الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

المسرحيةأمل حسين لـ «المجلة الثقافية »:
التأهيل الأكاديمي للمسرح مطلوب.. ولكن!
حوار:عبدالهادي القرني
اسم تردد في الأوساط الفنية بكثرة، شاركت في الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية و الإذاعية، شاركت في أكثر من 30 عملاً فنياً آخرها عمل مسرحي بعنوان (أخيراً عادوا)، شاركت في الكثير من الإعلانات التلفزيونية والبرامج الاجتماعية والثقافية، عملت في المجال الإعلامي كمقدمة في تلفزيون الخليج، خاضت تجربتين في المسرح. (أخيراً عادوا) تعتبر بالنسبة لها الأجمل. الفنانة (أمل حسين) سنتعرف على تجربتها في المسرح السعودي النسائي وعلى الأجمل لديها..
* ممكن أن توضحي دورك في مسرحية (وأخيراً عادوا)؟
- أقوم بدور غادة الزوجة المحبوبة من قبل زوجها، واعتبرت الحب بمثابة خاتم سحري يجب وضعه على قلب الزوج لمنع أي حب آخر من التسلل إليه، أياً كان نوع الحب أو طبيعته، وهذا الأمر جعلها تصطدم بعنف مع زوجها عندما سألته هل يحب أحداً غيرها فقال لها: أمي، فاعتبرت أن إجابته غير قابلة للصفح، فتترك البيت وتذهب إلى بيت صديقتها لمدة عشرة أيام، تحدث من خلالها العديد من المواقف والمشكلات التي أثبتت خطأ اعتقادها أن حب الأم يتعارض مع حب الزوجة. ولقد استخدمت عدة أغان خدمت الحوار إلى حد بعيد. وأنا استمتعت بالشخصية وتفاعلت بهذا الدور الجميل.
* المسرحية نسائية وعرضت إحدى المشكلات التي تواجهها المرأة في حياتها الأسرية، كاتب السيناريو محمد الخلف هل ترين أنه أبدع في طرح المشكلة وعرضها في قالب مسرحي، ألم يكن من الأفضل أن يكتب السيناريو من خلال المرأة؟
- عرضت المسرحية عدة مشاكل وليست مشكلة واحدة، وكانت لها أهدافها الدينية والتربوية والأخلاقية والسلوكية، وبرأيي أن الأمر لا يخضع للنوع من أجل تسليط الضوء على المشاعر بقدر ما يخضع للإبداع والقدرة، والكاتب محمد الخلف أبدع في كتابة السيناريو والحوار واستطاع أن يصل إلى عمق الشخصيات ويترجم أحاسيس المرأة ويعبر عنها بشكل جميل، وكذلك الحال لو تساءلنا مثلاً: لماذا نجد أشهر الطباخين من الرجال مع أن المرأة هي سيدة المطبخ بلا جدال؟!
* كيف تقيمين مشاركتك في المسرحية؟
- مشاركتي في المسرحية حلم والحمد لله تحقق، معروف أن المسرح أبو الفنان وحلم كل فنان حقيقي أنه يقف على خشبة المسرح ويؤدي ويشارك مع الجمهور في التفاعل مباشرة، وهذه متعة خاصة للفنان، ولقد شاركت في مسرحية نسائية في مهرجان الجنادرية 14 بعنوان (أقبل الخير) من تأليف الكاتبة بدرية بشر وإخراج الأستاذة نورة السقاف، وهي من أروع ما شفت في حياتي من مخرجين ومخرجات فكان عملاً رائعاً وعلى مستوى عالمي، وكنت سعيدة بمشاركتي في هذه المسرحية، ومسرحية (وأخيراً عادوا) تعتبر الأولى لي على المستوى الشعبي ولها طعم خاص وسعيدة جدا باختياري بأن أكون مشاركة في هذه المسرحية.
* مشاركة الفنانات السعوديات في المسرحية كيف تنظرين لها وتقييمك لها؟
- جداً رائعة وكنا سعيدين جدا بالمشاركة في هذه المسرحية مع الأخوات مها وريما ورغد والبقية، فهن يمتلكن الحس المسرحي ولديهن القدرات الفنية الحقيقية على المسرح.
* التأهيل الأكاديمي والتجربة الجيدة مفقودة كثيرا، فهل تعتقدين أن تجربتهن كانت ناجحة بهذا الشكل؟
- كانت ناجحة بشكل رائع، وأبدعت أغادير السعيد إبداعاً كاملاً على المسرح وتركت بصمة كبيرة جدا على المسرح وعلى الجمهور، صحيح أن التأهيل الأكاديمي مطلوب، ولكن الفنان بحسه ورغبته في الإبداع وعلى التواجد فتم تقديم شيء رائع جدا. كما أن كتابة النص والحبكة الدرامية كانت قوية بحيث ساعدت الأخت مها في موضوع الإخراج وإبداعها فيه.
* بعد العرض المسرحي كيف كانت نظرة المجتمع والمحيطين بأمل حسين وبقية المشاركات، وهل كان متقبلاً لهذه التجربة؟
- كان متقبلاً جداً، بالنسبة لي على الأقل، وكانت هناك رغبة في الاستمرار ومتحمسين لهذا العطاء، ورغبتهم في التواجد المسرحي بشكل مستمر، ورأى أن المرأة هنا في السعودية (خياراتها قليلة) ولكن لما يكون هناك مسرح يناقش أفكار ومشكلات اجتماعية تخص المرأة وطرحها بشكل كوميدي أو تراجيدي ويصبح المسرح متنفساً لها ووسيلة للنقاش مع صديقاتها وأصحابها، المسرح شيء راقٍ ويعكس حضارة كل مجتمع فهو ليس بالشيء البسيط والمفروض يكون متواجداً، وللأسف شبابنا يعانون من هذه المشكلة، فما بالك بنا نحن كنساء، والحمد لله عدّينا هذه المرحلة بسرعة وتقبلنا الجمهور النسائي ووجدنا منهم كل تشجيع وتفاعل رائع وكان أحد أبطال المسرحية.
* أزمة النص المسرحي كيف استطاع المسرح النسائي تجاوزها أو أنها لا تمثل أي مشكلة بالنسبة للمسرح النسائي؟
- أولاً ما هو دور جمعية الثقافة والفنون، أنا حاسة أن دورها ضعيف جداً، فالمفروض أنها تشجع جميع عناصر الفن المسرحي من كتاب وممثلين ومخرجين ومبدعين، لدينا الكثير من الشباب ولكن من يحتويهم ويهيئ لهم الدرب الذي يستطيعون أن يبدعوا فيه، ورغم ذلك هناك إبداع، فالحقيقة أن الجمعية مقصرة، فمثلا لو كانت هناك مسابقة على أفضل نص لكانت هناك نصوص كثيرة جداً. وقس عليها الكثير من الأمور المسرحية التي يجب أن يكون للجمعية دور في الدعم المادي والمعنوي ويكون هناك إعادة تشكيلها من جديد لأنهم يحتاجون من يدعمهم ويقف إلى جانبهم لإخراج ما لديهم من إبداع. وخير مثال ما يحدث في مسلسل طاش ما طاش وما يفعله المسؤولون عن هذا المسلسل من تشجيع لكتّاب النص.
* بحكم أن هناك توجهاً لتفعيل المسرح النسائي، هل المسرح الموجود الآن كمكان مهيأ لاستقبال المرأة؟
- المسارح الأخرى ليس لدي علم بها، أما مسرح مركز الملك فهد الثقافي الذي قدمنا فيه المسرحية فهو على مستوى عالمي، غرف تبديل خاصة بالملابس والمكياج وغرف خاصة بالتدريب على التمثيل المسرحي واستوديوهات خاصة بالتسجيل فعلا مبنى عالمي اسم على مسمى.
* أنت تعتبرين أن هذه المسرحية ناجحة ولها بصمة على المسرح السعودي، ما هي المقومات التي جعلتك تعتمدين فيها على ذلك؟
- أولاً هذه أول مسرحية نسائية وهذه لها طعم خاص، وثانياً المسرحية ناقشت مشكلات غير بسيطة، فالشخصيات الخمس كانت مختلفة وكل شخصية وكل واحدة لها دورها وخطها المستقل ونوقشت أسس رائعة بطريقة كوميدية وتراجيدية واستخدمنا الغناء في المسرحية فكانت شاملة وكاملة وكان بيننا إحساس نحن الخمس غير طبيعي، وكان تفاعل الجمهور رائعاً جدا منذ بدايتها إلى نهايتها فكل مقومات المسرح كانت موجودة والبنات كان حسهن عالياً جداً في الأداء ورائعاً وخصوصاً في التعاون الذي كان واضحاً عند الممثلات. والنص المسرحي كان حاضراً بقوة ولو كان هناك خروج عن النص وهذا نتيجة الاندماج مع الشخصية والتشبع بها وكانت ردة فعل الجمهور رائعة حتى إن التصفيق لم يتوقف.
وهناك آراء النقاد والمختصين من الإخوة والأخوات الإعلاميين الذين كتبوا عن هذه المسرحية كانت تشير إلى نجاح العرض المسرحي وبقوة.
* يمكن يكون هذا التشجيع مجاملة ودعم بحكم أنها أول مسرحية نسائية تعرض في المملكة؟
- لا أعتقد أن الجمهور راح يجامل وحتى لو كانت أول مسرحية، شيء لا يعجبه لا يمكن أن يعود مرة أخرى. وبعدين كانت روح التعاون بيننا عالية جدا، وهذا سهل علينا الأداء أثناء العرض. وهناك تصريح بالصحافة لبعض الأخوات بأنهن حضرن كافة العروض وكن يستمتعن في كل مرة وكأنها المرة الأولى، هذا يدل على أن العودة ليست من قبل المجاملة.
* الخروج عن النص ألا ترين أنه يؤثر على جودة وتماسك النص وكذلك يؤثر على الأداء أثناء العرض؟
- أبداً، كانت الإضافة بيني وأغادير لأن نفسيتنا كانت قريبة جداً من بعض، وهذه الإضافة كانت ممتعة للجمهور وكان متفاعلاً معها بالشكل الجيد.
* الممثلات المشاركات في المسرحية هل نستطيع أن نقول إنهن سيكن أساسيات في المسرح النسائي؟
- كلهن ماعدا الطفلة ريما لأنها ضيفة على العمل، ولا أعلم هل ستواصل وتكمل مشوارها وخصوصاً أن العمل سيعرض في الشرقية وجيزان وأبها، وهذا لا ينفي أنها رائعة وتمتلك إحساساً رائعاً جداً، ويكفي أنها أبكت الجمهور، ولكن لا أعرف عن ظروف ريما في حتمية المشاركة من عدمها.
وجميعهن يمتلكن القدرة والحضور ويرتقين إلى مستوى أداء أي عمل مسرحي في المستقبل، وأتمنى أن تستمر هذه الأسرة وطاقمها إلى ماشاء الله، فالسعادة كانت تغمر الجميع طيلة أيام العمل.
* بحكم تجربتك الجيدة، مستقبلا كيف تنظرين إلى المسرح النسائي في المملكة؟
- وردي.. وردي. . وردي. إذا كانت هذه البداية، والحمد لله الوزارة والإعلام كان داعمنا، وكذلك الجمهور كان داعمنا بشكل حلو، وإذا كانت هذه أول خطوة فأنا متفائلة بالأفضل. لأن هناك رغبة في تقديم هذا العمل المسرحي، كانت هناك روح متوقدة في النفوس، كنّا نصل إلى المسرح قبل العرض بأربع ساعات على الأقل وهذا يدل على رغبتنا في الاستمرار وتكرار التجربة، وكل ما كان هناك عروض أكثر كل ما كانت الخبرة أفضل، ولو كان هناك نص نخبوي مثلا، أكيد أنهم راح يحتاجون إلى من يكسبهم الخبرة في هذا النوع من المسرحيات.
* قلة العروض المسرحية في المملكة وخصوصاً في منطقة الرياض، هل لها أسباب معينة من وجهة نظرك كمنتمية إلى الوسط الفني؟
- لو أعدنا طرح السؤال بشفافية تامة لقلنا: لماذا لا توجد حركة مسرحية حقيقية في المملكة.
فما يتم تقديمه من عروض مسرحية خجولة هي بمثابة عروض مبتورة وما يتم طرحه الآن من عروض مسرحية داخلية وخارجية لا يعدو كونه نوعاً من الكوميديا، للكوميديا فقط، أو تناقش بعض الأمور الحياتية البسيطة ذات الطابع الفردي، ودعني أتساءل هنا: لماذا استطاعت الحركة الفنية أن تتطور وتتقدم على صعيد التلفزيون ولم تتحرك على صعيد المسرح علما بأنه أبو الفنون. فهل من مُجيب؟!!!!
* وأخيراً ماذا تضيفين إلى كل ما سبق؟
- هناك عدة سلبيات في هذه المسرحية وهي تتمثل في أن الدعاية لم تكن بالدرجة الكافية كان المفروض تكون أقوى فنحمد الله أن المسرح كان (مليئاً) بالجمهور، والشيء الثاني أن مركز الملك فهد الثقافي بعيد وغير معروف للغالبية من الناس، كذلك صعود الدرج إلى المسرح كان متعباً للبعض.
وإجمالا كان ما حدث جيداً ورائعاً مقارنة بهذا الحدث الوليد، وهناك تفاؤل كبير جدا بإعادة التجربة بنص جديد من خلال الشركة المنفذة.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved