الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

فشلنا الثقافي
الكتاب ومعارضة المفقودة
خالد أحمد اليوسف

للكتاب في تاريخنا العربي الإسلامي مجد واحتفاء وقيمة ومقام لا يقابلها إلا حب الأولاد والزوجة والأهل.. وللكتاب احترام وتبجيل وتقديس للحد الذي يجعله ينتعش ويتكون في بيت الله المساجد العظيم، ومن هذا المكان المقدس كانت الانطلاقة الأولى للمكتبة في تاريخنا الإسلامي.
وللكتاب في يومياتنا ومن موروثنا ومن معتقدنا وديننا الإسلامي مكانة بدأت مع كتاب الله القرآن الكريم الذي أمرنا بالقراءة والتمعن والتبصر والاطلاع، وهذه الخصلة لا تتأتى إلا لمن منح الكتاب الاهتمام الكامل، حيث إنه المصدر الرئيس لها والوسيلة والوعاء الذي حفظ لنا العلم، فكان وما زال أهم مخترع إنساني ينفع الإنسانية.
ونتيجة لهذا اهتمت الأمم والدول بوجود وتنمية الكتاب وطباعته، وإحياء الاحتفالات والمناسبات والمعارض المحلية والدولية احتفالا وعرضا لأحدث ما أنتج وصدر وطبع منه، ويمر على ذاكرتنا لحظتئذ عدد من التنظيمات الاحتفالية الشاملة وضمن نطاقها معرض الكتاب:
معرض القاهرة الدولي للكتاب الثالث والثلاثون معرض الشارقة الدولي للكتاب الثاني والعشرون معرض بيروت الدولي للكتاب معرض دمشق الدولي للكتاب معرض صنعاء الدولي للكتاب، وغيرها من المعارض العربية الدولية المنتظمة الاحتفالية بالكتاب والمؤلف والناشر والمنظم، أي المعارض التي كونت لها تاريخا متطورا حافلا، بعدما تكونت لها إدارات خاصة!!.
أما نحن فإننا نحمد الله أن البركة تحفنا وأنه ما زالت لدينا النوايا الطيبة للعمل من أجل الكتاب، والسعي لتنظيم معارض خاصة به، حيث ما زلت أذكر أول معرض كتاب حضرت نشاطه، كان أواخر التسعينات الهجرية في صالات جامعة الملك سعود بالملز، فإن كان هو الأول ونحن نسعى إلى الدولية مثل غيرنا من الدول العربية، فمن المفترض أن ينتظم سنويا ليصل هذا العام إلى السابع والعشرين!!، وان كان غير ذلك فقد يكون متجاوزا لهذا الرقم.. والانتظام أهم صفة للدولية، وكل ما تم تنظيمه حتى الآن لا يتعدى الاجتهاد!!؛ لأن تنظيمنا يخضع للبركة والوجود على الخارطة الثقافية، فمرة تنظمه جامعة الملك سعود ومرة جامعة الإمام محمد بن سعود ومرة جامعة الملك عبدالعزيز!!.
وللغرفة التجارية الصناعية بجدة تنظيمات أخرى، وفي الظهران شركة المعارض الدولية التي تنظم كذلك معارض للكتاب ويطلق عليه دولي!.
ألم أقل إن البركة تظللنا وكل معارضنا دولية ومشهودة في كل الأرجاء، والكل مهتم بها ويسعى لتنظيمها؟؟. وقد جاء الخبر الأخير هذه الأيام أن معرضا دوليا للكتاب قد افتتح في مكة المكرمة العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، تحت رعاية جامعة أم القرى!!، ثم تلاه الخبر الأحدث أن وزارة التعليم العالي ستنظم معرض الكتاب الدولي في الرياض شهر محرم القادم.
الحمد لله أن معارضنا الدولية قد تفوقت على عدد من الدول، فاصبحت تقام في أكثر من مدينة وفي العام مرة أو مرتين!!، لكن ثم ماذا بعد؟؟، ماذا ننتظر من هذه البركة؟؟، إلى أن يقام في كل المدن السعودية وبصفته.. الدولية؟، هل وجود عدد من الناشرين العرب وبعض الوكلاء كاف لنا؟؟، ووجود جهة منظمة رسمية على مستوى رفيع كالجامعات كاف لهذه المعارض؟؟، ثم ماذا بعد أن أشهرت جمعية الناشرين السعوديين ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية؟؟.
لنبدأ عهدا جديدا مع الكتاب ومعارضه، ليكن معرضنا دوليا بصورة حقيقية، لنستفد من المعارض السابقة ومن كل الجهات التي نظمت معارض واحتفالات للكتاب، لنرَ وندرس التجارب الناجحة في الدول الأخرى، لنفتح صفحة تعاونية جماعية من أجل الكتاب ومعارضه، ونضع جوار الكتاب الورقي أحدث التقنيات وندخل العهد الجديد.. العالم الرقمي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved