الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

الغد يحتاج جيلاً آخر..!
نحسب أن كل شيء يقاس بنتائجه ومحصوله وفائدته للناس.. فقد نجد مبنى فخما وضخما ذا أثاث ومظهر إلا أنه لا يقدم للناس العلاج المطلوب من الأمراض.. وقد نجد مباني جامعية غاية في التميز المعماري لكنها لا تخرج الطلبة الذين يحتاجهم سوق العمل، بل هم يحتاجون إلى أبسط قواعد التأهيل للعمل.
وبالمثل نجد أن هناك في كل منطقة ناديا أدبيا يحتل مباني فخمة وأرجاء واسعة، ولكن للأسف نجد معظمها تنام في سبات عميق رغم أهمية الثقافة في تنمية وتطوير وصقل وجدان الأمة خاصة الشباب فيها.
وحتى الناديان الأدبيان في كل من جدة والرياض اللذان كانا في السابق مقياساً للنشاط أصبحا لا نشاط فيهما، إذ المفترض في هذه الأندية أن تكتشف المبدعين من الشباب وغير الشباب في مجالات الشعر والقصة والرواية والكتابات النقدية في الأدب والفن، وأن تعقد الندوات والمهرجانات لايجاد أرضية علمية لتطوير تلك الآداب والفنون مع الانفتاح على الآخر والحفاظ على هويتنا وتراثنا.. إننا نجد القليل من المطبوعات لكتاب وأدباء ولكنها في الغالب دون المستوى.. في الوقت نفسه نجد تفاعلاً مع الانتاج الأدبي لكثير من الدول العربية أو ترجمات للآداب العالمية.. كثيرون لديهم مواهب في الشعر والقصة والرواية والنقد ولكنهم يبحثون عن مؤلفات وكتب تتحدث عن فنون الكتابة المختلفة كقواعد وأسس ليستعينوا بها في مشوارهم الأدبي والشعري..
ولقد أسفت عندما سألت أحد الشعراء الشبان عن بحور الشعر أو النغم الموسيقي في الشعر فهالني أنه لا يعرف هذه البحور، وكل ما لديه أنه يقلد من يكتبون، وإذا كتب قصيدة من الشعر التقليدي أو ما يسمى بالشعر الحر يذهب بها لأحد المعلمين النابهين في اللغة العربية ليرى إن كانت تحتاج إلى وزن أو أن بها خطأ في التفعيلة فيقوم بتصحيحه.. ولما سألته عن سبب هذا النقص لديه رغم أنه لا يعدم الموهبة قال إنني لا أجد كتاباً سهلاً أقرؤه عن بحور وتفعيلات الشعر.. نفس الشيء هناك من يكتبون القصة القصيرة والطويلة ولا يجدون من ينير لهم الطريق في بداياتهم.
من هنا أقول أين الأندية الأدبية لدينا؟ وأين الغرض من إنشائها؟! وهل آن الأوان أن يتحرك الماء الآسن بها فيتم اختيار من يعملون بها بالانتخابات بدلاً من التعيين، حيث يحتل البعض مقاعدهم سنوات لا لشيء إلا لكونهم لهم تاريخ.. وكان وكان.. أما الآن وغداً فيحتاج لجيل آخر.. فهل آن الأوان أن تصحوا أنديتنا الأدبية من نومها الطويل؟!.


د. نواف محمد المعاودة
n.alma3awdh@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved