الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

معجم المصادر الصحفية لدراسة الأدب والفكر في المملكة
محمد بن عبد الرزاق القشعمي
صحيفة صوت الحجاز
من سنة 1350هـ إلى سنة 1360هـ (1932 - 1941م)
للأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحازمي
****
صدر مؤخراً عن دار المفردات بالرياض كتاب قيم من القطع الكبير في650 صفحة يستعرض صحيفة صوت الحجاز خلال عشرة أعوام (1350 - 1360هـ) وهي الأيام الحافلة والحبلى بانطلاقة ثقافية جادة إلى الأمام، إذ في هذه السنوات خطت البلاد خطوات واسعة إلى الأمام وأصبح اسمها منذ عام 1351هـ (المملكة العربية السعودية) إذ كانت فيما سبق تسمى (سلطنة نجد ومملكة الحجاز).
لقد بذل الأستاذ الدكتور منصور الحازمي جهداً مشكوراً في رصد وتتبع أعداد الصحيفة الـ592 ولمدة عشرة أعوام والتي كانت تصدر اسبوعياً منذ يوم الاثنين 27 ذي القعدة 1350 الموافق 4 أبريل سنة 1932م وحتى العدد 592 والذي صدر بتاريخ 27 جمادى الاخرة 1360هـ الموافق 21 يونيه 1941م.
وقال في مقدمة العمل: (تصدير) إن الجزء الأول من هذا المعجم عن صحيفة (أم القرى) قد ظهر سنة 1394هـ 1974م حيث طبعته جامعة الملك سعود (جامعة الرياض وقتها) وقد بشر بقرب ظهور الجزء الثاني صحيفة صوت الحجاز الذي تأخر لاثنين وثلاثين عاماً. وهو يعتذر أو يبرر أسباب هذا التباطؤ والتسويف.
الكل يدرك أهمية هذا المعجم كمصدر تاريخي لا يستغني عنه الباحث ولا سيما في الفترات التاريخية الماضية التي يصعب وجود المراجع والمصادر إذ لم تنتشر كما هي الآن.
كما أشار أبو مازن إلى ندرة المطبوعات المعنية بالرصد الببليوجرافي أثناء تقديمه للعمل الأول أم القرى أما اليوم وهو يقدم هذا العمل صوت الحجاز فقد أصبح الصعب سهلاً.. فهناك العشرات بل المئات من المراجع والفهارس الببليوجرافية وذلك بعد التوسع في برامج الدراسات العليا، وافتتاح الكثير من أقسام المكتبات في جامعاتنا المختلفة.
والمعجم الذي بين يدي يبلغ عدد مواده 2036 مادة، وقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين هما الشعر والنثر، فالشعر يشتمل على 558 مادة بـ266 صفحة أما القسم الآخر النثر فقد بلغت مواده 1478 مادة بقرابة 400 صفحة.
مهد للعمل بتعريف مختصر عن الصحيفة وأهميتها كجريدة وطنية جامعة كما عرفها صاحبها ومديرها محمد صالح نصيف وأول رئيس تحرير لها هو عبد الوهاب اشي.
وقال ان الصحيفة قد مرت بمجموعة متلاحقة من المتغيرات سواء في التحرير أو المادة الصحفية أو الحجم على الرغم من عمرها القصير عشر سنوات فمن العدد 95 (س2) يصبح محمد علي مغربي رئيساً للتحرير، وفي السنة الرابعة يختفي اسمه ولا يبقى سوى محمد صالح نصيف مرة أخرى.
ويقول ان هناك إعلانا غريباً يتصدر الصفحة الأولى من العدد 151 يقول: (قد تنشر الجريدة بعض المقالات مذيلة بأسماء أصحابها، ولا يعني نشرها الموافقة على ما فيها ويتساءل المؤلف: هل كان يعني هذا الإعلان وجود بعض الخلافات بين مدير الجريدة وصاحب الامتياز وبين بعض الكتاب والمحررين؟
ولكنه سرعان ما يكشف في العدد التالي 152 عن انتقال امتياز هذه الجريدة من عهدة الشيخ محمد صالح نصيف إلى عهدة الشركة العربية للطبع والنشر التي ستتولى القيام بتحرير وإدارة هذه الجريدة ابتداء من يوم الأربعاء 5 محرم الحرام 1354هـ وأصبح مدير إدارة الجريدة أحمد السباعي وأنيطت مسؤولية التحرير ب(نخبة من الشبان) أما الامتياز فمن حق الشركة العربية للطبع والنشر ومن تلك النخبة المشار إليها محمد حسن عواد ومحمد حسن فقي وعبد الوهاب آشي، ومن العدد 160 يوقع افتتاحية الجريدة حسين عرب أو عبد الحميد الخطيب وأحياناً من غير توقيع.
ومن العدد 207 من السنة الخامسة (تكشف الصحيفة عن هوية هذه الشركة التي حلت محل صاحب الجريدة القديم، فتبين أن الشركة العربية للطبع والنشر قد أنشئت لتشجيع المؤلفات المحلية والعمل على بعث الكتب القديمة التي تتعلق بتاريخ البلاد، كما تهتم أيضاً بالصحافة، وتبين أن أول أغراض الشركة هو أن تقتني مطبعة تؤمن حياتها وتكفل لها بلوغ آمالها، أما مدير الشركة فهو الأديب المعروف محمد سرور الصبان).
ومن العدد 229 (الثلاثاء 4 شعبان 1355هـ 20 أكتوبر 1936م) تعلن الجريدة أن رئيس تحريرها الجديد هو أحمد قنديل أما مدير إدارتها أحمد السباعي فقد أصبح أيضاً مديراً للشركة العربية للطبع والنشر.. ومن العدد 268 يختفي اسم رئيس التحرير أحمد قنديل ليصبح أحمد السباعي هو رئيس التحرير ومدير إدارة الصحيفة ومدير الشركة.
واستمر السباعي مديراً للشركة ورئيساً للتحرير حتى العدد 305 حيث عاد السباعي لإدارة الشركة أما التحرير فأنيط مرة أخرى ب(نخبة من الشبان).
ومن العدد 580 يحل محمد علي مغربي محل السباعي في رئاسة تحرير صوت الحجاز في الدارة.
وقد أشار المؤلف إلى أن الجريدة الصحيفة وقد نصت في عددها الأول أنها ستصدر مرة واحدة في الأسبوع، وكانت في ثماني صفحات من القطع الصغير وقد خصصت الصفحة الأولى والثانية للافتتاحيات والأخبار العالمية، وخصصت الصفحات الثالثة والرابعة والخامسة لأخبار العالم الإسلامي والحوادث المحلية وأخبار العالم العربي، أما السادسة والسابعة فقد جعلتا للأدب والتاريخ والاجتماع والعلوم الأخرى، فيما خصصت الصفحة الثامنة الأخيرة للرياضة والفكاهة.
وقد تراجعت لتصدر بأربع صفحات بدلاً من الثماني، إلا أنها كانت تزيد عدد الصفحات في المناسبات، فقد صدر العدد 244 في ثماني صفحات بمناسبة استقبال الجريدة لعامها السادس كما صدر العدد الذي يليه 245 في اثنتي عشرة صفحة بمناسبة (مشروع القرش) وأما العدد 266 فقد صدر بست صفحات وقالت إن هذه الزيادة من أجل تغطية أخبار المظاهرات التي عمت أنحاء المملكة من جراء الخبر الذي أذاعته وكالات الأنباء حول تقرير اللجنة الملكية البريطانية والقاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وقد نشرت الصحيفة نصوص هذا التقرير الذي استغرق جزءاً من الصفحة الأولى وجميع أعمدة الصفحة الثالثة وجزءاً كبيراً من الصفحتين الرابعة والسادسة، كما امتلأت الصفحة الأولى ب(المنشيتات) الكبيرة التي تشير إلى ضخامة هذا الحدث مثل المظاهرات في المملكة العربية احتجاجاً على تقسيم فلسطين)، أسواق مكة تسيل بجمهور الشعب، جدة والطائف (البلاد تضج صاخبة)، (أصوات الخطباء تثير حماس الأمة).. الخ.
ومع بداية سنتها الثامنة أول ذي الحجة 1357هـ يناير 1939م تعلن اعتزامها الصدور مرتين في الأسبوع بدلاً من مرة واحدة وذلك في كل يوم أحد وأربعاء بأربع صفحات. وفي العدد 417، 5 رمضان 1358هـ، 8 أكتوبر 1939م تعلن عن أسباب الحرب العالمية الثانية. وأنها مضطرة لتقليص عدد صفحاتها وقالت: (لم نر بداً من أن نواجه القراء بحقيقة الموقف حرصاً على مصلحتهم في دوام صدور صحيفتهم، وهو أننا قررنا تحت ضغط الحاجة إلى الورق وتباطؤ استيراده أن تصدر الجريدة في نصف حجمها المعتاد وفي نفس مواعيدها السابقة، أي مرتين في الأسبوع.
وقد بدأت تصدر منذ هذا التاريخ في ورقة واحدة فقط خصصت الصفحة الأولى للأخبار المحلية والأنباء البرقية والعالمية، كما خصصت الصفحة الثانية للحوادث والأخبار المحلية، ولا تخلو هذه الصفحة من الإعلانات.
أما الأدب وغيره فلا مكان له أيام الحرب والظروف الصعبة.
ومن العدد 419 أصبحت تصدر بورقتين صغيرتين (تابلويد) ومن العدد 543 الأربعاء 3 محرم 1360م اضطرت إلى الصدور بورقة واحدة.
ثم ما لبثت أن اضطرت إلى التوقف عن الصدور نهائياً كما توقفت جميع الصحف والمجلات الأخرى ما عدا صحيفة (أم القرى).
واختتم الأستاذ الحازمي تمهيده لهذا العمل الضخم بقوله: (والحق.. أن صحيفة صوت الحجاز) رغم كل الصعوبات والمتغيرات التي واجهتها تعتبر الرحم الحقيقي الذي تفتح ونشأ فيه أدبنا المحلي الحديث. فقد ظهرت بعد حوالي سبع سنوات من ظهور صحيفة (أم القرى)، وظلت الصحيفة السعودية الوحيدة التي تعنى عناية فائقة بالأدب والأدباء قبل ظهور صحيفة المدينة ومجلة المنهل سنة 1355هـ 1937م بحوالي خمس سنوات ونحن نجد أن كثيراً من روادنا الشباب لم يعرفوا في صحيفة (أم القرى)، بل عرفوا في صحيفة (صوت الحجاز)، وذلك من أمثال أحمد السباعي وحمزة شحاتة ومحمد حسن فقي وعزيز ضياء ومحمد سعيد العامودي ومحمد علي مغربي وأحمد قنديل.. غلخ، ويقول محمد الشامخ عن أهمية (صوت الحجاز) وفي الحقيقة أن ظهور (صوت الحجاز) يعتبر من أبرز المعالم في تاريخ الأدب الحديث في هذه البلاد، ذلك لأنها قد أصبحت لساناً لحال كثير من الكتاب في العقد الرابع وأوائل العقد الخامس من هذا القرن، وميداناً لعدد من المعارك الأديبة التي شهدها هذا الأدب في تلك الفترة.
ونحن سنرى في مواد الصحيفة ما يؤيد الرأي السابق، فقد كانت (صوت الحجاز) الأكثر انفتاحاً على الأفكار والنظريات الجديدة، والأكثر جرأة وحماسة في تبني بعض الآراء والدعوات الإصلاحية لنهضة البلاد، وكانت الرائدة في تشجيع بعض الأجناس الأدبية الجديدة وبعض التيارات الشعرية المستحدثة بل إننا نراها السباقة إلى تشجيع الترجمة والموروث الشعبي.
وبنظرة سريعة إلى قسمي الكتاب الشعر والنثر نجد أن الشعر ينقسم إلى عدة أقسام منها:
أولاً: الأدب والنقد:
1 المعارك الشعرية أو النقائض الجديدة التي دار معظمها بين محمد حسن عواد وحمزة شحاتة.
2 الشعر الفكاهي أو (الحلمنتيشي) الذي كان ينشره أحمد قنديل لمعالجة القضايا الاجتماعية.
3 الشعر المترجم أو المعرب.
كما أن هناك قصائد أخرى تهتم بالمناسبات والمديح كمبايعة ولي العهد ونجاة الملك عبد العزيز من حادث اعتداء والجيش والطيران والتعليم والأعياد والمناسبات الدينية والاستقبال والتوديع والمناسبات الأخرى والرثاء وشعر الوطنية والإصلاح وشعر الذات والتأمل وشعر الغزل والطبيعة، والاخوانيات والمعارضات والشعر الديني والأناشيد والمعارك الشعرية، وأخيراً الشعر البدوي حيث قال الأستاذ الحازمي:
إن هذا النوع من الشعر البدوي أو النبطي يعتبر نادراً في صحافة تلك الحقبة، ولم أعثر منه في صحيفة (صوت الحجاز) إلا على قصيدة واحدة فقط للشاعر سعد الأشقر التربي ومطلعها:
دنياك هذي كلها هز قاووق
ما تعرف الصاحب من اللي معاديك
أما القسم الثاني النثر المقال والبحث فقد قسمه إلى عدة أقسام منها:
أولاً: الأدب والنقد:
1 الأدب والنقد عام.
2 الأدب العربي القديم.
3 الأدب العربي الحديث التقليد، ضعف الإنتاج الأدبي، ضعف الأدب المحلي في الدعوة إلى تأسيس الروابط والأندية الأدبية، الدعوة إلى نقد موضوعي، بعض الشخصيات المنتقدة، تاريخ الأدب في الحجاز، الأدب العربي الحديث، الأدب العالمي.
4 الخواطر والتأملات، محمد حسن فقي في يوميات، عزيز ضياء، أحمد السباعي في الرسائل المطوية، حمزة شحاتة (هول الليل) في خنفشعياته.
حسين سرحان في (مشاهداته في المدينة)، محمد علي مغربي في (من أحاديث النفس)، هاشم فلالي في (كلام الناس).
5 المختارات.
6 نقد القصائد والمقالات أو المعارك النقدية، بين محمد سعيد عبد المقصود (الغربال) وأحمد السباعي (المنسف)، بين العواد والأنصاري، بين حمزة شحاتة وعبد الله عريف، بين عبد الكريم الجهيمان وحسين سرحان، بين أحمد عطار وعباس زواوي، بين الفلالي وحوحو وعاشور، بين محمد عمر توفيق ومحمد علي مغربي، بين محمد عمر توفيق وأحمد العطار تعليقات عزيز ضياء على بعض كتابات السباعي والصبان، قصائد وآراء، بين الأدباء العرب.
7 نقد الكتب، ومن أهم هذه الكتب (وحي الصحراء).
ثانياً: اللغة.
ثالثاً: الصحافة.
رابعاً: الدين والقضايا الإسلامية.
خامساً: السياسة والأحداث المعاصرة والقانون، الأحداث والمناسبات الداخلية، العلاقات مع اليمن، العلاقات مع مصر، العلاقات مع العراق وسوريا، القضية الفلسطينية، الشؤون العالمية.
سادساً: التربية والتعليم، المناهج الدراسية وطرق التعليم، تعليم الفتاة، الدعوة إلى محاربة الأمية وتعليم البدو والقرويين، التعليم الجامعي والابتعاث، تاريخ التعليم.
سابعاً: الاجتماع وعلم النفس، نقد الشخصية الحجازية، المرأة والشباب، المؤسسات والجمعيات الخيرية، الدعوة إلى إيقاظ الشعب وإحياء الأمة.
ثامناً: التاريخ والتراجم، المواضع والجغرافيا والآثار.
تاسعاً: موضوعات أخرى. الاقتصاد والتجارة والصناعة والعمران، مشروع القرش، الزراعة والري، الطب والعلوم.
كما أشار المؤلف تمهيده إلى القصة والرحلة والمحاضرة.
وفي الختام اعترف بأنني قد استفدت كثيراً بهذا الرصد الدقيق وكمتابع لصحافة الأفراد في المملكة (1343 1383هـ) ورغم أنني قد استعرضت أغلب أعداد صوت الحجاز وكتبت عنها إلا أنني قد وجدت في هذا العمل الضخم ما زاد في رصيدي المعرفي وليس فقط لكشفه لبعض أصحاب الأسماء المستعارة من الكتاب بهذه الصحيفة التي أخذت منها ما سيكمل مشروعي المتواضع، فلك يا أبا مازن الشكر والتقدير على هذا الجهد الكبير، ولو كان للعتب مكان بيننا لاستكثرت تأجيلك لهذا العمل وتأخير أن يستفيد منه الباحثون وغيرهم.
وإنا لمنتظرون للأعمال القادمة التي نرجو أن تواصل العمل بها وبالذات تسليط الضوء على صحافة الأفراد. بدءاً بصحيفة (البلاد السعودية) التي واصلت ما بدأته (صوت الحجاز) وإن تغير اسمها إلا أنها امتداد لها، اذ بدأت رغم توقف الأولى خمس سنوات من الرقم التالي لانتهاء تسلسل أعدادها فقد توقفت صوت الحجاز بالعدد رقم 592 وبدأت البلاد السعودية بالرقم 593.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved