وذكرى. |
عندما أصابته الجلطة بسهمها اللعين لم تقعده عن العمل فروحه الوثابة الطموحة جعلته يواصل لقاءه بمحبيه الذين تساءلوا عنه أيام الغياب وعندما لاحقته ثانية بسهم أشد آثر المحارب أن يستريح في داره المتواضعة فاتحاً قلبه وذراعيه لزواره ومحبيه، لم يعتزل عزلة الجاحظ ولم يقل ما قاله لمريديه: (ماذا تريدون من شق مائل ولون حائل ولعاب سائل)..؟ بل ظل الأستاذ كما هو بابتسامته المعهودة وعشرته الحسنة، كل ما تغير فيه انه وضع المايكروفون وحمل العصا يتوكأ عليها بلا هش ولا مأرب. |
|
* مذيع بالتلفزيون السعودي |