هكذا عرفته
محمد عابس *
|
يمثل الأستاذ ماجد الشبل جيل الرواد في الإعلام المرئي والمسموع في المملكة، حيث كان واحداً من أميز المذيعين الذين تربينا على اصواتهم وطلتهم التلفزيونية منذ أن بدأنا في المتابعة التلفزيونية الوحيدة في تلك الأيام عبر القناة السعودية الأولى، حيث كان مدرسة إعلامية متنقلة من خلال الصوت والأداء والثقافة والوعي الثقافي والإعلامي الذي أثّر فينا جميعاً.
ولعلي لم ألتصق بالأستاذ الشبل بشكل مباشر حيث عملت في الإذاعة في آخر أيام عمله هو في التلفزيون، وللتاريخ كان أول لقاء لي معه أثناء دراستي في جامعة الملك سعود وأثناء تعاوني الصحفي المبكر وكان اللقاء على هامش إحدى المناسبات في فندق الماريوت بالرياض حيث دارت الأحاديث معه عن دور المذيع وأهمية الثقافة والحضور والمرونة وسرعة البديهة عنده وكان خير ناصح لي رغم أن تلك المقابلة لم يسبقها معرفة، وقدّم لي جملة من النصائح التي يحتاجها المذيع والإعلامي عموماً.
وكانت المقابلة الثانية بيننا أثناء الزيارة التي قمنا بها مع عدد من الزملاء له أثناء العارض الصحي الذي كان يتعالج منه في المستشفى التخصصي في الرياض.
ولكن للحق والأمانة..ماجد الشبل يشكّل مدرسة ذات تأثير كبير عن بعد في كل من تابعه ولعل الكثير لايزال يتذكر احد برامجه الناجحة (ابناؤنا في الخارج) والمقطوعة الشعرية الرائعة على شارة البرنامج:
العين بعد فراقها الوطنا لا ساكناً ألفت ولا سكنا
كما إنني ما زلت اتذكر (شاعر وقصيدة) حيث كان يختار أجمل المقطوعات الشعرية في التراث العربي ويلقيها بصوته، والزاوية الشعرية في مجلة التلفزيون.
وعموماً المبدعون في كل مكان ليس من اللازم ان تعايشهم عن قرب فتأثيرهم كبير مهما بعدت المسافات وماجد الشبل مدرسة متميزة أثّرت فينا بابداعاتها وتميزها، وأتمنى أن يجد هذا العَلَم وامثاله التكريم بعد هذا العمر الطويل من الإبداع الإعلامي، فالتكريم للرواد ظاهرة حضارية وثقافية يجب الا تغيب عن أذهان المسؤولين في الإعلام والثقافة السعودية.
* إعلامي وشاعر
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
