الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

الإنترنت .. مساحات الاتصال الوهمية
الإنترنت منبر جديد يفضي بمتعاطيه إلى آفاق فسيحة، بل نراه وقد أخذ الدور التنويري أو ما يفترض به أن يكون تنويرياً من قنوات كثيرة، لنرى المواقع الإلكترونية وقد أترعت بسيول من المقولات حتى أصبحنا في لجج الطوفان غرقى، نتخبّط بحثاً عن الحقيقة.
القارئ العربي لم يعد في كامل استعداده ووعيه لأن يستقبل هذه الأصوات الإلكترونية، إنّما أصبح متفرجاً فقط، لا يكترث بأيّ مغالطة تأتي، ولا يهتم بأيّ جديد مفيد طالما أنّه يأتي من خلال هذه المواقع.
القضية لا يمكن تعميمها على الإطلاق لأنّ هناك مواقع، ومجلات اليكترونية متميزة، أثبتت أنّ الإنترنت يمكن أن يحقق معادلة (العلم والحياة) .. تلك التي ترتكز في توجُّهها على الناتج الحقيقي لرحلة الإنسان مع الاكتشاف العلمي، فهو حاصل معرفي سيفضي حتماً إلى تطوُّر المعلومة على نحو مدهش.
ما يشذ الآن وتبرز أخطاؤه، وتكثر هفواته هو هلامية التناول .. تلك التي تأخذ من هذا المنبر الجديد صورته التعريفية فقط دون وضع الأمانة والمصداقية في دائرة الاهتمام.
فكم من محاول في هذا المضمار أن يبني مجد أوهامه من خلال مواقع عديدة أن يكتب الإطراء لأعماله من خلال خمسة أسماء وهمية .. بل إنّ التواصل مع ما يكتبه هو من قبيل الوهم الذي يتناوله لأسباب مكشوفة تتلخّص بتوق هؤلاء للشهرة من خلال أيّ منبر كان، سواء كان منبراً تقليداً أو حضارياً لامعاً كمواقع الإنترنت هذه.
هناك من يتوجّه لهذه المنابر مسلحاً بالوعي وبالمعرفة، فللناقد والروائي الدكتور تركي الحمد تجربة مع بعض هذه المواقع الإلكترونية ولا يزال، إلاّ أنّه يشير دائماً إلى موضوع مهم يتمثل في الحقوق المعنوية والمادية التي يترتب عليها التعامل مع هذه المواقع .. فالحقوق المادية قد تأتي في مرتبة لاحقة للحقوق الفكرية التي لا يمكن أن يلتزم بها بعض أصحاب المواقع، وكأنّ الأمر مجرّد تسلية وإهدار للوقت فحسب.
منبر الإنترنت لم يعد هو ذلك المنبر المؤثّر في مشهدنا الثقافي .. بل ونراه في المجال العلمي أقل أثراً على البحث والدراسات، إذ لا تعتد بعض المؤسسات العلمية بشرعية الإحالة على الانترنت كمصدر للمعلومة أو مرجع لبعض القضايا الخلافية، فهنا تكمن خطورة الأمر والتي تتمثل بعدم الاهتمام بما يُطرح من خلال الإنترنت وقنواته المتعددة.
القاص جبير المليحان له تجربة متميزة في هذا المجال إلاّ أنّ هناك جهداً مضاعفاً يبذل وتضحيات قد لا يقابلها أيّ مردود معنوي أو مادي .. فالأمر حسب ما نعتقد هو غرام في غرام .. ورغبة عارمة في تقديم المنجز الإبداعي الذي يفتقر إلى التسويق المثمر، ففي ظل هذه المكابدة والجهد الشاق من (المليحان) وقبله (الحمد) في المجال السردي على وجه التحديد، قد لا تكون التجارب مثمرة ونافعة لأنّ هذه المنابر ما زالت في يد الهواة، والمجربون الذين تشغلهم الأمور الهامشية لنراهم وقد صعدت مقولاتهم منابر الإنترنت دون مزيد من التجارب التي تتسم بالنضج على نحو ما يقدمه الدكتور تركي الحمد والأستاذ جبير المليحان اللذان لا يزالان يؤسسان للعطاء السردي من منطلق ناضج ومؤثّر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved