الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

عادت بعد غياب فمرحباً
إبراهيم الناصر الحميدان

للزميل محمد القشعمي مواقف متعددة في النبش والبحث والاكتشاف مستفيداً من وجوده على رأس العمل في مكتبة الملك حيث يستفاد منها في الشأن العام، وآخر خطوة له في هذا المجال اكتشافه عن وجود المبدعة سارة بوحميد في المنطقة الشرقية وهي التي عدت من بين من توفاهم الله.
وآية ذلك أن حافظته تذكرت هذه الشاعرة من بين الخالدين منذ أيام معرض الكتاب الذي أقامته مشكورة وزارة التعليم العالي قبل بضعة أشهر، فكان أن طرح اسمها لاختيارها فيمن يخلدون بتسمية شارع في المعرض باسمها باعتبارها أسهمت في الحركة الثقافية المتقدمة كرائدة في المجال الإنساني لولا أنه بسؤاله (فوزية العويني) التي أفادته بأنها حية ترزق، فكان أن أقام نادي الرياض مشكوراً أمسية شاركت فيها المبدعة سارة بصوتها عبر الهاتف النقال. فأعادتنا إلى أكثر من أربعين سنة خلت حين كانت تنشر قصائدها الرائعة في مجلة الأدب البيروتية مع كبار الشعراء والشاعرات أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومحمود البريكان وغيرهم من كبار المبدعين وكنت وقتها أتابع هذه المجلة باعتبارها ومجلة الآداب الوحيدتين اللتين تهتمان بالثقافة بصورة عامة في الشرق العربي في بيروت، وقد شدني بالإضافة إلى شعرها الحر اسمها في ذلك الحين باعتبارها رائدة بين الرهط النسائي وقد كان وقتها لا توجد مدارس للبنات ولا تعليماً لهن وهذا الأمر اللافت فقد اضطر والدها إلى أخذها إلى البحرين والاستقرار هناك حتى يعطيها الفرصة للتعليم فقد كانت البحرين مشعلاً مضيئاً للثقافة حينذاك سابقة أكثر دول الخليج في بداية التعليم. كما أن والدها نقل تعليمها إلى بيروت بعد تعذر مواصلة التعليم عقب المرحلة الابتدائية.
إن للزميل القشعمي فضل إعطاء هذه المبدعة حقها التاريخي كرائدة في الحقل النسائي، حملت مشعل المعرفة منذ أربعين عاماً لتحصل على الشهادة الابتدائية من البحرين وتنتقل بعد ذلك إلى بيروت للحصول على الشهادة الثانوية وتعود إلى السعودية حيث تعمل في حقل التدريس مديرة لإحدى المدارس، ويبدو أن هذه الرحلة ما بين التعليم والإبداع قد أنهكت قواها فاضطرت للاسترخاء لمدة ثلاثين عاماً متفرغة لحالتها الصحية ولبيتها بعد أن تزوجت وأنجبت، فلنحي الرائدة المبدعة سارة بوحميد ولنعطها حقها من التكريم في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بقفزة ثقافية في عهد الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين الذي أضاء مشاعل الثقافة والإصلاح نحو غد مضيء ننطلق منه إلى آفاق عالية ومستقبل خير وبناء إن شاء الله.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved