الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th May,2003 العدد : 12

الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

لم الشتات الثقافي..
ماذا يريد «المثقف» من وزارة الثقافة ؟

إعداد: عبدالحفيظ الشمري محمد الدبيسي سعيد الدحية
ماذا يريد «المثقف» من وزارة الثقافة والإعلام؟ وما الذي تتطلع إليه الاجيال المرتبطة بالأدب والمعرفة من جهاز كهذا؟ ترى.. ماهي المعوقات؟ وكيف تفعل الادوار من اجل أن يكون اداؤها الفكري والثقافي مستمراً وفاعلاً..؟
اسئلة كثيرة.. وتصورات وتطلعات تتواثب على نحو مبهج ويريد « المثقف» ان يرى ثمرات هذا الحلم وقد اينعت واسهمت في تقديم رؤية هذا الجيل لعدد من القضايا المعرفية والادبية.. لتسهم هذه الفعاليات ومن خلال هذا «الصرح الجديد» في تفعيل دور المثقف والاديب.
«المجلة الثقافية»..تتواصل معكم عبر هذه الانثيالات المستفهمة حول تكوين هذا المشروع الثقافي الجديد..
نحن هنا نحاول جاهدين ان نرسم ملامح هذا الحلم ومن اجل ان تكون هذه العلاقة الاولى هي لحظات الافصاح والبوح في هذا السياق المبهج.
ماذا يريد المثقفون من وزارة الثقافة؟
سؤال كالحلم.. ومن الاحلام ما عَذُبَ.. ورُقَّ.. وأزْهَر.. وأوْرَد.. وأوشَل.. وأمطر!
نعم.. لقد اصبح لنا وزارة ثقافة.. كانت حلما جميلا.. واملا يفترش صحراءنا الواسعة.. فتحول في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الى واقع.. سجِّلوا تاريخ انشائها.. لانه تاريخ التاريخ.. ولان الثقافة حاضنة امينة للتاريخ.. وشاهدة ليس عصرا واحدا فحسب، بل شاهدة كل العصور.. ولانها اهم ثمار العقل الانساني، وابداعاته.. ومجتمع بلا ثقافة هو مجتمع بلا عقل.. ودون ذاكرة.. مجتمع «متخلف» يقف في آخر صفوف المتفرجين في صالة مسرحية الدول «المتحضرة».. الثقافة «تاريخ.. و«حضور» تاريخي.. و«حضارة» انسانية سامقة.. انها اشياء كثيرة.. وجميلة!!
ولولا ان لي محاضرة في «الثقافة.. ماهيتها.. وتعريفها» القيتها في محفل عالمي في «القاهرة» عاصمة «المعز».. والكنانة لاسترسلت طويلا.. ولولا تحديد مساحة النشر في هذه المجلة التي احبُّها لاسهبت.. لانني «جاحظي» الأسلوب في «الاستطراد» لهذا سأقمع هيجان يراعي من الفرحة.. واجيب على السؤال في اقتضاب شديد في خطوط عريضة هي املا في ان يكون صدى لدى وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي وفقه الله في تحمل هذه المسؤولية الحساسة.
1 لان الثقافة ضد «البيروقراطية»، وتعقيد المشروعات.. فان اهم ما هو مطلوب من وزارتنا الفتية تحرير مشروعاتها من كل القيود، والعراقيل، والروتين اللا اداري، والمالي، وغيرها من المعوقات للاسراع بمشروعاتها للحاق بمن سبقنا.. ولاننا جئنا متأخرين، وهذا لا يعيبنا اذا بدأنا من حيث انتهى من سبقنا.
ارى ان يعيَّن لها وكيل وزارة من المثقفين العاملين الفاعلين المتفاعلين مع هموم الثقافة العديدة.. والكثيرة، واذا سُمح لي بحق ترشيخ هذا الوكيل فانني ارشح مثقفا رائدا، يحمل اكبر الجوائر، لا اشك ان يختلف عليه اثنان، ولا تتناطح على اسمه «عنزان».. اقصد به الاستاذ الدكتور الناقد الثقافي المنظر عبد الله محمد الغذامي على ان تعطى له صلاحيات واسعة للتحرك والحركة ماليا، واداريا لانه سواء كان هو او غيره لن يستطيع ان يحقق اهداف الثقافة الفاعلة.
2 ان يشكل هذا الوكيل «لجنة» برئاسته، لاننا لا نريده موظفا تقليديا يقضي جل وقته خلف مكتبه لتوقيع المعاملات الادارية والمالية.. وان تقوم هذه اللجنة بجولة الى البلدان العربية.. وغير العربية، للاطلاع عن كثب، على الطبيعة للتعرف على ما توصل اليه الذين سبقونا تنظيما، ومشروعات.. ومن ثم وضع البنية الرئيسة.. او القواعد التي تقوم عليها نشاطاتنا في اطار مستقل ينتسب الينا، بعيدا عن التقليد «الكربوني» التبعي.. وما خاب من استشار فاستفاد.
3 لأن الكتاب هو «وعاء الثقافة» طباعة، وتوزيعا، وترجمة فان من اهم ما يجب ان يُعنى به، وان يكون على رأس قائمة مشروعات وزارة الثقافة.. وخير شاب يفعِّل دور الكتاب، وأهميته بحكم تخصصه العلمي، وخبرته العميقة في تأسيس «مكتبة الملك فهد الوطنية المركزية» بالرياض هو الدكتور «يحيى بن محمود بن جنيد»، وان كنت قد تجرأت بطرح الأسماء القيادية، فانني من خلال خبرتي الادارية الطويلة المتعددة على اقتناع كامل بأن قيادة أي عمل، هي المحرك لنشاط العمل سلبا، او ايجابا.. وان يشرع في تأسيس «مكتبات الحي» في المدن الرئيسية في بلادنا كبداية تتبعها المدن الاخرى.
4 ان لا تتقوقع الوزارة على نفسه، بلى يجب ان تمد جسورا من التواصل بينها وبين كل المؤسسات والاوعية الثقافية والاجتماعية في الداخل والخارج.
5 انشاء مركز معلومات سعودي شامل يعد مرجعا للدارسين والباحثين في شتى مجالات الحياة في المملكة، ثقافة.. وادبا.. واقتصادا.. وتاريخا.. وآثارا.. الخ.
6 اعادة النظر في نظام النوادي الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون لتفعيلها والتنسيق بين مناشطها.. واسناد قيادتها الى القادرين على تحقيق الاهداف المرجوة منها بعيدا عن «الانوية» الذاتية الفردية وروح «الشللية» المعوِّقة، المتثائبة، المتحزِّبة، المنحازة.
7 ان يكون للوزارة دورها الفعَّال في تشجيع حركة تأليف الكتاب الاهلي ونشره، وتوزيعه فأغلب الكتاب السعوديين لديهم مخطوطات اعمال ثقافية، وادبية، وعلمية لم يتمكنوا من طباعتها، لأن دور النشر الموجودة على الاطلاق همُّها في الدرجة الاولى المؤلفات التجارية التي تدر عليهم الربح الوفير.. كما ان بعضها يأخذ من المؤلف ما يقارب 50% من قيمة الكتاب بحيث لا يبقى للمؤلف الا الفتات الذي لا يساوي سهر ليلة من لياليه السوداء في التأليف.
8 وبما انه سبق ان صدرت موافقة سامية منذ اكثر من ثلاثة عقود بانشاء «مجلس أعلى للآداب والعلوم والفنون» ونظامه موجود بوزارة المعارف.. ولهذا فمن حق وزارة الثقافة ان تضمه اليها، واعادة النظر في نظامه للتجديد، والتفعيل.
9 ان تشكِّل الوزارة «اتحاد الكتاب السعوديين» الذي يعني بشؤون الكتاب، وهمومهم، وان يمثل اعضاؤه الكتاب السعوديين، في المهرجانات، والمؤتمرات العربية، والعالمية.. مع انضمام هذا الاتحاد كعضو في الاتحادات العربية والعالمية.
10 ان تصدر الوزارة مجلات شهرية، او دورية متخصِّصة.. وكمثال «مجلة للقصة.. مجلة للشعر، مجلة للدراسات النقدية.. مجلة للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي.
ومجلة للترجمة.. وتضم اليها مجلة المعرفة يضاف اليها علم النفس والاجتماع التي تصدرها حاليا وزارة المعارف.. ومجلة قانونية ومجلة لابداعات الشباب.. الخ»، وطبعا سيكون اصدار مثل هذه المجلات بالتدريج، اي ان لا تصدر في فترة واحدة، وانما واحدة بعد الاخرى.
11 واخيرا ان تعيد «جائزة الدولة التقديرية» الى النور، وان تشمل العلوم والفنون ولأن السبب في توقفها هي «الناحية المالية» لأنها كانت تعطي مائة الف ريال للممنوح طوال حياته، فأرى ان تحول المكافأة المالية الى مكافأة لمرة واحدة.. مثلها كمثل كل الجوائز العربية، والعالمية.. كما ارى ان تستصدر الوزارة موافقة سامية لانشاء «جائزة الدولة التشجيعية» لشبان الادب.. وان تكثَّف البرامج الثقافية والادبية في الاذاعة والتلفاز، على ان تُفتح قناة ثقافية في التلفاز كما هو الحال في مصر وربما غيرها.
ورغم انني تجاوزت مساحة النشر المخصصة لي مع ما لدي من افكار الا انني استميح هذه «المجلة الثقافية» كما استميح القارىء الكريم عذرا اذا قصَّرت فيما هو مطلوب من وزارة الثقافة، وعذري ان ما لا يُقال او يُؤتى كلُّه، فلا يُترك جلُّه..
والله الموفق.. وهو من وراء القصد.. والله المستعان.


(*) رئيس تحرير مجلة «الفيصل» الأسبق
علوي طه الصافي (*)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved