الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

بعد أن
..قالت الضآلة كلمتها
عبد الحفيظ الشمري

الشعر يتضاءل، والكثير منه يتراجع، والشعراء لم يعد لهم ما يقولونه في ظل هذا الإمعان الحقيقي في خيبات الذات التي تتلقى، ولا تجد فيه ما يبهج.
فبعد هذا التّردي الواضح للذائقة نحو الشعر، والشعرية أصبحت حالة الشعر مجرد هدير لغوي، وصخب مجاني حول أهلية هذا الشاعر للبوح فيما يرى شعراً، أو بريق ذاك في محافل أخرى.
ملف الشعر العربي حافل بالعديد من الأوراق التي تأسر رؤى وردية، وخيالات عاصفة تنبع من عاطفة متأرّقة دائماً، ومتوقّدة في ظل هياج معاني النخوة والشجاعة، والنجدة، والتّعالي على كل الوقائع.. تلك التي ينفخ الشعراء نارها الخبيئة، لتتأجج سعائر الكلمات التي تحرق ما حولها، إلا أن هذه الخيالات والتهويمات لم تعد مجدية، بل حاشتها جوانب كثيرة من الهشاشة، واعترت مفاصلها حالات وهن عام، لتصبح الضآلة سيد الموقف في مشهدنا الشعري والمعرفي.
بعد أن سار الشعر في ركب غارب نحو مجاهل التّواري ما الذي سيكون للشعراء من مجال يدفعهم للتشبث في الأمل، والعودة نحو أحلامهم المجنّحة، وخيالاتهم العاصفة شوقاً، وتوقاً لمعاني الجمال؟..
سيظل الشعر أسير هذه الضآلة التي تعيشها الذائقة التي لم تعد تعبأ بالشعر، والشعراء، لانشغالها بقضايا آنية لن يكون للشعر دور في حل جوانب تعقيداتها التي أصبحت تزداد يوماً بعد آخر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved