الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 20th February,2006 العدد : 141

الأثنين 21 ,محرم 1427

عناوين
القرصنة في عصر اقتصاد المعرفة

تأليف: محمد عدنان سالم
دمشق: دار الفكر 2006
يتناول كتاب (القرصنة في عصر اقتصاد المعرفة) ثقافة الاستباحة لحقوق التأليف التي يعتبرها المؤلف الكاتب سائدة في المجتمع العربي بكل شرائحه بدءًا بالقارئ والمستخدم، ومروراً بالجامعة والمؤسسات الثقافية، ووصولاً إلى أجهزة القضاء.
حيث إن القرصنة الفكرية والاعتداء على حقوق المؤلفين في تنامٍ مستمر يوماً بعد يوم، على الرغم من صدور القوانين والقرارات الملزمة، وعلى الرغم كذلك من قيام مؤسسات خاصة بتعقب القراصنة.
ويؤكد الكاتب في مؤلفه على أن ثقافة استباحة حقوق التأليف والاختراع، وعجز المجتمع العربي عن مكافحة القرصنة، بل وتصفيقه لها، هما المسؤولان عن تخلفه، وكلالته، وعجزه عن النهوض من عثرته التي طال أمدها، ونضوب إبداعه، وتفاقم مظاهر القحط والتصحر والركود لديه.. وعدد الكاتب مظاهر استباحة حقوق التأليف والقرصنة ذاكراً أن ترجمة أعمال الآخرين من دون إذن، واستباحة وزارات للثقافة وللتعليم العالي، وجامعات ومعاهد رسمية، إعادة طباعة كتب برمتها؛ ليس لمؤلفين أجانب فقط، وإنما لمؤلفين أحياء يرزقون، من بني جلدتهم، وفي بلدهم، بذريعة احتياجاتها التعليمية، لتقديمها لطلابهم، وسطو مراكز التعليم أمام الجامعات على محاضرات الأساتذة فتطبعها، وعلى فصولٍ من كتب، وأحياناً على كتب برمتها فتصورها، وتقدمها للطلبة فخورة بأنها تسدي خدماتها للطلبة، كل هذا من مظاهر القرصنة الفكرية.
ويدعونا الكاتب لنتصور معاً ناشراً يخطط لمشروع موسوعي يحشد له عشرات الباحثين والمحققين والكتّاب والمحررين، ويجمع لهم المصادر والمراجع والوثائق ينفق عليهم وعليها الملايين وينتظرهم عدد السنين، حتى إذا استوى العمل على سوقه موسوعةً تسد ثغرة في احتياجاته المعرفية، اختطفته أيدي القراصنة، لتعيد تصويره وطبعه متحررة من كل تكاليف إعداد نسخته الأم وسنوات حمله، لتقدمه بسعر أرخص؛ يتلقفه القراء مصفقين للقرصان، شاكرين له حرصه على خدمة العلم الشريف، وجهوده الخيرة في تخليصهم من جشع المنتج الأصلي، واحتكاره المتجلي بالسعر الأعلى.
ويؤكد الكاتب على أن سرقة الأفكار لم تستطع أن تجعل منا مفكرين، وإن القرصنة لا تنتج إلا مبدعين في القرصنة، وإن اللصوصية قيمة سالبة لا تتمخض إلا عن قيم سالبة، كما أن حرمان المبدع من حقه في استثمار إبداعه اقتصادياً، في عصر اقتصاد المعرفة، وتصاعد العمالة الفكرية على حساب العمالة اليدوية، يقتل فيه روح الإبداع، ويخرجه عن خط إنتاج المعرفة. ويوضح الكاتب أن العلاج لا يكمن فقط في إصدار القوانين، والتلويح بالعقوبات الرادعة، ولكن تحول المجتمع من ثقافة استباحة الحرمات إلى ثقافة الالتزام بالحقوق وأداء الواجبات، يحتاج إلى جهد جماعي أهلي وحكومي، تتضافر عليه مؤسسات تربوية وتعليمية وإعلامية ومهنية، يضع إستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم، محددة المراحل والوسائل، يسهر على تطبيقها مجلس قومي تنبثق عنه لجان فرعية للتنفيذ وللمتابعة.. يقع الكتاب في (368) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved