الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 20th February,2006 العدد : 141

الأثنين 21 ,محرم 1427

تعقيباً على«المجلة الثقافية »
(الثقافة.. الكرامة)
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}
لطالما كان هناك عقول جوفاء تنعق بما ينفخ فيها وسيظل ما بقي على الأرض بشر، وسوف تحاول الخنافس في أقاصي الغبراء النيل من النسر المحلق في أعالي السماء، لكن ما تحيكه في الظلام وما تشيعه في الحضيض لن يشفي لها مأرب أو يروي لها غليل، غير أن الصمت حيالها الذي كان مشاعاً أنه ضرب من الحكمة من باب قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} لن يكون كذلك إذا ما طفت هذه الأحقاد للسطح وتمادت هذه العقول الجوفاء تفكهاً وتندراً، وسولت لشرذمة أخرى الخوض بمثل ما قامت به باسم الحرية، حينها سيصبح الصمت غير مبرر ولا مستساغاً بل ضعفاً وعجزاً، ولن نقول كما فعل جد الرسول حينما استاق إبله قائلاً أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه، وحقاً كان إذ ارتد جيش أبرهة على عقبيه ترديه طير أبابيل بحجارة من سجيل، لا لن نفعل لسبب بسيط، هو أن أحدنا لو شتم أباه لما صمت بل أقام الدنيا وأقعدها فكيف بحبيبنا الرسول الكريم، ما عذرنا له حين يقوم الأشهاد في يوم المعاد لدى رب العباد، ما عذرنا للحبيب وهو الذي تكبد من الأمور الجسام وعانى شديد الآلام ونوصب كثير العداء فلم يهن أو يتراجع، لا ليبلغ رسالة ربه فقط بل شفقةً ورحمةً منه على قومه، وها هو جبريل يخفف عن الحبيب مرارة الطرد والخذلان بسبب ما لاقاه من سوء معاملة قبائل ثقيف له ويخبره عليه السلام أن الله قد سمع قول قومه له فإن شاء أن يطبق عليهم الجبلين فليأمره بذلك وسيفعل، فهل أمر الحبيب بذلك وانتقم لنفسه صلوات الله عليه ودم عقبيه ما زال بفعل أيديهم التي قذفته بالحجارة، لقد كان قوله: (بل أرجو أن يخرج من أصلابهم مَنْ يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) أبعد كل ما لاقاه ليأخذ بيد أمته أخذاً ليناً هيناً لدرب الخلاص ويبلغ رسالة ربه فننجو جميعاً من درك الجهل نتخاذل عن نصرته عليه الصلاة والسلام ونصمت لن يكون ذلك إلا أن يردينا الموت في حياضه، فكل كاتب كتب في هذا الشأن عدا سلاح المقاطعة الذي سيستمر بإذن الله وهناك جهود صادقة للدفاع عن الرسول بآليات مختلفة كل حسب جهده ومجاله ستتكلل بالنجاح بإذن الله وربما أن في الأمر فائدة أكثر مما فيها من مضرة كون الإعلام العربي متمثلاً في وزرائه أجمعوا على الإدانة ورسم خطة عملية مضادة لنشر سماحة الدين وسيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وكون البعض منا بات همه قراءة السيرة النبوية اعترافاً منه بتقصيره في حق الرسول الحبيب ولن يعدم العالم شرفاء يبحثون عن الحقيقة لمعرفة هذه الهالة الإعلامية ما شأنها وما حقيقة أمرها وعندها سيرد الله كيدهم إلى نحورهم وسينقلب السحر على الساحر لأن الحقيقة كالشمس لا يحجبها غربال، وكلنا فداء لك يا رسول الله.


منى العصيمي الخرج

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved