صدى لون
التكريم للأحياء!!!
محمد الخربوش
|
يمثل الفنان التشكيلي عبدالله الشيخ، ظاهرة تشكيلية بمفرده بل إنه يمثل حقبة مشرفة في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية المعاصرة، فالراصد لمسيرة هذا الفنان المتوهج يلاحظ مدى مقدرة هذا الفنان على التفاعل والتعايش مع كل المعطيات والمستجدات الحياتية المتلاحقة وقدرة هذا الفنان الفائقة على الانتقائية والفرز وبالتالي توظيف كل هذه المستجدات في نتاجه الفني الذي يشهد ديناميكية متلاحقة في التجديد خاصة ما يتعلق بالتقنية اللونية الرهيبة التي يتميز بها عبد الله الشيخ، ما يميزه أيضاً هو هذا المخزون الثقافي المتجدد ومن هنا فإن عطاءاته وتجاربه الجديدة غالباً ما تأتي بوعي تام وبإلمام كبير بما يقدمه.
ولذا فقد جاءت أطروحاته الجديدة معايشة للنقلة العالمية المذهلة لشتى مناحي الحياة بما في ذلك الآلة والتقنية المعاصرة وأصبح هم الشيخ هو الإنسان والآلة الحديثة. لا آتي بجديد عندما أقول إن الشيخ يمثل مدرسة بل أنه يعتبر ومن وجهة نظر شخصية من النماذج الأمثل للفنان التشكيلي السعودي المعاصر. ما يميز الشيخ أيضاً هو العمل بصمت بعيداً من ملاحقة الإعلام وضوضاء الصحف. جمعتني بالفنان عبد الله عدة مناسبات وفعاليات تشكيلية منها ما هي داخل الوطن ومنها ما هي خارجة وعايشته عن قرب فوجدت فيه الإنسان أولاً ثم الفنان ثانياً فهو كما قلت مسكون بالخلق والإبداع وهو بحق ومن خلال معطياته الفنية قدم صورة ناصعة للفنان التشكيلي السعودي وكثيراً ما شرف الوطن من خلال تحقيقه مراكز متقدمة في المناسبات التنافسية العربية الدولية.
وعندما أقدم الفنان الشيخ بهذه الحالة يتبادر إلى الذهن أهمية التكريم في حياة المبدع سواء كان هذا المبدع تشكيلياً أو شاعراً أو قاصاً أو أديباً أو ممثلاً أو خلاف ذلك من كوكبة المبدعين لأن التكريم هو نوع من الوفاء لمن ساهم بجهده وأبداعه وقدم لوطنه وأمته إنجازات في مجاله تظل شاهداً على تقدم ونهضة وازدهار وحضارة هذا الوطن ومن هنا فإن من واجب الجهات المسئولة عن الحركة التشكيلية السعودية سواء كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي الجهة التي رعت ودعمت الحركة التشكيلية السعودي المتوهج أو وزارة الثقافة والإعلام وهي الجهة التي أنيطت بها مؤخراً مسئولية الشأن الثقافي بما في ذلك الفن التشكيلي.
أقول: من واجبنا جميعاً أن نبادر إلى تكريم مبدعينا التشكيليين عرفاناً بما قدموه من عطاءات أكدت العمق الحضاري والثقافي لبلادنا.
إنها دعوة لتكريم الأحياء من المبدعين لأن تكريم المبدع حياً أفضل وبمراحل من تكريمه بعد مماته وهذا لا ينسينا تكريم من غادروا هذه الدنيا الفانية أمثال الفنان التشكيلي الرائد محمد السليم رحمه الله.
أتمنى أن تبادر الجهات المسئولة إلى النظر في مسألة التكريم لأنه وفاء لأهل الوفاء ولأنه أيضاً سوف يكون حافزاً ورافداً آخر للإبداع. أتمنى أن يلاقي هذا الطرح قبولا واستحسانا ممن يعنيهم الأمر والعشم كل العشم في أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد وكذلك معالي وزير الثقافة والإعلان أن يتم النظر عاجلاً في هذا المطلب الهادف بإذن الله.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
