لا
شعر:عمر محمود موسى
|
في اليوم الثامن ياسادهْ
اليوم الثامن في الأسبوعْ
ضحك الانسان المقموعْ
ولأول مرة
وانتهز الفرصة في فرحٍ
ليقول كلاماً
بحروف حرة
ولأول مرة
يمتد جناحاً
ويصول غدوا ورواحاً
ويغطي المشرق والمغرب
الناسُ من الذل تثور
والسبع تصابرُ وتدور
لكن اليومَ الثامن في الأسبوع
مخلوق آخر
ذو لون ساحر
تختلط جميع الألوان
لتؤلف لوناً لا يوصف
فيتيح لعقل الانسان
أن يتأمل.. أن يتحمل
أن يكشف شيئاً مستوراً
ويقدر أمراً وأموراً..
في هذا المخلوق الثامن
ذي اللون الساحر
انطلق العالم من أرضه
في أفق سماء وردية
ولأول مرة
ينتهز الفرصة في شغفٍ
ليخوض مجال الحرية
ليمارس حق الإنسانِ
ليدوس بأقدام العزة:
أشعاراً كان يرددها
وأنوفاً كان يقبلها
وعيوناً كان يغازلها
واندفع بصوت لا يخشى
ليردد لاما ممدودة
لا
فانحلت شفراتُ الطلسم
قد ديست نعمٌ بالأقدام
صفعتها «لا»
لاكتها «لا»
بصقتها في عين النمرودة
....
....
في اليوم الثامن ياسادة
اليوم الثامن في الأسبوع
وقف خطيب موهوب
غير المألوفِ من الخطباء
لم يعرف كذباً وغثاء
لم يقبض أجر التزييف
ما اعتاد فنون التحريف
قد قام خطيباً وحكيماً
في قمة سهم الكلمات
ولسان جرد من غمده
ليسوق الدرس المستوعب
من عبر الأيام السبعة
ليقول بصدقٍ وحرارة:
من يجهل درس الأيام
من يجهل كان وما كانَ
فليبحث عن بلدٍ آخر.
في تلك الأيام السبعة
قد غابت «لا»
انتحرت «لا»..
دُفنت في قبرِ النَّغماتِ
«نعمٌ» فرضت بالقهر وبالصُّلُب
«نعمٌ» فرضت بالبطن المتعجرف
وجنونِ القوةِ في صلفٍ
وانطلقت «نعمٌ» بلا وعي
انطلقت وسيوف البغض تمزقنا
والخوف يزلزل كلمتنا
والجهل يشيع وحدتنا
وانبعثت شتى النغمات: لتبارك سيل «النعمات»
فابتسم الشيطان الأكبر
وانهالت سفن حربية
وبوارج تمخر وقنابل
وسلاح التدمير الشامل
ليديروا حرباً شعواء
فرفعنا رايات بيضاً
ووقفنا نبكي في خور
نحكي مأساة الانسان
بل نحكي ذل الإسلام
في شخص المرعوب الخائف
لم يعرف أين؟! ولا كيف؟!
وتعالى الصوت الموهوب:
يا عالم أنتم بلهاء
أجهلتم سرَّ الكلمات؟!
مفعولُ الكلمة بركانٌ
إن صدق الانسان القائل
لو قلتم «لا»
ما ظهر هولاكو المحموم
لو قلتم «لا»
ما بُنيت في الأرض سجون..
لو قلتم «لا»
لتقوّض صرحُ الفِرعُون
لو قلتم «لا»
ما كان لهامان كنوز
لو قلتم «لا»
لانطفأت نار النيروز
قولوها لا .. لا.. لا
إن صارت نعمٌ نغمات
فلتصرخ «لا»..
انطلقت «لا»..
زلزالاً هزَّ الأفلاك
قالت لعميل مأجور: «لا»..
قالت لوضيع «لا»..
زأرت «لا»..
دوّتْ «لا»..
نفخت في الصور تزلزله
نفثت في النفس تحررها
*فتلاشى عهد الطغيان
وتهاوى عرس السلطان
«لا» ردت للخد كرامة
ما أبقت للذل علامة
«لا» ردت للأنف إباءه
«لا» سحقت هاماتٍ
قد سجدت لعباد الله
«لا» غسلت «جينات» الانسان
مسخت أصناف الأغنام
من قالوا في كل مكان:
نعمٌ.. نعم
خسئت «نعم»
وما تؤلف من نِقم
نسجب قصائد
بحرها: نعمٌ ..نعمْ
وحروفها: نعمٌ.. نعمْ
اليوم لا يا نعم
فالعدل عمْ
اليوم لا يانعم
سقط الصنم
اليوم لا يا نعم
قد زال همْ
اليوم لا يا نعم
فلكمْ وكمْ
وأشعت فينا يا نعم
مالمْ ولمْ
شكراً ل«لا»
قد أنقذتنا من نعم..
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
