الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th June,2005 العدد : 111

الأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

تلفُّتات مستعتب
محمود محمد سليمان الدليمي
بِطيبتي.. بالذي تَدرينَ من شيمِي
بالمِلح في خُبزتي.. بالبرِّ في قَسَمي
أتيتُ مُستعتباً.. قلبي على كَتِفي
ذنباً أنوءُ بِهِ للآنَ من إِرَمِ
خَلِّي العتابَ دعيني ألتقِطْ نَفَسي
فَقد أُصيبَ ورائي الموتُ باللَّممِ
مُحدودَبَ الأمسِ شعثَ اليومِ مِن خَجَلي
أكادُ أمشي على خَدَّيَّ لا قدمِي
لأنَّني لم يورِّثني أبٌ أبداً
غدراً بجارٍ ولا ختلاً بذي رَحِمِ
يفدي مُحيَّاكِ منِّي وجهُ خامِشِهِ
ودَمعَ عينيكِ دمُ الصَّائلِ الغَلِمِ
يا قهوةَ العربِ السَّمراءَ نكهتُها
كالشِّعر يعذُبُ حتى مُرُّهُ بفَمِي
لولا مآتمُ أهلي طارَ بي غَزَلٌ
إليكِ يفتنُ قلبَ المُتعب الهَرِمِ
بَيني وبينكِ حتى لو تُمَزِّقُنا
مُدَى السِّياسات ما يكفي من اللُّحَمِ
يقودني من يَدي شَاطِيكِ يفتحُ لي
خيامَ ذاكرةٍ في جوِّهَا الوَخِمِ
أيَّامَ دسَّكِ في شدقيْهِ ذُو نَزَقٍ
سعران لمْ يَدْرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسِمِ
يا بعضَ أهلي وأهلي من خلائِقِهم
لا يعبرُ الضَّغنُ منهم مضربَ الخِيَمِ
أبكي يَتَاماكِ.. دُلِّيني على أحدٍ
يَبكي صغاري وما يلقونَ من يُتمِ
كويتُ ما عادَ لي ثوبٌ أُشَقِّقُهُ
بغدادُ ما تركتْ ثوباً على أدمِ
تركتُ عِزريلَ أهلي ملءُ قبضَتِهِ
وَملءُ أحشائِهِ عامانِ من لُقمي
وجئتُ أسحل عيني اليوم باسمة
والله يعلمُ ما تخفيهِ من ألمِ
صارت دروباً لمن فوقَ النُّجوم مَشوا
ومَن قواعدُهم يبرقنَ في السُّدُمِ
وَمَن متى ما أشاروا جاءَهم رَغَماً
أستغفرُ اللهَ.. حتى الماءُ في الدِّيَمِ
وما أزاغت عيونَ الشرقِ شُعلتُهم
حتى استُريبَ بنورِ اللَّوحِ والقَلمِ
حتى تفجَّرَ مُكتنُّ السَّرائِرِ عن
عملاقةٍ رخصتْ في عصرنا القَزَمِ
عرضي.. أبي.. حجري.. آيي.. سَواسيةٌ
في عينٍ بارودها الخالي من القِيَمِ
عُريٌ يُدَثِّرُهُ عُريٌ يُدَثِّرُهُ
عُريٌ دَواليكِ حتى قمَّةِ الهَرَمِ
للهِ حريَّةٌ دَهراً حلُمتُ بها
تقطَّعت لَعَنات حبل النِّقَمِ
يا ليتَ أنِّي لَم أحلُمْ وَلَيتَ يَدِي
تَطُولُ تفقأ عينَيْ ذلكَ الحُلُمِ
يا آلة الحربِ هل من بِدعةٍ بَقيتْ
سوى دَمَقْرَطَتِي بالنار والحِمَمِ؟!
مُكمَّماً كنتُ والآذانُ مصغيةٌ
واليوم أهذُرُ والآذانُ في صَمَمِ
أمسيتُ جمجمةً ضاعت كواكبها
بين الترحُّل والمجهول والعدمِ
واغُربتَا لعراقٍ لا عراقَ بهِ
يكادُ يفقدُ حتى أنجُمَ العَلَمِ
كلٌّ يغنِّي لِلَيلى وَهي ساهمةٌ
تَحنُّ للوَتَرِ المفقودِ في النَّغَمِ
ما بينَ مَن زَحفوا دوداً إلى جَسَدِي
لم يُبقِ منِّي لِدودِ الأرضِ من سَهَمِ
وبَينَ مَن وجَدُوا في النَّارِ جنَّتهُم
فأطعمُوها بِلَحمي قَبلَ لَحْمِهِمِ
تاللهِ لَو فَتحت ليزا حقائبَها
راحتْ تُقبِّلُهم لثماً فماً لِفَمِ
تعَكَّرتْ دجلةٌ فَلْيَهْنَ مُنتَهِزٌ
بما أصابَت بها كفَّاهُ من قِسَمِ
اليومَ يسكرُ بِي مَن كان يُشفقُ أن
يَمُرُّ من جانبي ظمآن في الحُلُمِ
دَمي كنفطي هدرٌ.. كلُّ مُغترفٍ
ينالُ منِّي قدرَ الوُسعِ في النَّهَمِ
مَن ذا سيمنعُني.. شيبانُ راقدةٌ
بمقعدٍ مُنزوٍ في هيئةِ الأُمَمِ؟!
الطائفيةُ ما ألقت عباءَتَها
عَليَّ حتى أتَتْ نبَّاشةُ الرِّمَمِ
واللهِ لو عُمَرٌ حاشاهُ يأمرُني
قُمْ كي تُناصبَ آلَ البيتِ لم أقُمِ
ولَو عَلِيٌّ وَلن واللهِ أُكملَها
تكفي الإشارةُ لحظَ المُبْصِرِ الفَهِمِ
يا مَن تَحُجُّونَ بيتَ اللهِ إنَّ دَمِي
أغلى بحُرمَتِهِ مِن ذلكَ الحَرَمِ
ماذا تبقَّى مِن التاريخِ بعدَ أبي
وبعدَ نقشِ يَديهِ النُّورَ في رُقُمِي
سبعون قرناً غدتْ كَعبي مُراهِقةٍ
ليست تُفرِّق بينَ الدُّرِّ والفَحَمِ
كيفَ احترامي ممَّن في خَلائِقِها
حتى الإلهُ تعالى غيرُ مُحتَرمِ؟!
للهِ درِّي فوقي كُلُّ فاجعةٍ
وَلم تَزَلْ في غِنائي نَبرةُ الشَّمَمِ
حقُّ الرَّدى أن يتيه اليومَ مُفتخِراً
أنْ مسَّني بعدما قد كانَ من خدَمِي
ساخت قوائِمُهُ في مُنتَهى أثري
وَليسَ يَبلُغنَ منِّي مُنتهَى هِمَمِي
غداً أُشيِّدُ من أضلاعِهِ مُدُني
قسْراً.. وأنْسُجُ مِن أهدابِهِ عَلَمِي
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved