الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

الدويحي والقشعمي
في مقالته المعنونة (كرت أبيض) في الثقافية العدد (153) ليوم الاثنين ربيع الآخر 1427هـ.. يكتب الروائي والكاتب (العذب) الأستاذ أحمد الدويحي عن الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي، وشخصيته الثقافية الماثلة للعيان والفاعلة في المجال الثقافي.. إبان عمله في الرئاسة العامة لرعاية الشباب!
وجدتني أعيد قراءة مقالة الدويحي عن القشعمي، أكثر من مرة، لما عرفته في سالف الزمان، عن القشعمي، عندما كان مشرفاً على مكتب رعاية الشباب بحائل، وتحديداً في التسعينيات الهجرية..
كان مكتب رعاية الشباب قد تأسس حديثاً بشقة متواضعة على شارع الملك فيصل، وانتقل فيما بعد إلى الاستاد الرياضي، على طريق حائل المطار.
ذات يوم جئت إلى (مكتب الرئاسة) بحثاً عن (الأخبار) لتزويد مجلة اليمامة بها، فقد كنت مراسلاً لها، حينما كان الأستاذ محمد الشدي رئيساً للتحرير في أوج مجدها الزاهر آنذاك.
هذا ليس مهماً.. فالأهم هو مقالة الأستاذ الدويحي الذي سطرها عن المسيرة الثقافية للأستاذ محمد القشعمي، كرائد من رواد الحركة الثقافية والمتابعين لها بكل اهتمام، بل كل ما يتعلق بالشأن الثقافي بالداخل والخارج.
الدويحي أيها الرائع، لقد أثارت مقالتك كوامني وحفزتني لهذه المداخلة فيما بينك وبين القشعمي.. عن (الهم) الثقافي.. إن لم تكن هموماً ثقافية!!
وأستمحيك عذراً عن إجابتي عن تساؤلك عنه يوماً...
أقول حفزتني مقالتك عن القشعمي.. إلى جانب مقالة سابقة لك نشرت في جريدة (البلاد) - آنذاك - سوف آتي على ذكرها فيما بعد!
فيما يخص الأستاذ محمد القشعمي أزيدك عنه ما يبهج صدرك كقولك عنه: (خرج من الشؤون الثقافية برعاية الشباب وقد أدمن حضور المنتديات الأدبية في الداخل والخارج، وفتح نوافذ لأجيال متعددة، ارتقوا اليوم مواقع ثقافية متنوعة).
أقول حينما أتى القشعمي إلى مكتب حائل، لم يكن مجيؤه على استحياء أو وجل، كان مجيئه بدافع الرغبة الصادقة متزوداً بزاده (الثقافي) ذي البصيرة الثاقبة، والخابر ببواطن الأمور، والساير لأعوارها.. كالتاجر الماهر الذي لا يمكن لتجارته أن تبور.. طالما كانت الدراسة والتخطيط حليفهما.
بدأت همته الثقافية بالبحث عن المواهب التي يريد أن ينميها، فكانت بوصلته باتجاه الأندية الرياضية حيث نادي الجبلين ونادي الطائي.
جلس مع الكل في هذين الناديين، ماداً يده للمساعدة للشأن الرياضي والثقافي، وإن كانت بوصلته الثقافية هي الراجحة في كفة المساعدة التي قدمها القشعمي، وليس لهذين الناديين فحسب، وإنما لشباب المنطقة كافة.
وقد وجد عندهم الرغبة في تبني مشروعه الثقافي الوليد في عمل الندوات والمحاضرات الثقافية كلها.
القشعمي أذكى الحماس لدى الشباب ونفح فيهم تلك النفحات الثقافية التي حفزتهم للولوج إلى علم القراءة والكتابة والاطلاع وشغف المتابعة.
(للكتاب) وحسب التعرض على الأدباء والصحفيين الذين يتوافدون على المجيء لحائل.. كلما استضافهم القشعمي من خلال مكتب الرئاسة بحائل.
هذه البداية الثقافية، كانت أشبه بقطر الندى على تلك الغصون المؤرقة من الشباب، لتعطشهم لمثل هذا الحراك الثقافي الذي يعد في مفهومهم البدائي - آنذاك - كالمستحيل!
الندوات والمحاضرات الثقافية الصغيرة، الواعدة في تكوين جو ثقافي وهذا كان.. حوّلها القشعمي إلى أعراس ثقافية كبيرة، حينما نقلها من العمل الثقافي الميداني إلى (كتيبات) كانت تصدر يومها تباعاً عن الحياة الثقافية في حائل، تطبع وتوزع من غير مقابل!
لم يكتفِ القشعمي عند هذه الندوات والمحاضرات، وطباعة الكتيبات، إنما يستأنس في حضرة الضيوف من الأدباء والصحفيين والمسؤولين حينما يأخذهم في جولات ميدانية على معالم المنطقة وقراها، ولعل الكثيرين يتذكرون ذلك جيداً ومنهم كاتب هذه السطور يذكرون مسيرة الرجل العطرة.
العزيز الدويحي: مقالتك القديمة المنشورة في (البلاد) صفحة (روافد) العدد (15416) السنة 69 في السبت 28 جمادى الأولى 1419هـ بعنوان: (المارك ورائحة الأرض) قلت (فهد المارك).. اسم كبير في ذاكرتنا الثقافية!! فهد المارك الكاتب والمؤرخ والدبلوماسي.. لم تنصفه ذاكرتنا الثقافية كما قلت أستاذ أحمد.. ولو من باب الإشادة بشيء من إنتاجه الثقافي.. مثل (من شيم العرب) ومن (شيم الملك عبدالعزيز) و(اشتراها الصهاينة وصدقها فحفلوا العرب) كثيرة هي مؤلفاته ربما تجدها عند ابنه معالي السفير عبدالمحسن فهد المارك - وزارة الخارجية - وأستميحك عذراً عن إجابتك عن تساؤلك عنه دوماً..
ولكن يا سيدي مشاغل الحياة، فضلاً عن (الوظيفة) طوحت بي بعيداً عن الكتابة.. فيما يحبه قلبي خصوصاً (الشأن الثقافي) إلى أن عدت للكتابة من خلال المجلة (الثقافية) التي شجعتني لمعاودة الكتابة بعد فترة انقطاع طويلة.. كنت من قبل مراسلاً ومحرراً ومديراً لمكتب الجزيرة الأم في حائل.
عدت أتلمس طريقي وسط فوضى (إعلامية) جرت فيها أنهار كثيرة تبدلت بها بعض المفاهيم الثقافية بحجة مواكبة العصر الحديث نتيجة دخول عالم (النت) والجرائد الإلكترونية. بينما كاتب هذه السطور يحن للماضي.. ذلك الحنين (الموجع)، الحنين (للقلم) و(الكتاب) الرصين.. ربما يقول بعضهم هذا (تخلف) مني لأنني لا أعرف الطباعة على الكمبيوتر واكتفى بها دون القلم، ولا أحسن القراءة الإلكترونية. فإذا كان بعض منهم يعد ذلك تخلفاً فمرحى للتخلف، فصرير القلم على الورق ورائحة الكتب عندي أفضل من التزلف الإلكتروني فيما شاهدناه وقرأناه من مهاترات وسخافات، لا تمت إلى الثقافة بصلة!
بقي لي كلمة أخيرة وهي (كلمة رجاء) أوجهها من على منبر (الثقافية) إلى نادي حائل الأدبي، لكي (يكرم القشعمي) فيما قام به من مجهودات ثقافية في سالف الزمان من خلال مكتب الرئاسة بحائل.
وأخيراً وليس آخراً.. دمت أيها الدويحي الجنوبي الرائع، ودام القشعمي الشمالي ذو الصيت الذائع..
وما بين الجنوب والشمال أواصر المحبة والألفة دائمة.. ولا يسعني إلا أن أردد قول الفنان العراقي إلياس خضر في أغنيته: اعزار والله اعزار.. شوقهم نسمة جنوب.. وسيرت لأهل الشمال..


محمد حمد البشيت

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved