نص أشلاء حول الجبل جوهرة عبد العزيز المزيد
|
عبثاً حاولوا يا أرضي أن يغيروا.. يقلبوا.. ينشروا فأنتِ صامدة على كل حال.
أنتِ الفضاء الفسيح وهم الاعداد المعروفة ومهما واجه العدد الأرض فهي الأقوى وهو الضعيف سيتناثر ويتفجر وهنا تموت القضية وتبقى فقط الأشلاء لكن كان من الممكن أن تسير فوق الأرض بسلام لو أنك أحببت الحياة لأجل القضية.
أيها الجبل الشاهق هامتك تعانق السحاب وشعلة نورك تضيء لأبنائك والعالمين جميعاً انها شعلة نور وليس كما يرونها شعلة نار. انها نار للعدد تحرق تمزق لكن لا يمكن أن تنطفىء فهي هكذا تُظل الجبل وأهله منذ قرون سحيقة.
ومن خلفك يا جبل مكة الشريفة مهوى الأفئدة وأمل المحبين وحلم المؤمنين من العبث والغباء أن تصل إلى مكة من فوق الجبل إن هذه الفئة المعدودة منذ القدم تحاول الوصول إليها من فوق الجبل وإلى الآن لم يصل إليها منهم أحد فالوصول إلى مكة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الآن بالخيل والبغال والجمال فهذه تقطع الجبل أما الطائرة فلا الهامة الشاهقة ولا الشعلة العظيمة تسمح بمرورها إنها في كل مرة تصطدم بالجبل وتحرقها الشعلة وتتحطم بأجساد ابنائها انها أشلاء كثيرة مدفونة حوله فأين المقبرون.
ليس كل الأشياء يمكن تغييرها أحياناً يكون للتعامل مع الموضوع وسيلة واحدة لا تتغير أبد الدهر مثل طريق مكة.
أحمد يتأرجح على الخيل:
الاب إلى مكة يا ولدي..
ما هذه الدماء يا أبي؟
إنها دماؤهم.
من هم؟
ركاب الطائرة فوق الجبل
مرة أخرى؟
بل مرات يا ولدي.. فمنذ فجر الإسلام وهم نفس الفئة ونفس المحاولات.
ماذا يريدون؟
نعلم أنهم يريدون مكة.. لكن لا يمكن الوصول إليها بالطائرة..
الطائرة يا أبي لا يمكن أن تقطع الجبل ولا يمكن أن تسلم من الشعلة..
لماذا إذن يحاولون؟
كلنا نقلد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه دون نقاش لأن الأمر واضح والجبل شاهق والشعلة محرقة فمن يقلدون يا أبي؟
إنهم يا ولدي يقلدون الشيطان ويسيرون خلفه ولا يتركهم حتى يتناثروا فوق الجبل.
يبدو انهم يا أبي يريدون ملكية الجبل وأهله..
قد يريدون ذلك وهذا من شدة الغباء ان تنطح الجماجم الجبل في النهاية من يتحطم يا بني؟
طبعاً الرأس يا أبي..
احسنت يا بني.. وأنتم تقرؤون في منهج الصف الخامس الابتدائي ان الله نهانا عن التعرض للروح وازهاقها حتى وإن كانت روحي طالما شهدت أن (لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
قد كان من المجدي يا أبي لو ابعدوا..
للأسف يا ولدي.. انهم يعيشون على أرض رحبة الصدر تحب أبناءها..
انظر يا ولدي قد وصلنا إلى مكة..
دوى المكان وبرقت السماء..
لقد تفجروا يا أبي..
آه.. تفجروا وتفجرت الطائرة والجبل صامد يعاني فقط من الحفر الموجعة في قلبه لأنهم من أبنائه..
المفروض ان الجبل لا يأبه لهم..
إن العقوق يا ولدي دائماً يكون من الأبناء..
إنهم يا أبي جاحدون فالجبل أطعمهم المن وكساهم الذهب وظللهم وهم صغار يدرجون..
وعندما كبروا يا أبي فجروا جسده لم يرعبهم شموخه ولم ترعبهم شعلته انه لأمر مؤسف يا ولدي أن تعيش في ضلال وتموت في ضلال.
صدق الله العظيم القائل الكريم: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|