الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th April,2004 العدد : 55

الأثنين 29 ,صفر 1425

قصة قصيرة
(بيت بلا مشاعر)
عذاء الحارثي
أعيش أيامي بنعمة يحسدني من حولي عليها وأمضي بقية عمري وأنا أدعو الله بإسكانه جنات الفردوس فقدتك من حياتي ولكن عباراتك ساكنة في عقلي فقدتك وتلاشت الأيام من عمري بعد، ما كنت قبلاً في حياتي أصبحت تعيش في العقل بعدما كنت ساكناً الدنيا. أصبحت أطياف تزورني كل ليلة وترسم طريق الحياة أمامي بعد أن كنت تقدم النصح والإرشاد في حياتي فقدتك وأنا لم أقدم لك حقك عليَّ بعدما رعيتني وأنا صغيرة وحملتني بين ذراعيك فقدتك وأنا في بداية الحياة ولم أقدم ما يقدمه الابن لوالده ولم أعطيك مالك عليَّ في هذه الدنيا تعلمت منك العطاء ولم أعطيك بعضاً منه أحس وأنا أعيش حياتي من بعدك بفجوة الحياة وبعد المسافات فيها وأنا أشاهد الناس من حولي ومن أمن الله عليهم بوجود آبائهم في حياتهم وهم يقدمون العقوق بدلاً من البر، والبعد بدلاً من الوصل، والقسوة بدلاً من الرحمة التي أمر الله بها. أشاهد هذه الصور وأنا في قمة ذهولي من أفعال الناس من حولي وأنا أنزف جرح الألم فيما أشاهده هل هذا حقهم الذي يستحقونه على سهرهم وتعبهم، هل هذا البر الذي ذكرني القرآن وتحدثت عنه.
الأحاديث؟ آه ما أقسى الإنسان وهو يرمي والده في دور الرعاية، وكيف يأتي بهذه القوة في نفسه وهو يبعده بعدما حضنه وبعد آلامه في حياته من تربيته.
كيف يبعد أساس حياته عن محيطها، كيف يجعل من أنانيته ورغباته سيدة الموقف؟ كيف وكيف أذاب كل ما يملكه من عاطفة وجعل القسوة في عينيه وهو يودعه ذلك الابن: في غمرت ذهولي من مشاهداتي وفي غمرة حلمي بإعطاء والدي حقه، تدمع عيني وأنا أشاهد تلك المناظر وكيف تحولت عاطفة الأبوة إلى قسوة وإيداع في دور رعاية بلا راع من صلبه ونواة استمرار الأسرة من بعده بعد مشيئة الله كيف ذلك؟ في زمن انجرفت حياتنا نحو زيف الحياة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved