الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th June,2005 العدد : 111

الأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

وميض
فنانو الدوادمي عن قُرب 22
عبد الرحمن السليمان
وأعمال الفنان محمد العبد الكريم واحدة من التجارب المبكرة التي تركت أثرها في أعمال بعض زملائه في مرسم النادي، وأعتقد أن أهمية العبد الكريم في الرسم تقترب من أهمية العبد اللطيف في مجال النحت وأثر الاثنين واضح على البعض.
استطاعت أعمال العبد اللطيف التأثير على تجارب بعض النحاتين مثل علي الطخيس في بداياته وهو الفنان الأكثر بروزا من خلال تواجده المتواصل في العروض الداخلية والمشاركة الفنية في بعض المناسبات المتاحة خارجيا، كذلك في بعض أعمال النحات عبد العزيز الرويضان الأسبق.
يتشبث بعض النحاتين بأستاذهم العبد اللطيف وبمنحوتاته لقناعتهم كما يبدو بتأثير ما قدم خلال عمره القصير، ومع أن النحاتين فيها يتمتعون بمستوى جيد فإن السؤال المهم الذي دار في ذهني هو: لماذا لم يتم إنشاء أية مجسمات في هذه المدينة خلاف أعمال العبد اللطيف؟ وإذا كان هناك تعاطف مع هذا الفنان ومكانته فإن هناك من النحاتين من ستسهم أعمالهم في تعميق الذائقة الفنية لدى الجمهور.
فهل النحاتون لم تكن لديهم القدرة والإمكانية لتنفيذ مثل تلك الأعمال أم أن الجهات ذات العلاقة لم تعد متحمسة لمثل ذلك أم أن الدعم المادي غير متاح؟
أسئلة عديدة طرحتها وأنا أتجول وبعض الفنانين في بعض الميادين.
أرى أن الأعمال التي شاهدتها للطخيس أو للدريبي أو الدحيم أو غيرهم قابلة أن تنفذ فهي أكثر حداثة وأقل مباشرة، وربما صعوبة في التنفيذ وفق تشكيل العمل وصياغته. أعود للفنان العبد الكريم وأرى أن أعماله الأقدم كانت منطلقا لبعض الفنانين الذين واكبوا مسيرته الفنية مثل إبراهيم النغيثر، فقد لمست بعض الجوانب المشتركة بينهما عندما رسم النغيثر الوحدات الزخرفية الشعبية وبعض القطع التراثية التي صاغها كما يفعل العبد الكريم كالبرقع مثلا، وربما هو أمر طبيعي استطاع الفنان النغيثر تجاوزه عندما كرّس لصيغة وتلوين حددا أسلوبه الفني الذي يقترب في معطياته إلى الذائقة الشعبية عندما يرسم المواضيع المستوحاة من حياة المجتمع البسيط في حرفه أو أدواته المستخدمة أو ما يحيط به عموما. وتمثل أسماء نسائية قليلة مستوى قد لا يقل عن البعض مع علمي بتأخر ظهور المرأة في التجربة التشكيلية في الدوادمي، ومع أن المعرض الأخير للجماعة تضمن أسماء فتيات مستواهن لم يزل يتكون وفي خطواتهن الأولى، فإن معرض المعلمين بالمقابل تضمن أسماء مثل مها الكافي التي رسمت ولونت بنَفَسين مختلفين فالوهج والدفء الذي تتضمنه لوحتها الملونة يقابله دراسة فنية هادئة فيها العلاقات ومعطيات الأسود والرماديات. من الحسنات في المعرض عودة بعض النحاتين الذين غابوا عن المشاركات الجماعية مثل محمد اليحيى ومحمد الصقيران وسعد الصقيران.
هذا الانطباع العام عن الفن والفنانين في الدوادمي لا يعني سوى صورة كونتها من رحلتي البسيطة والتقائي ببعضهم ولكني في الواقع أضع على أيديهم وأمامهم مسؤوليات كبيرة تتمثل في أهمية أن يحافظوا على المكتسبات الفنية التي تحققت منذ قيام مرسم النادي والدور الذي قام به الفنان الراحل عبد الله العبد اللطيف، ذلك بالتعاضد والتماسك والتعاون الذي يكفل الاستمرار والتطور الفني المطلوب وأن تحافظ الجماعة على واحد من المساهمين في بقائها واستمرارها وهو خالد الحميضي الذي رسم وشارك في بعض المعارض ومنه المعرض الأول للمراسم عام 1403 ووضع إمكاناته لخدمة الجماعة حتى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب كلفته برئاسة مشاركة المملكة في إحدى دورات بينالي الشارقة، أرى أن الفنانين في الدوادمي قد لفتوا الأنظار من خارج المملكة عندما زارهم وفد من السفارة الفرنسية وتم الاحتفاء بفنهم ونتاجهم حتى استضافة أعمال بعضهم في مقر السفارة في الرياض، وبالتالي فإن تحركاتهم الفنية لا بد أن تأخذ بالإنجازات السابقة والاستفادة من كل ما يمكن أن يعترض استمرارهم بمقدار من التماسك والمستوى الفني والثقافي الذي يكفل لهم القوة والتأثير.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved