الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

وميض
خلود آل سالم
عبد الرحمن السليمان

المعرض الشخصي الذي أقامته الفنانة التشكيلية خلود السالم في القطيف قبل أكثر من شهرين يحمل إشارة إلى مقدار الفرق بين التأني والاستعجال الذي يزداد عند البعض؛ فالمعرض كان بالنسبة لي مفاجأة.
وخلود فنانة متروية وهادئة ليست من أولئك الراكضين خلف الإعلام، وقد أسندت لها في منتدى التشكيليات أو جماعة التشكيليات باللجنة النسوية في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف مهام وأعمال تشكيلية كانت قادرة على إنجازها دون ضجيج.
يترك معرض خلود آل سالم أثرا طيبا على النشاط التشكيلي في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف الذي انتابه شيء من الركود الذي يتحمله أعضاء جماعة الفنون التشكيلية التي كانت في بداياتها أكثر نشاطاً وحيوية هذا النشاط الذي كان وراءه رؤساء الجماعة الأوائل وبخاصة علي الصفار وزمان محمد جاسم، ولأن اللجان التالية كانت أقل نشاطاً وتفعيلاً لأنشطة الجماعة كانت العروض المحدودة والمستويات المماثلة أيضاً.
ومع أن هذا المعرض الذي تقيمه خلود عن طريق المنتدى التشكيلي النسائي بالمركز إلا أن هناك ما يدعو للتفاؤل بأنشطة مرتقبة يتم الإعداد لها بمناسبة مرور عشرة أعوام على قيام الجماعة.
وخلود آل سالم في معرضها الأول تقدم تجربة متأنية من خلال (معرض فردي) أرادت من خلالها - كما بدا - طرح اسمها بعناية وتمهل بعيداً عن ضوضاء الإعلام الذي يركض وراءه الكثير من بنات جنسها سواء في القطيف أو المملكة على وجه العموم.
تتمثل أهمية المعرض في أن الأعمال عبّرت عن تجربة واضحة تتواصل فيما بينها لتقدم محاولة الفنانة تقديم نفسها وفق أسلوب خاص يمثل قناعاتها والتحولات التي طرأت على تجربتها الفنية وهي تحولات تبدو واضحة في التجارب التي يربط بينها اللون وحساسية التلوين، الاختلاف بدا واضحاً بين مرحلتين تتسم بهما تجربة خلود، تجربة البدايات التي كانت تتكئ فيها على ما هو منظور أو مشاهد وبالتالي مباشر، وأخرى أخذت فيها بناحية مجردة تقوم على علاقات المساحات المشغولة - هي الأخرى - بعناية وبذات المجموعة اللونية التي اشتغلتها سابقاً، من هنا كانت العلاقة التي تربط الأعمال ببعضها، وهي علاقة طبيعية في ظل المتغيرات المتسارعة التي ظهرت في تجارب بعض الفنانين الشباب الذين حقق بعضهم لفتاً من خلال تواجدهم في العروض الفنية الداخلية ومعها كان تحقيق البعض لجوائز متقدمة.
الأعمال الأولى اتسمت باهتمام فيه المحاكاة وأحياناً الترميز على نحو من البساطة تلامس معها قضايا بسيطة تمسها أو بنات جنسها أو محيطها ومثل تلك الأعمال كانت تقوم على اللقطة الضوئية التي تعلمت منها كما يظهر منذ بداياتها، ما أثر على تلويناتها التالية فأثر الصورة الضوئية يتضح من خلال طريقة التلوين ونتيجتها وهي نتيجة سعت لتنويعها والفنانة تدمج المباشر بالمجرد الذي تحولت إليه فيما بعد.
والأعمال الأحدث في المعرض كانت تبني علاقة، وحلاً مختلفاً للمساحة التي أظهرت حساً أو نغمة داخلية غير ظاهرة في الأعمال الأسبق ومنها كانت العلاقة التي ترسمها ما بين المساحات والتلوينات الشافة التي كانت تحمل بعض الأثر السابق، فالدائرة هنا تحمل دلالاتها وهي أشبه بحركة بين أطياف مساحاتها وتنغيماتها اللونية وكذا مع ما توحي به حركة الدائرة و بذات الهدوء غير المستشعر الذي ترسم به وتقدم نفسها من خلاله.
التوجه الجديد في تجربة خلود يمنحها الكثير من القدرة على التعبير عن مكنونات الداخل فالقيد الذي قد يفرضه الشكل قد يخف مع اهتمام بحالة التعبير والرموز والأشكال التي تتقيد معها وهي تتناولها.
وحالة خلود آل سالم في الساحة التشكيلية المحلية والأناة التي تعمل بها والمستوى المفاجئ الذي ظهرت به في المعرض تقابله أسماء أخرى من الفنانات اللاتي لم يزلن بنفس التروي الذي تتحرك به على أمل أن نرى معارض لأسماء نسائية أو رجالية لها صفة التروي والأناة والحرص على المستوى الفني، إضافة إلى خلود آل سالم من خلال مشاركات وعروض جديدة قادمة.


solimanart@gmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved